ما هو الوضع الحالي حول تايوان على خلفية احتمال زيارة بيلوسي؟

عرب وعالم

اليمن العربي

تنفذ الصين مناورات عسكرية ضخمة في مقاطعة فوجيان ومضيق تايوان، يشارك فيها الأسطول الحربي الصيني في الجزء الشمالي من بحر الصين الجنوبي.

 

ما هو الوضع الحالي حول تايوان على خلفية احتمال زيارة بيلوسي؟

 

وتتضمن المناورات تنفيذ عمليات رمي بالذخيرة الحية ومناورات لسفن الأسطول والطائرات التابعة للجيش الصيني في منطقة الأراضي المتنازع عليها في أرخبيل سبراتلي.
وتتواجد في الفترة الحالية في بحر الصين الجنوبي، مجموعة أمريكية بحرية ضاربة بقيادة حاملة الطائرات "رونالد ريغان التابعة".

وتأتي هذه المناورات العسكرية الصينية في المنطقة، بعد ظهور أنباء حول احتمال زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، وعدم تأكيد الخبر حتى الآن أو نفيه.
قالت صحيفة "بوليتيكو"، إن وزارة الدفاع الأمريكية تستعد لاحتمال قيام رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بزيارة إلى تايوان.

ونوهت الصحيفة، بأن بيلوسي، التي تحتل ثالث أعلى منصب في التسلسل الهرمي للحكومة الأمريكية، امتنعت حتى الآن عن توضيح ما إذا كانت تنوي زيارة تايوان خلال رحلتها إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مبررة ذلك بدوافع أمنية. لكن حسب مصادر الصحيفة، "رغم ذلك يتخذ البنتاغون استعداده تحسبا لذلك".
وأضافت الصحيفة: "إذا سارت الرحلة حسب الخطة، فإن بيلوسي ستسافر إلى تايبيه على متن طائرة عسكرية أمريكية". ورجحت الصحيفة أن تتوجه رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ في نهاية هذا الأسبوع.

ووفقا للمقالة، يخشى الجيش الأمريكي من أن تبدأ الصين تجارب صاروخية في المياه القريبة من الجزيرة. وقالت مصادر مطلعة للصحيفة، إنه تم السماح للطائرات العسكرية الأمريكية التي تحلق في المنطقة " بحمل أكبر كمية من الذخيرة".

ولم تقدم الصحيفة أية إيضاحات إضافية حول الاستعدادات التي يقوم بها الجيش الأمريكي على وجه التحديد فيما يتعلق بزيارة بيلوسي المحتملة إلى تايوان.

وبحسب تقارير إعلامية، تعتزم رئيسة مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي خلال رحلتها إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، زيارة اليابان وجمهورية كوريا وماليزيا وسنغافورة.


اعتبر ماثيو كرونيغ الأستاذ بجامعة جورج تاون في واشنطن أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي ارتكبت خطأ بالكشف مسبقا عن احتمال قيامها بزيارة لتايوان.

وفي مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي"، وافق كرونيغ على أن ما يدور حول رحلة بيلوسي المحتملة إلى تايوان "أزمة لا داعي لها"، لكنه أضاف: "الكونغرس ليس هو من يلقى اللوم عليه. إنها مسؤولية الصين. لا يقرر الحزب الشيوعي الصيني إلى أين يمكن للأمريكيين أن يسافروا".
واعتبر الخبير أنه "كان من الخطأ أن تنشر بيلوسي خططها على الملأ. كان ينبغي لها أن تظهر (في تايوان) فجأة، مثلما فعل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في زيارتها المفاجئة إلى كييف".

وأشار كرونيغ إلى أن بيلوسي وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يمكنهما التراجع، لأن ذلك سيعني الخضوع لإرادة بكين.

وقال: "سيكون ذلك علامة على الضعف وسيعطي إشارة إلى الحزب الشيوعي الصيني بشكل أساسي أن لديه حق النقض على جداول سفر المسؤولين الأمريكيين".

واعتبر الخبير أنه يجب على واشنطن التمسك بسياسة "صين واحدة" لكن في الوقت نفسه عليها الانتقال من "الغموض الاستراتيجي" إلى "الوضوح الاستراتيجي"، بمعنى إبلاغ الجيش الصيني بشكل صريح بأن البنتاغون سيدافع عن تايوان إذا تعرضت للهجوم"، مضيفا أنه "من حيث المبدأ، هذا الموقف لا يتعارض مع سياسة "صين واحدة".

وفي اليوم السابق، ذهبت بيلوسي في جولة آسيوية، ستزور خلالها اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة. وأفادت تقارير بأنها تنوي زيارة تايوان أيضا، لكن بيلوسي نفسها رفضت التعليق على هذه المعلومات، متعللة بمتطلبات أمنية.

أعلنت الصين أنها تجري تدريبات عسكرية اليوم السبت قبالة ساحلها المواجه لتايوان بعد أن حذرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي وطالبتها بإلغاء خططها المحتملة لزيارة الجزيرة.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الجناح العسكري للحزب الشيوعي الحاكم، جيش التحرير الشعبي، سيجرى "تدريبات بالذخيرة الحية" بالقرب من جزر بينغتان قبالة إقليم فوجيان من الساعة 8 صباحا حتى 9 مساء. وحذرت إدارة السلامة البحرية السفن بتجنب المنطقة.
وعادة ما تنطوي مثل هذه التدريبات على المدفعية. ولم يشر الاعلان المؤلف من جملة واحدة إلى ما إذا كانت تدريبات اليوم السبت قد تشمل أيضا صواريخ أو طائرات مقاتلة أو أسلحة اخرى.

وفي الفترة من 29 إلى 30 يوليو أيضا، يجري الجيش الصيني مناورات عسكرية في الجزء الغربي من مضيق تشيونغتشو، الذي يفصل مقاطعة غوانغدونغ الجنوبية عن جزيرة هاينان، وكذلك في المياه جنوب شرق جزيرة داوانشان الواقعة جنوب سواحل مقاطعة غوانغدونغ.

ولم تؤكد بيلوسي، التي ستكون أعلى مسؤولة أمريكية منتخبة تزور تايوان منذ عام 1997، ما إذا كانت ستذهب أم لا. وحذر الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الأمريكي جو بايدن في مكالمة هاتفية الخميس من "التدخل الخارجي" في تعامل بكين مع الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها.

وتقول الصين إن تايوان ليس لها الحق في إقامة علاقات خارجية. وترى زيارات المسؤولين الأمريكيين على أنها تشجيع للجزيرة لجعل استقلالها الفعلي منذ عقود أمرا رسميا.

وحذرت الدفاع الصينية واشنطن هذا الأسبوع من السماح لبيلوسي، التي تعادل بايدن في رتبته حيث ترأس أحد الفروع الثلاثة للحكومة، من زيارة تايوان. وقال متحدث باسم جيش التحرير الشعبي إن جيش التحرير الشعبي سيتخذ "إجراءات قوية" غير محددة لوقف النشاط المؤيد للاستقلال.

قام الجيش الصيني بنقل أعداد متزايدة من الطائرات المقاتلة والقاذفات بالقرب من تايوان وأطلق في الماضي صواريخ على ممرات الشحن إلى الجزيرة.