موسكو تدعو إلى تحقيق دولي في واقعة مقتل عشرات الأسرى بدونيتسك

عرب وعالم

اليمن العربي

وسط تبادل للاتهامات، بين روسيا وأوكرانيا، حول المسؤولية عن مقتل عشرات الأسرى في دونيتسك، دعت موسكو الأحد إلى تحقيق دولي في الواقعة

 

موسكو تدعو إلى تحقيق دولي في واقعة مقتل عشرات الأسرى بدونيتسك

 

ودعت روسيا خبراء من الأمم المتحدة والصليب الأحمر للتحقيق في مقتل عشرات الأسرى الأوكرانيين الذين يحتجزهم انفصاليون تدعمهم موسكو، في الوقت الذي أمر فيه الرئيس الأوكراني‭‭ ‬‬فولوديمير زيلينسكي بإجلاء السكان في منطقة دونيتسك الشرقية.


وقال زيلينسكي إن مئات الآلاف من الأشخاص ما زالوا في مناطق القتال العنيف بإقليم دونباس الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوهانسك.

وأضاف في خطاب بثه التلفزيون في ساعة متأخرة من مساء السبت، قائلا: "كثيرون يرفضون المغادرة لكن لا يزال يتعين القيام بذلك.. كلما غادر المزيد من الناس منطقة دونيتسك الآن، قل عدد الأشخاص الذين سيكون لدى الجيش الروسي وقت لقتلهم"، وفق تعبيره.
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد إن روسيا دعت خبراء من الأمم المتحدة والصليب الأحمر للتحقيق في الواقعة "من أجل إجراء تحقيق نزيه".

وكانت الوزارة نشرت قائمة تضم أسماء 50 من أسرى الحرب الذين قتلوا و73 مصابا؛ فيما قالت إنها ضربة عسكرية أوكرانية بصاروخ هيمارس الأمريكي الصنع.

ونفت القوات المسلحة الأوكرانية مسؤوليتها، قائلة إن المدفعية الروسية استهدفت السجن لإخفاء سوء معاملة المحتجزين هناك.

فيما قال وزير الخارجية دميترو كوليبا يوم الجمعة إن روسيا ارتكبت جريمة حرب ودعا المجتمع الدولي إلى التنديد بها.

وقالت الأمم المتحدة إنها مستعدة لإرسال مجموعة من الخبراء إلى أولينيفكا للتحقيق في الحادث، إذا حصلت على موافقة الطرفين، وأبدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الجمعة استعدادها أيضا للوصول إلى الموقع وعرضت المساعدة في إجلاء الجرحى.

واتهمت أوكرانيا روسيا بارتكاب فظائع وأعمال وحشية بحق المدنيين منذ العملية العسكرية، التي انطلقت في 24 فبراير/ شباط الماضي، وقالت إنها حددت أكثر من عشرة آلاف جريمة حرب محتملة. وتنفي روسيا استهداف المدنيين أو ارتكاب جرائم حرب في تلك "العملية الخاصة".


مع دخول الحرب الأوكرانية شهرها السادس دون حسم بعد ومع تصاعد العمليات العسكرية، دعت أوكرانيا مواطنيها لإخلاء منطقة دونيتسك شرق البلاد.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة مصورة بثت مساء السبت: "اتخذت قرارًا حكوميًا بإخلاء إلزامي لمنطقة دونيتسك. أرجوكم، أخلوا المنطقة".


وأعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك سابقًا الإجلاء الإلزامي لجميع سكان منطقة دونيتسك، إحدى المنطقتين الإداريتين في حوض دونباس. وبررت القرار في مواقف تلفزيونية بتدمير شبكات الغاز وغياب التدفئة في الشتاء المقبل في المنطقة.

يأتي ذلك، فيما أعلنت أوكرانيا السبت، أنها طلبت من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة زيارة جنودها من أسرى القوات الروسية.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القصف الذي طال سجنا في أولينيفكا، في شرق البلاد، الجمعة بأنه "جريمة حرب روسية متعمدة".

وقال مسؤول حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينيتسك السبت للتلفزيون الوطني إنه طلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي كانت قد أشرفت على انسحاب المقاتلين من مصنع آزوفستال، أن تتوجه إلى أولينيفكا. لكنه أوضح أن اللجنة الدولية لم تحصل "حتى هذه اللحظة" على إذن من الروس.

وندد الاتحاد الأوروبي "بأشد العبارات بالفظاعات التي ارتكبتها القوات المسلحة الروسية وأتباعها"، في بيان صادر عن وزير خارجيته جوزيب بوريل، في إشارة إلى قصف السجن واتهامات التعذيب بحق أسرى أوكرانيين لدى القوات الروسية.

واضاف البيان أن "هذه الأعمال اللاإنسانية والوحشية تشكل انتهاكات خطيرة لاتفاقيات جنيف وبروتوكولها الإضافي، وترقى إلى جرائم حرب".

وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية، أعربت فرنسا عن "صدمتها إزاء التقارير المتعلقة بارتكاب جرائم قتل وأعمال تعذيب بحق أسرى حرب أوكرانيين، في مركز اعتقال أولينيفكا، تحت حماية روسيا الاتحادية" مضيفة أنه يتعين "محاسبة المسؤولين".

وتصاعد التوتر بشأن مصير الآلاف من أسرى الحرب الأوكرانيين لدى الروس أو الانفصاليين في دونباس بعد نشر السفارة الروسية في المملكة المتحدة تغريدة مساء الجمعة تتعلق بشكل خاص بكتيبة آزوف الأوكرانية.

وجاء في هذه التغريدة "يستحق مقاتلو آزوف إعدامهم، ولكن ليس بواسطة كتيبة إعدام بل شنقا. إنهم ليسوا جنودا فعليين. إنهم يستأهلون موتا مذلا".

وقال الناطق باسم وزارة الخارجيّة أوليغ نيكولينكو على تويتر "لا فرق بين الدبلوماسيين الروس الذين يدعون إلى إعدام أسرى حرب أوكرانيين وقيام القوات الروسية بذلك في أولينيفكا. إنهم جميعًا متواطئون في جرائم الحرب هذه ويجب محاسبتهم".