الحرب الاقتصادية.. بورصة روسيا تجذب شركات الصين المطرودة من أمريكا
بعد أن ضيقت الولايات المتحدة الخناق على الصين وبدأت شطب شركات صينية من وول ستريت، استغلت البورصة الروسية الأمر وجذبت الشركات الصينية.
ومساء الثلاثاء قررت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية ضم أكبر شركة صينية مدرجة في الولايات المتحدة إلى قائمة متزايدة من الشركات التي تواجه خطر الشطب، بسبب رفض بكين السماح للمسؤولين الأمريكيين بمراجعة عمل مدققي حساباتهم.
وتبدأ الإجراءات الأمريكية ضد الشركات الصينية بنشر أسماء الأنشطة التجارية، بموجب قانون عام 2020، ووفق المسار الذي يستغرق ثلاث سنوات حتى الشطب النهائي.
وكانت روسيا أعلنت عزمها عن توسيع اتفاقات تبادل العملات مع الدول الصديقة للهروب من هيمنة الدولار، والتي اتخذت خطوات واسعة مع العديد من الدول على رأسها السعودية ومصر وتركيا والهند.
وأعلنت بورصة موسكو عن تدشين وإطلاق سندات روسية مقومة باليوان، ضمن خطتها لزيادة التعاملات التجارية بالعملات الأخرى، وفي مقدمتها اليوان الصيني، بينما أعلنت الجهات التنظيمية في الوقت الحالي أنها تستهدف عقد اتفاقات عديدة لتوسيع استخدام الروبل.
بورصة موسكو تقبل عقود اليوان
قالت أكبر بورصة في روسيا الأربعاء إن بورصة موسكو بدأت تداول سندات مقومة باليوان الصيني في إطار سعيها لجذب المستثمرين الآسيويين، في البداية بطرح أوراق صادرة عن شركة روسال الروسية المنتجة للألومنيوم.
وقال جليب شفيلينكوف، رئيس سوق الدين في بورصة موسكو: "أدوات الدين المقومة باليوان الصيني تفتح مصدرًا إضافيًا لسيولة النقد الأجنبي للمقترضين الروس".
وأوضحت بورصة موسكو أن متوسط حجم التداول اليومي لليوان في بورصة موسكو للنصف الأول من عام 2022 ارتفع بنسبة 12.4 مرة مقارنة بالبحث عن نفسها من العام الماضي 45.7 مليار روبل.
قبول سندات اليوان في موسكو
وقالت بورصة موسكو في بيان إن السندات المقومة باليوان تستهدف مجموعة واسعة من المستثمرين الذين يستخدمون العملة الصينية وهي مصممة لتوسيع الفرص للمشاركين المحترفين في السوق وعملائهم.
وقال شيفلينكوف: "نأمل أن يؤدي ظهور سندات اليوان في السوق الروسية في المستقبل إلى جذب المستثمرين الأجانب، وخاصة الآسيويين".
السندات الأولى التي بدأت بورصة موسكو تداولها هي اثنتان من أوراق روسال المقومة باليوان تستحقان في عام 2027 بقيمة ملياري يوان (296.22 مليون دولار) لكل منهما.
تعد مجموعة بورصة موسكو أكبر بورصة روسية، وهي المنصة الوحيدة متعددة الوظائف في روسيا لتداول الأسهم والسندات والمشتقات والعملات أسواق المال والسلع.
سعر الدولار واليورو في روسيا
حدد بنك روسيا سعر الصرف الرسمي للدولار في 4 أغسطس/آب 2022 عند مستوى 60.2374 روبل، وهو أعلى بمقدار 7.79 روبل عن المؤشر السابق.
وقال البنك تم تخفيض سعر صرف اليورو الرسمي بمقدار 14.13 روبل إلى 61.1243 روبل ليخفض بنك روسيا سعر صرف اليورو إلى 61.12 روبل.
عقوبات جديدة
وأعلنت الحكومة السويسرية المجلس الاتحادي الأربعاء انضمام سويسرا إلى الحزمة السابعة من عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا.
وقال البيان "الإجراءات الجديدة تتعلق بالدرجة الأولى بحظر شراء أو استيراد أو نقل الذهب والمنتجات من روسيا، كما تحظر الخدمات المتعلقة بهذه السلع".
وقالت الحكومة السويسرية "أصول بنك سبيربنك، أكبر بنكً في روسيا، مجمدة الآن ومحظورة من تقديم الأموال أو الموارد الاقتصادية أو الخدمات الفنية".
وجاء في البيان أيضا أن "المجلس الاتحادي يشير إلى أن أيا من الإجراءات ضد روسيا لم تكن موجهة ضد التجارة في المنتجات الزراعية أو الغذائية".
الريال السعودي
وقالت السلطات الروسية في منتصف يونيو/حزيران إن مفاوضات تجريها بورصة موسكو لإطلاق تداول الريال السعودي مقابل الروبل الروسي لديها، وذلك في ظل تراجع الطلب على الدولار واليورو في روسيا.
وأضافت أن إطلاق تداول الريال السعودي أمام الروبل الروسي سيعزز التجارة مع المملكة العربية السعودية، وذلك في ظل ارتفاع التبادل التجاري بين روسيا ودول عربية مثل مصر والسعودية.
وقال رئيس لجنة مجلس الدوما حول السوق المالية أناتولي أكساكوف، إن بورصة موسكو تشهد أيضًأ تداولات نشطة لليرة التركية أمام الروبل الروسي.
الجنيه المصري
وقالت وزيرة التجارة والصناعة المصرية منتصف يونيو/حزيران إن الحكومة المصرية في طريقها لاعتماد آلية تسمح باستخدام الروبل في التبادل التجاري مع روسيا.
وكشفت شركة تيز تور الروسية في مصر عن أن الحكومة المصرية تعمل على تفعيل استخدام البطاقات المصرفية الروسية مير في البلاد، وذلك في إطار الخدمات المقدمة للسائح الروسي.
وقالت الشركة إن الحكومة المصرية تعمل على ضمان قدرة الروس على الدفع خلال قضائهم الإجازة في مصر بواسطة البطاقة المصرفية الروسية.
مسلسل انهيار اليورو
لا تزال العملة الأوروبية الموحدة تعاني الضغوط بعدما وصلت في وقت سابق من الشهر الماضي إلى سعر التعادل مع الدولار الأمريكي.
ورفع البنك المركزي الأوروبي معدل الفائدة على الودائع من -0.5% إلى الصفر، مع وصول التضخم السنوي في منطقة اليورو لمستوى قياسي جديد عند 8.9% في يوليو.
وأظهرت بيانات حديثة أن مسؤولي البنك المركزي الأوروبي أنفقوا مليارات اليورو على شراء سندات خزانة بهدف حماية إيطاليا وغيرها من دول جنوب أوروبا من ارتفاع العائد على سنداتها بصورة كبيرة.
وتراجع صافي محفظة البنك المركزي الأوروبي من السندات الألمانية والفرنسية والهولندية خلال يوليو الماضي بنحو 18.9 مليار يورو 19.3 مليار دولار.
وفي المقابل بلغ صافي مشتريات البنك من سندات إيطاليا وإسبانيا والبرتغال واليونان خلال الشهر نفسه 17.3 مليار يورو.
ويتداول اليورو مقابل الدولار خلال تعاملات اليوم الأربعاء على ارتفاع طفيف في حدود 0.05%.
ووصل اليورو إلى مستويات 1.0175 دولار لليورو، بينما يرتفع مؤشر الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية خلال هذه اللحظات إلى مستويات 106.4 نقطة بزيادة طفيفة في حدود 0.1%.
المركزي الأوروبي يرفع سعر الفائدة
تقول بلومبرج إيكونوميكس إنه لا تزال الرغبة شديدة في زيادة سعر الفائدة.
يشير مقياس طيف البنك المركزي الأوروبي التابع للبنك المركزي الأوروبي من بلومبرج إيكونوميكس إلى تحول متزايد في الاتجاه المتشدد.
حيث يبدو إن البنك المركزي الأوروبي مستعد للارتفاع بمقدار 50 نقطة أساس أخرى في سبتمبر/أيلول.
وتقول بلومبرج إيكونوميكس إن قرار البنك المركزي برفع أسعار الفائدة في يوليو/تموز بمقدار ضعف المبلغ الذي أشار إليه صانعو السياسة سابقًا، ويظهر أيضًا كيف تم التخلي عن التوجهات المستقبلية بشأن أسعار الفائدة.
وتعتقد بلومبرج إيكونوميكس أن مجلس الإدارة سيرفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل من الاجتماعات الثلاثة التالية في أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول وفبراير/شباط.
وتوقع جولدمان ساكس في مذكرة حديثة أن زوج العملات الدولار الأمريكي مقابل اليورو يجب أن يظل قريبًا من التكافؤ خلال الأشهر الستة المقبلة، ويتوقع بنك جولدمان ساكس أن ينخفض زوج العملات اليورو مقابل الدولار الأمريكي إلى ما دون التكافؤ مرة أخرى.
وقال جولدمان ساكس يبدو أن الأشهر الستة المقبلة ستكون صعبة على منطقة اليورو، مما سيبقي زوج العملات اليورو مقابل الدولار الأمريكي قريبًا من التكافؤ.
ويتوقع اقتصاديون الآن أن تكون منطقة اليورو في حالة ركود في النصف الثاني من هذا العام؛ كما أن بيانات النقاط تتباطأ بالفعل بشكل ملحوظ ومن المحتمل حدوث مزيد من اضطرابات الإنتاج.