في ظل التوتر بين واشنطن وبكين.. كيفى تسعى الفلبين إلى استثمار الأزمة؟

عرب وعالم

اليمن العربي

في ظل توتر حاد بين واشنطن وبكين، تسعى الفلبين إلى استثمار الأزمة بتعزيز علاقتها مع واشنطن.

وقال الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس اليوم السبت إن الوضع الجيوسياسي المتقلب وتداعيات زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان تؤكد أهمية العلاقات بين الولايات المتحدة والفلبين.

 

في ظل التوتر بين واشنطن وبكين.. كيفى تسعى الفلبين إلى استثمار الأزمة؟

 


وزارت بيلوسي، تايوان الأسبوع الماضي في جولة آسيوية أججت غضب الصين ودفعتها إلى تعليق تعاونها مع الولايات المتحدة في عدة مجالات.

وتعد بيلوسي أول مسؤول أمريكي بهذا المستوى يزور الجزيرة التي تتمسك الصين بالسيادة عليها منذ نحو 25 عاما.


لكن أزمة خطوة بيلوسي التي وصفت بـ "زيارة الغضب والنار"، مثلت فرصة في الفلبين.

وقال ماركوس (64 عاما) خلال لقائه بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القصر الرئاسي في مانيلا إن زيارته جاءت في الوقت المناسب ولكنه يعتقد أن رحلة بيلوسي "لا تزيد من حدة" الوضع المتقلب بالفعل.

ويعد بلينكن أكبر مسؤول أمريكي يزور الفلبين منذ تنصيب ماركوس نجل الرجل القوي الراحل الذي ساعدته واشنطن على الفرار إلى المنفى في هاواي بعد انتفاضة عام 1986.

وفاز  ماركوس جونيور المعروف بـ "بونج بونج" في انتخابات الشهر الماضي بأغلبية ساحقة ليحقق أكبر انتصار منذ الإطاحة بوالده.

وأمام ارتفاع الأسعار والضغط على الاقتصاد الفلبيني المدمر بفعل فيروس كورونا، فقد جعل ماركوس جونيور معالجة التضخم وتعزيز النمو وتكثيف إنتاج الغذاء من أولوياته.

وأكد بلينكن لماركوس أن الولايات المتحدة ستفي بالتزاماتها بموجب اتفاقية الدفاع المشترك القائمة منذ عشرات السنين.

وقال بلينكن لماركوس إن "التحالف قوي وأعتقد أنه يمكن أن ينمو بشكل أقوى".

وأضاف "نحن ملتزمون بمعاهدة الدفاع المشترك وملتزمون بالعمل مع الفلبين بشأن التحديات المشتركة".

وحتى من قبل زيارة الأزمة، كثفت واشنطن من تحركاتها الدبلوماسية في المحيط الهادئ بإقامة تحالفات أمنية وعسكرية لمواجهة النفوذ المتنامي للصين.

وجاءت زيارة بلينكن للفلبين وسط تصاعد التوترات واللهجة العنيف واستعراض القوة العسكرية الصينية حول تايوان نتيجة زيارة بيلوسي للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي والتي تعتبرها الصين إقليما تابعا لها.

أكدت واشنطن، الجمعة، أنها لا تسعى إلى تصعيد التوترات مع الصين، وأن خطوط الاتصال بين البلدين مهمة لتجنب سوء الفهم.

وقال البيت الأبيض، في بيان، إن "تعليق الصين الحوار بشأن القضايا المهمة مع الولايات المتحدة يعتبر قرارًا غير مسؤول".
وأضاف: "لم يتم إغلاق جميع قنوات الاتصال بين القادة العسكريين الصينيين والأمريكيين، وسنتخذ خطوات للدفاع عن المصالح الوطنية والالتزامات الأمنية في المنطقة".

وتابع: "ندين فرض الصين عقوبات على أفراد عائلة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي".


وجدد البيت الأبيض التأكيد على أن "الولايات المتحدة لا تريد اندلاع أزمة مع الصين".

ولفت إلى أن "الحلفاء في المنطقة يعبرون عن نفس تخوفات واشنطن بشأن إجراءات الصين تجاه تايوان".

وشدد البيت الأبيض على "ضرورة إنهاء الصين للتدريبات العسكرية لخفض التوترات بشأن تايوان".

وكانت الصين أعلنت، الجمعة، وقف التعاون مع الولايات المتحدة في مجموعة من القضايا الأساسية بما في ذلك تغيّر المناخ ومكافحة المخدرات والمحادثات العسكرية، في ظل تدهور العلاقات بين القوتين بسبب تايوان.

ورأى البيت الأبيض أن تعليق بكين للحوار حول التغير المناخي قرار "غير مسؤول".

وردّت بكين بغضب على زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان.

ونظّمت الصين أوسع مناورات عسكرية بالقرب من تايوان، حاشدة لها طائرات وسفنا حربية تواصلت، الجمعة، لليوم الثاني على التوالي. ونددّت تايبيه بهذه المناورات التي تقوم بها "جارة تضمر لها الشرّ".

والجمعة، ذهبت وزارة الخارجية أبعد من ذلك فعلّقت المحادثات والتعاون المرتبط بعدد من الاتفاقيات بين البلدين بشأن ملفّات من بينها مكافحة التغير المناخي، ولامت بيلوسي على تعاملها بـ "ازدراء" مع موقف الصين المعارض لزيارتها تايوان.

وقد تعهّد أكبر بلدين مسببين للتلوث في العالم العام الماضي العمل معا لتسريع التحرّك من أجل المناخ خلال العقد الحالي، وأكدا أنهما سيعقدان اجتماعات دورية "للتعامل مع أزمة المناخ".

لكن يبدو هذا الاتفاق في وضع هش حاليا مع تدهور العلاقات بشكل كبير، كما هو الحال بالنسبة للاتفاقيات المرتبطة بمسائل عدة تبدأ بالمحادثات في الشؤون العسكرية ولا تنتهي عند التعاون لمكافحة المخدرات.

وأكّدت الخارجية الصينية أيضا تعليق التعاون القائم في مجال إعادة المهاجرين غير النظاميين والجرائم العابرة للحدود والشؤون القضائية.