صحيفة تتحدث عن انقسام في أوروبا.. فما هي الأسباب؟

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، إن تصريحات التضامن السياسي في الاتحاد الأوروبي في مواجهة أزمة الطاقة، ليست أكثر من هراء وكلام فارغ.

 بسبب موسكو.. صحيفة تتحدث عن انقسام أوروبا

 

وأضافت الصحيفة في مقالتها: "هناك 27 دولة في الاتحاد الأوروبي، ومن الواضح أنها ليست كتلة متجانسة. بعض الأعضاء يعتمدون بشكل كبير على الغاز الروسي، وستتصرف كل دولة وفقا لاحتياجاتها ومصالحها. ستؤثر الاختلافات في وجهات النظر على تسلسل إجراءات أوروبا في التعامل مع أزمة أكبر في مجال الطاقة".


لا يستبعد كاتب المقالة إمكانية التنازلات المتبادلة بين موسكو وبروكسل، لأن نقص الغاز، في رأيه، سيؤثر بشكل كبير على المجتمع الأوروبي والاقتصاد ككل.

وتابعت المقالة: "قد يخفف الاتحاد الأوروبي القيود الاقتصادية المفروضة على روسيا بسبب شكاوى الأوروبيين من الأزمة الاقتصادية والشتاء البارد".

أما واشنطن، وفقا لاعتقاد كاتب المقالة، فتأمل أن تستمر أوروبا في إيذاء نفسها بحرب العقوبات ضد موسكو. وقال: "التأثير السلبي للعقوبات، سيزيد من انقسام أوروبا وإضعافها".

قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن وحدة مواقف دول الاتحاد الأوروبي في موضوع العلاقات مع روسيا تقف أمام اختبار ثقيل وصعب على خلفية ازدياد التضخم والتدابير الممكنة لتوفير موارد الطاقة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن الاتحاد الأوروبي "أظهر جبهة موحدة" بعد بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

وأضافت: "لكن مع ذلك، يقف الزعماء الأوروبيون أمام اختبار صعب لاضطرارهم  للتصدي للتضخم المالي المتزايد ومواجهة أزمة الحد الأدنى للأجور والآفاق الحقيقية لترشيد الطاقة".


وتتساءل الصحيفة، هل سيتمكن قادة دول الاتحاد الأوروبي من مواصلة الدفاع لاحقا، أم "سينهار تضامنهم عندما يجبرهم رفض المستهلكين الغاضبين على تخفيف عدائهم تجاه موسكو"؟.

وقالت: "هناك بعض الدلائل على أن هذه الوحدة، فيما يتعلق بمسألة الطاقة على الأقل، لا تبدو قوية كما يجب أن تكون".

كتب المؤرخ مارك توث، وضابط المخابرات السابق جوناثان سويت في صحيفة The Hill أن الولايات المتحدة ستغرق في صراعين في نفس الوقت بسبب سياسات وأخطاء بايدن.

وأشار مارك توث وجوناثان سويت إلى أن "المخاطر الوجودية التي ستنشأ بالنسبة للولايات المتحدة في الأشهر المقبلة لن تقتصر على أوروبا الشرقية"، مشيرين إلى التوترات المتزايدة بين واشنطن وبكين بشأن تايوان.

وقالا: "القدرات العسكرية للصين في منطقة المحيط الهادئ أكبر من قدرات الولايات المتحدة، الأدميرال جون أكويلينو، الذي يرأس قيادة المحيطين الهندي والهادئ، قال إن الجيش الأمريكي في حاجة ماسة إلى قدرات إضافية من أجل عمليات فعالة".

ويسلط المقال الضوء أيضا على أن الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الناتو بدأوا يواجهون المزيد والمزيد من الصعوبات بسبب العقوبات ضد روسيا، مما يقلل من عزيمتهم على مساعدة أوكرانيا.

وذكر الخبيران أن "الاتحاد الأوروبي، خوفا من أزمة الغاز الوشيكة، يشك في ما إذا كان الأمر يستحق الوفاء بالالتزامات الاقتصادية الممنوحة لكييف".

وكل هذا، حسب توث وسويت، يدل على "الخلل السياسي" للرئيس جو بايدن، الذي لا يستطيع التغلب عليه.

توقعت الصحفية ماريا تاديو في مقالة لوكالة "بلومبرغ"، أن تفقد ألمانيا مكانتها المهيمنة في الاتحاد الأوروبي.

وترى الصحفية أن السبب في ذلك، يكمن في أزمة الطاقة التي نشأت نتيجة العقوبات ضد روسيا.

وقالت المقالة: "لأكثر من عقد من الزمان، كانت برلين تتمتع بمكانة سامية وبأعلى سلطة أخلاقية ومالية في الاتحاد الأوروبي، وكانت تحدد سياساته ولعبت دور الشرطي السيئ ضد الاقتصادات الأضعف في دول جنوب أوروبا. لكن أزمة الطاقة أعادت ترتيب الأمور وغيرتها".
وتعتقد الصحفية أن ألمانيا قد تفقد اليوم موقعها القيادي، لصالح دول جنوب الاتحاد الأوروبي. ووفقا لها بات العيب الرئيسي للنموذج الاقتصادي الألماني، يكمن في اعتماده على روسيا.

وأضافت المقالة: "بينما تحاول برلين استعادة رشدها من الصدمة، أخذ جنوب أوروبا يبدي قدرا أكثر من النشاط والإصرار. وهذا ليس انتقاما لنظام التقشف الذي فرضته ألمانيا، بل إعادة تنظيم للقوى يمكن أن تجعل الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف أكثر صحة".