الولايات المتحدة الأمريكية تعلن "طوارئ صحية" لمواجهة تفشي جدري القرود

منوعات

اليمن العربي

أعلنت الولايات المتحدة، في وقت سابق جدري القرود حالة طوارئ صحية عامة، في خطوة من شأنها أن توفر أموالا وموظفين إضافيين لمكافحة المرض.

وقال وزير الصحة والخدمات الإنسانية، خافيير بيسيرا في اتصال هاتفي "نحن على استعداد لنقل استجابتنا إلى المستوى التالي في التصدي لهذا الفيروس، ونحث كل أمريكي على التعاطي مع جدري القردة بجدية وتحمل المسؤولية لمساعدتنا في مواجهة هذا الفيروس".

الولايات المتحدة الأمريكية تعلن "طوارئ صحية" لمواجهة تفشي جدري القرود

 

ويأتي الإعلان الذي يسري مبدئيا لمدة 90 يوما لكنه قابل للتجديد، في وقت تجاوز عدد حالات الإصابة على مستوى البلاد 6600 إصابة الخميس، نحو ربعها من ولاية نيويورك. ويعتقد الخبراء أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير في التفشي الحالي لأن الأعراض قد تكون مخفية.

ويعد عدد الحالات في الولايات المتحدة من بين أعلى المعدلات في العالم. ولم يتم الإبلاغ عن أي وفيات حتى الآن في الولايات المتحدة، ونادرا ما يكون جدري القرود قاتلا، لكن الطفح الجلدي الناجم عن الفيروس يؤدي إلى ألم شديد لدى بعض المرضى.


وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد عين روبرت فينتون، منسقا وطنيا للاستجابة لجدري القرود، في محاولة لتحسين استجابة الحكومة الفيدرالية لتفشي المرض. وقال البيت الأبيض إن فينتون، وهو مدير إقليمي للوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ، سيعمل كمنسق لجدري القرود.

وسيعمل ديميتر داسكالاكيس، الذي يشغل حاليا منصب مدير قسم الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية في مركز السيطرة على الأمراض، نائبا له. وقال البيت الأبيض إن المسؤولين سيوجهان استراتيجية إدارة بايدن بشأن جدري القرود ويساعدان في زيادة توافر الاختبارات واللقاحات والعلاجات.

وسلمت الولايات المتحدة 600 ألف جرعة من لقاح جينيوس الذي طوّر أساسا ضد الجدري، وسمح باستخدامه ضد جدري القرود. لكن هذا الرقم بالكاد يكفي نحو 1،6 مليون شخص يعتبرون من الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس وبحاجة ماسة للقاح.

في 23 يوليو/ تموز، أعلنت منظمة الصحة العالمية أعلى مستوى من التأهب، وهي حالة طوارئ للصحة العامة على مستوى دولي، لتعزيز مكافحة جدري القرود.

وكانت ولاية كاليفورنيا قد أعلنت الأربعاء، حالة الطوارئ للتصدي لتفشي جدري القرود، وأصبحت بذلك ثالث ولاية ترفع مستوى استجابتها الصحية للمرض سريع الانتشار، في غضون أيام، بعد إجراءات مماثلة اتخذتها نيويورك وإلينوي.

وتشمل العلامات المبكرة للمرض ارتفاع درجة الحرارة وتضخم الغدد اللمفاوية وطفح جلدي يشبه جدري الماء. ويشفى المرض عادة من تلقاء نفسه بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وأحيانًا يستغرق شهرًا.

 

ويقول مسؤولو الصحة إن الفيروس ينتشر في المقام الأول عن طريق الاتصال الجسدي لفترات طويلة، ولكن يمكن أن ينتقل أيضا عن طريق البياضات والملابس المشتركة. وشكل الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال حتى الآن نحو 99 في المائة من الحالات المؤكدة.

حذر خبراء من خطر تفشي الإصابة بجدري القرود بين الأطفال بشكل خاص، فيما يواصل الفيروس انتشاره في أكثر من 80 دولة حول العالم.

وقال جيمي ويتوورث، أستاذ الصحة العامة الدولية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، إن الإصابة بجدري القرود صارت تمثل "عدوى خطيرة ومن المهم محاولة السيطرة عليها".


وأضاف: "تم الإبلاغ عن حالات بين الأطفال وهذا أمر مقلق لسببين: أحدهما هو أننا نعتقد أن الأطفال دون سن الثامنة معرضون بدرجة عالية للإصابة بمرض خطير إذا أصيبوا بالجدري، كما أن التحكم في الاتصال الوثيق بين الأطفال يمثل تحديا، وهو تحدٍ مختلف عن محاولة التحكم في الاتصال الوثيق بين البالغين".

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي أن تفشي المرض يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا وذلك بعد تأكيد أكثر من 25 ألف إصابة به حول العالم ووفاة ما لا يقل عن عشر حالات حتى الآن.


وعلى الرغم من الإبلاغ عن معظم الإصابات بين الرجال المثليين جنسيًا وثنائيي الجنس، أكدت المنظمة أن خطر الإصابة بجدري القرد لا يقتصر على الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال وأن أي شخص لديه اتصال وثيق مع شخص مصاب معرض للإصابة به.

وطالب الخبير البريطاني بعدم حصر إمكانية الإصابة على المثليين جنسيًا حتى لا ينتج عن ذلك شعور بـ "العار" من الإبلاغ عن الحالات وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم انتشاره. وحث وويتوورث على تناول اللقاح المضاد لجدري القردة للحد من انتشار الإصابة به.