عدن والفرص الضائعة

أحمد عقيل باراس
أحمد عقيل باراس

لاندري انبكي عمن خسرناهم ام نبكي على انفسنا ام نبكي على مدينتنا عدن فما تعرضنا له وتعرضت له هذه المدينة من تدمير لم تتعرض له مدينة أخرى مثلها إذ لم يسلم من التدمير حتى الانسان نفسه. والمؤسف إنه ا لم  تجد للحظه من يحبها ويوقف نزيف جراحها وياخذ بيد الناس فيها وينتشلهم من الوضع الذي وجدو انفسهم يعيشونه رغمآ عنهم... من بحاح إلى معين ومن عبدربه إلى رشاد ومن المقاومه إلى الشرعيه ومن الانتقالي إلى الشرعيه الثانيه مرورا بالحوثيين والقاعده وداعش وعدن من سيئ إلى اسوئ ومن ازمه إلى اخرى حتى بتنا اليوم مخنوقين مشغولين بقوت يومنا وكآن امر الناس فيها لا يعني أحد  .

نتسال اليوم ويحق لنا السؤال بعد أكثر من سبع سنوات عجاف مرت علينا وصل بنا الأمر لأن يقتات كثير من ابناء هذه المدينة من فضلات وبقايا المطاعم ومايجود به المحسنون عليهم... ماذا قدم اولئك الذين مرو على عدن واختاروها هم وليس نحن عاصمه مؤقته لهم ماذا قدموا لعدن وماذا صنعو لعدن وماذا حققو لعدن... هل وفرو لها ابسط مقومات الحياه من خدمات ؟ هل توقفت المظالم ؟ هل اعيدت الحقوق لاهلها ؟ هل استعدنا الاراضي المنهوبه من ناهبيها ؟ هل ساعدنا المستثمرين الحقيقيين وتوقفنا عن توفير الحمايه للنافذين ؟ هل مددنا ايدينا للتاجر الحقيقي سوى شمالي كان أم جنوبي وساويناه بما نقدمه لتجار السلطة الذين نعرفهم جميعا ؟ هل توقفنا عن الارتهان لمراكز القوى القديمة وادواتها ؟  لا شي من كل ذلك تحقق اذ لازال مسلسل النهب واهدار الحقوق وسؤ الخدمات مستمرآ لدرجة اننا لم نعد نجيد شيئا غير ثقافه الشكاء والتعلق بالماضي للهروب من واقعنا المرير... لم تتم الاستفادة الحقيقيه مما قدمه التحالف العربي لعدن والذي لو جمعناه لوجدنا أنه يساوي اضعاف مضاعفه لما قدمته لعدن مجتمعه كل الحكومات المتعاقبه عليها سوى قبل الحرب أو بعدها لنجد انفسنا اليوم نواجه مشاكل حقيقية تتعلق بقوت وحياه الناس المعيشيه ان لم يتم التنبه لها ووضع المعالجات الحقيقية لتردي الاوضاع فاننا جميعآ سندفع الثمن غاليا إلى جانب مادفعناه من ثمن في السابق.
      
كان بالامكان تحقيق أفضل مما كان للناس المغلوبه على امرها بعدن بشكل خاص وبالجنوب بشكل عام لو تم الاستفادة من تلك الفرص التي قدمت لنا ووفرها التحالف العربي بقياده المملكه العربية السعودية ودوله الامارات العربية المتحده لكننا اضعنا على انفسنا الفرصه تلو الأخرى ليصل بنا المطاف إلى هذه الحالة التي نحن عليها الان وتهدد مستقبلنا ومستقبل وطننا وتطلعاتنا في التحرير والاستقلال وبغض النظر عن الاسباب واخطا وتجاوزات المرحله السابقه فلسنا بحاجه لان نبكي اليوم على الحليب المسكوب بقدر حاجتنا للبحث عن حلول للخروج من هذا الوضع الكارثي الذي نعيشه. ولن نخرج من هذه الحالة إلا بالعوده للتمسك بثوابتنا الوطنيه ( نحن كجنوبيين ) والالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي بصفته حامل للقضيه الجنوبيه وبصفته سفينة النجاه المنشوده التي ستعبر بنا باذن الله وبالمخلصين من قادته نحو بر الامان.وحتى نضع حد لمعاناه الناس والتوقف عن اضاعه الفرص نتمنى من جميع القوى الجنوبيه أن تسمو عن الصغائر وتلتحق بالركب وبالموكب المنصور باذن الله وتصعد السفينه بغض النظر عن اتفاقهم أو اختلافهم مع المجلس الانتقالي فقد وصلنا الان للحظه الفارقه والحاسمه في تآريخ الثورة الجنوبيه الثانية وتقع على قيادتنا في المجلس الانتقالي مسؤوليه تآريخيه في لم الشتات الجنوبي والانفتاح على جميع القوى الجنوبيه بما فيها تلك التي تواجهنا معها بالسلاح ويكفينا مامضى من تجارب وأخطاء ومن فرص ضائعه.