صحيفة: العقوبات تدفع الاتحاد الأوروبي إلى أكبر أزمة مالية في التاريخ
قالت صحيفة "ديلي إكسبرس"، إن العقوبات ضد روسيا "ستؤدي إلى انتحار" الاتحاد الأوروبي، وشددت على أن هذه العقوبات تدفع الاتحاد الأوروبي إلى أكبر أزمة مالية في التاريخ.
صحيفة: العقوبات تدفع الاتحاد الأوروبي إلى أكبر أزمة مالية في التاريخ
ونقلت الصحيفة عن شارل أنري غالوا زعيم حركة Generation Frexit: "يجب وقف حرب العقوبات وإلا ستواجه القارة الأوروبية خطر الانزلاق في أكبر أزمة مالية في التاريخ.
وأضاف: "بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وإيطاليا، تعتمد بشكل كبير على إمدادات الغاز الروسي. وستعاني فرنسا أيضا، لأن روسيا كانت موردا مهما للنفط بالنسبة لها. أما الآن فنشتري نفس الوقود عبر الهند والمملكة العربية السعودية، ولكن بتكلفة إضافية، ومع انخفاض اليورو، أصبح أكثر تكلفة. هذا نفاق واضح للغاية: لا يمكننا استبدال مصادر الطاقة الروسية بهذه الطريقة، ولا نملك حتى الوسائل اللازمة لذلك".
طالب وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر بوقف إنتاج الكهرباء باستخدام الغاز لتفادي اندلاع أزمة جديدة في اقتصاد البلاد.
وفي تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاغ" الألمانية الصادرة اليوم الأحد، قال زعيم الحزب الديمقراطي الحر: "يجب أن نعمل على منع حدوث أزمة كهرباء إضافة إلى أزمة الغاز".
وأضاف النائب الثاني للمستشار الألماني أولاف شولتس: "لهذا السبب ينبغي عدم المضي قدما في إنتاج الكهرباء بالشكل الذي يحدث به الآن".
وفي إشارة إلى وزير الاقتصاد روبرت هابيك، قال ليندنر إن "هابيك لديه التفويض القانوني ليمنع ذلك".
وأشار ليندنر إلى أن هناك "الكثير من الأمور التي تدعو إلى عدم إغلاق محطات الطاقة النووية الآمنة والصديقة للمناخ، بل تدعو إلى تمديد استخدامها إلى 2024 إذا لزم الأمر".
وتستعد ألمانيا لأزمة طاقة حيث يحاول الاتحاد الأوروبي تقليل الاعتماد على الطاقة الروسية وسط مواجهة بشأن عملية روسيا العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
قالت صحيفة De Volkskrant الهولندية، إنه على خلفية ارتفاع أسعار الغاز وخطر عدم كفايته في السوق بدأ سكان هولندا في شراء الحطب للمواقد، وبسبب هذا الطلب المرتفع، أخذت هذه السلعة تختفي.
ونقلت الصحيفة عن ديفيد وونديرينك، أحد موردي الحطب، أن سكان البلاد بدأوا هذا العام في شراء الحطب في الصيف، أي قبل حلول موسم البرد بكثير. وأعرب عن خشتيه من أن يختفي الحطب من السوق في منتصف الصيف، بسبب الطلب الذي ظهر عليه وسط ارتفاع أسعار الغاز.
وقال: "نلاحظ أن القلق أخذ ينتشر بين الناس. عادة يبدأ عملاؤنا في طلب الحطب في سبتمبر فقط. بالإضافة إلى ذلك، هذا العام، يطلب الزبائن كميات إضافية من الحطب تحسبا لتطور الأحداث".
وأشار إلى أنه بسبب عدم الاستقرار في سوق الغاز، يتحول سكان هولندا بشكل متزايد إلى المواقد الخشبية والمدافئ.
بالإضافة إلى ذلك، وسط ارتفاع الطلب على الحطب، يتقلص العرض بسبب القتال في أوكرانيا والسياسة الجديدة لمديرية الغابات الحكومية.
وشدد ديفيد وونديرينك، على أن كل ذلك يؤثر بشكل كبير على الأسعار. ونوهت الصحيفة بأن المتر المكعب من الخشب في هولندا بات يكلف حاليا 165 يورو، وهو ما يزيد بمقدار 50 يورو عن أسعار العام الماضي.
أظهرت حسابات وكالة "نوفوستي" استنادا على بيانات بورصة لندن ICE، أن متوسط سعر التسوية الشهرية للغاز في البورصة الأوروبية قفز بنحو 50 في المائة.
وتدل المعطيات المتوفرة على أن سعر الغاز ارتفع من 1180 دولارا لكل ألف متر مكعب الشهر الماضي إلى نحو 1805 دولارات هذا الشهر.
ويقول الخبراء الذين قابلتهم الوكالة، إن التوتر المستمر مع الإمدادات من روسيا لا يزال يضغط على سوق المنطقة.
تم في يوليو تداول عقود الغاز الآجلة وفقا لمؤشر مركز TTF (للتسليم في أغسطس وسبتمبر) في حدود 1530-2385 دولارا لكل ألف متر مكعب، بينما كانت في عام 2021 أقل من 500 دولار في نفس الشهر.
وفي حديث له مع الوكالة قال الخبير ألكسندر أميراغيان، رئيس قسم "اقتصاد قطاعات الطاقة والوقود" بصندوق "مركز البحوث الاستراتيجية": "مستوى السعر الحالي ناتج عن مجموعة من العوامل، من بينها انخفاض الإمدادات من روسيا وعدم اليقين بشأن احتمالات تعافيها".
وبحسب قوله فقد أثر الطقس الحار في أوروبا أيضا على ارتفاع أسعار الغاز.
وأشار الخبير إلى أن من الأسباب المساهمة في ذلك أيضا، يمكن ذكر انخفاض توليد الطاقة من مصادر بديلة.