واشنطن تؤكد أنها لا تسعى إلى تصعيد التوترات مع الصين

عرب وعالم

اليمن العربي

أكدت واشنطن، الجمعة، أنها لا تسعى إلى تصعيد التوترات مع الصين، وأن خطوط الاتصال بين البلدين مهمة لتجنب سوء الفهم.

 واشنطن تؤكد أنها لا تسعى إلى تصعيد التوترات مع الصين

 

وقال البيت الأبيض، في بيان، إن "تعليق الصين الحوار بشأن القضايا المهمة مع الولايات المتحدة يعتبر قرارًا غير مسؤول".


وأضاف: "لم يتم إغلاق جميع قنوات الاتصال بين القادة العسكريين الصينيين والأمريكيين، وسنتخذ خطوات للدفاع عن المصالح الوطنية والالتزامات الأمنية في المنطقة".

وتابع: "ندين فرض الصين عقوبات على أفراد عائلة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي".


وجدد البيت الأبيض التأكيد على أن "الولايات المتحدة لا تريد اندلاع أزمة مع الصين".

ولفت إلى أن "الحلفاء في المنطقة يعبرون عن نفس تخوفات واشنطن بشأن إجراءات الصين تجاه تايوان".

وشدد البيت الأبيض على "ضرورة إنهاء الصين للتدريبات العسكرية لخفض التوترات بشأن تايوان".

وكانت الصين أعلنت، الجمعة، وقف التعاون مع الولايات المتحدة في مجموعة من القضايا الأساسية بما في ذلك تغيّر المناخ ومكافحة المخدرات والمحادثات العسكرية، في ظل تدهور العلاقات بين القوتين بسبب تايوان.

ورأى البيت الأبيض أن تعليق بكين للحوار حول التغير المناخي قرار "غير مسؤول".

وردّت بكين بغضب على زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان.

ونظّمت الصين أوسع مناورات عسكرية بالقرب من تايوان، حاشدة لها طائرات وسفنا حربية تواصلت، الجمعة، لليوم الثاني على التوالي. ونددّت تايبيه بهذه المناورات التي تقوم بها "جارة تضمر لها الشرّ".

والجمعة، ذهبت وزارة الخارجية أبعد من ذلك فعلّقت المحادثات والتعاون المرتبط بعدد من الاتفاقيات بين البلدين بشأن ملفّات من بينها مكافحة التغير المناخي، ولامت بيلوسي على تعاملها بـ "ازدراء" مع موقف الصين المعارض لزيارتها تايوان.

وقد تعهّد أكبر بلدين مسببين للتلوث في العالم العام الماضي العمل معا لتسريع التحرّك من أجل المناخ خلال العقد الحالي، وأكدا أنهما سيعقدان اجتماعات دورية "للتعامل مع أزمة المناخ".

لكن يبدو هذا الاتفاق في وضع هش حاليا مع تدهور العلاقات بشكل كبير، كما هو الحال بالنسبة للاتفاقيات المرتبطة بمسائل عدة تبدأ بالمحادثات في الشؤون العسكرية ولا تنتهي عند التعاون لمكافحة المخدرات.

وأكّدت الخارجية الصينية أيضا تعليق التعاون القائم في مجال إعادة المهاجرين غير النظاميين والجرائم العابرة للحدود والشؤون القضائية.

يمتد على طول منتصف المضيق الفاصل بين تايوان والصين، تعتبره الجزيرة حدودا غير رسمية فيما لا تعترف به بكين.

لكنه بين هذا وذاك، يشكل عنوان أزمات متواترة بين تايوان والصين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها، وترفض بالتالي أي تعاطٍ دولي رسمي معها.


خط تتقاطع فيه مخاطر "الاشتباكات" السياسية، وأيضا الحوادث العسكرية نظرا لضيقه، حيث لا يتجاوز عرضه 130 كيلومترًا (81 ميلًا) في أضيق نقطة فيه، وتزيد عمليات التوغل من مخاطر وقوع حوادث عسكرية.

وبرز الخط إلى الواجهة عقب إعلان الجيش التايواني، الجمعة، أن "طائرات وسفنا حربية صينية" عبرت "الخط الأوسط" لمضيق تايوان.


ووصف الجيش المناورات التي تجريها بكين ردا على زيارة أجرتها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، بـ "الاستفزازية للغاية".

ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تعبر فيها طائرات صينية مقاتلة خط الوسط لمضيق تايوان، إذ عبرته 22 طائرة صينية، الخميس، ودخلت منطقة الدفاع الجوي التابعة لتايوان، وفقا لوزارة الدفاع التايوانية.

الصين من جانبها، سبق أن كانت حاسمة في هذا الأمر، وأعلنت قبل عامين عدم وجود "الخط الأوسط" في مضيق تايوان.

وفي تصريحات أدلى بها في 2020، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، إن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وإنه لا يوجد ما يسمى بـ "خط المنتصف" في مضيق تايوان.

وجاءت تصريحات بكين حينها ردا على موقف مشابه، أي تعليقا على تحليق وعبور طائرات صينية خط المنتصف في مضيق تايوان ودخول منطقة تحديد الهوية للدفاعات الجوية للجزيرة.

وآنذاك، أرسلت تايوان مقاتلاتها لاعتراض الطائرات الصينية وتحذيرها، في مشهد شبيه بالأزمة الحالية المتفجرة على خلفية زيارة أجرتها رئيس مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، اعتبرتها بكين غير مقبولة.

وعلى ما يبدو، شكل ذلك الإعلان منعطفا في التعامل الصيني مع "الخط الأوسط"، فسابقا كانت بكين تبدي نوعا من الاحترام الضمني لرمزيته كحدود غير رسمية مع تايوان.

لكن الوضع تغير منذ إعلان خارجيتها، وهذا ما يفسر توغلاتها المتكررة منذ ذلك الحين، ويصدر رسائل تفيد بأن الحدود غير الرسمية لم تعد موجودة.

وبذلك، غيّبت الصين خطا تقول تقارير إعلامية إن جنرالا أمريكيا وضعه في عام 1955، واتخذت منه تايوان "حدودا غير رسمية"، قبل أن "يسقط" في إطار قضية شائكة بين الجانبين لا تزال مفتوحة على أسوأ الاحتمالات.