صحيفة صينية تتحدث حول زيارة بيلوسي لتايوان

عرب وعالم

اليمن العربي

كتبت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية أن الزيارة المحتملة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان، قد تؤدي إلى "عواقب رهيبة".

 

صحيفة صينية تتحدث حول زيارة بيلوسي لتايوان 

 

وأشارت إلى أن "العواقب قد تكون رهيبة ليس فقط على العلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة، بل وعلى الاستقرار في المنطقة بأسرها".

وأضافت الصحيفة أن "السلطات الصينية ستكون مستعدة للرد على الزيارة المحتملة لبيلوسي إلى الجزيرة".

ونقلت الصحيفة عن أو يونغ بينغ، مدير معهد دراسات تايوان التابع لجامعة تسينغ هوا في بكين، قوله إن "رد فعل الصين سيكون شاملا على الأصعدة العسكري والدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي".


وأوردت الصحيفة آراء الخبراء العسكريين الذين لم يستبعدوا أن الصين قد تقرر وضع عراقيل في المياه والأجواء حول تايوان لغرض إجراء تدريبات واسعة النطاق، فيما يشير الخبراء إلى أن بكين قد ترسل مقاتلات لاعتراض طائرة بيلوسي.

وتخطط رئيسة مجلس النواب الأمريكي زيارة تايوان مطلع أغسطس القادم "لعرض الدعم الأمريكي على تايوان".

وفي حال قيامها بهذه الزيارة ستكون هي الأولى لرئيس مجلس النواب الأمريكي منذ 25 عاما.

وطالبت بكين واشنطن بالتخلي عن خطط هذه الزيارة، محذرة من اتخاذها إجراءات "لمنع التدخل الخارجي".

قال الخبير دينيس تيورين، إن عدم تحديد مسار دقيق لجولة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي في آسيا، يشير إلى عدم يقين واشنطن بشأن المنطقة التي تتمتع بأولوية كبيرة بالنسبة لها.

وأعرب تيورين الذي يشغل منصب مدير نادي الأعمال في منظمة شنغهاي للتعاون، عن اعتقاده بأن الحجج التي تقدمها بيلوسي حول عدم القدرة بشكل مبكر على تحديد المسار الدقيق لجولتها الآسيوية، تبدو واهية تماما لأنه يتم تنسيق جدول الاجتماعات مع قادة الدول بشكل مسبق وقبل فترة طويلة.

وشدد الخبير على أنه لا يمكنهم ليس فقط في الكونغرس بل وفي قيادة الحزب الديمقراطي تحديد أي الجبهات أكثر أهمية بالنسبة لهم الآن - الصينية أو الأوكرانية.


ويرى الخبير أن الظروف الخارجية، تجبر واشنطن على إظهار دعمها للحلفاء في منطقة آسيا والحيط الهادئ.

وقال تيورين: "تتطلب الظروف تقديم الدعم لشركاء الولايات المتحدة بشرق آسيا في ظروف نمو التوترات بين الصين والولايات المتحدة وبين تايوان والصين، وربما تكون الخطوة الصحيحة هي دعم تايوان في هذه الظروف والتوجه إلى هناك والتعبير عن الدعم الواضح مجددا ومرة أخرى تأكيد الاستعداد للوفاء بالتزاماتهم بموجب المعاهدة الأمنية القائمة بين الولايات المتحدة وتايوان".

وأشار إلى أنه في ظل الظروف الحالية، يمكن اعتبار أي بيان غير مبال من قبل الممثلين الأمريكيين بمثابة "حافز" لتصعيد التوتر في هذه المنطقة، ومن الواضح تماما أن الولايات المتحدة لن تبدأ حربا عالمية ثالثة بسبب تايوان.

وأضاف: "عدم رغبة بيلوسي الآن في القول بشكل لا لبس فيه ما هو مسار جولتها عبر بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ سيعني شيئا واحدا فقط: الولايات المتحدة مترددة حاليا في إظهار الدعم المطلق لحلفائها في المنطقة".

واختتم الخبير حديثه قائلا "إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لخوض مجموعة شطرنج معقدة في آن واحد على جبهتين".

أكد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أن زيارة رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، إلى تايوان ستؤدي إلى تفاقم التوتر مع الصين.

وكتب ترامب في موقعه "Truth Social": "إنها ستجعل الأمور أسوأ فقط"، مضيفا أن الهدف من تدخلات بيلوسي في قضية تايوان فقط "لخلق المشاكل وكسب المال".

وحسب وسائل الإعلام الأمريكية، ستقوم بيلوسي بجولة آسيوية يوم الجمعة، تشمل اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة، وتايوان.
ورفضت بيلوسي في وقت سابق التعليق حول إذا كانت ستزور تايوان، مشيرة إلى وجود مخاوف أمنية.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ، ناقشا مؤخرا في أول اتصال بينهما منذ مارس قضية تايوان، حيث حذر شي بايدن من اللعب بالنار، في إشارة إلى زيارة بيلوسي تايوان.


أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن أمله في أن تتمكن الولايات المتحدة والصين من إدارة خلافاتهما حول تايوان "بحكمة".

وجاء تصريح بلينكين في ظل تصاعد التوتر بين البلدين على خلفية زيارة قد تقوم بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان.


ولم يعلق بلينكن مباشرة على زيارة بيلوسي المحتملة، لكنه قال إن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أوضح الخميس في اتصال مع نظيره الصيني شي جين بينغ، أن الولايات المتحدة تعارض بشدة أي جهود أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن في تايوان.

وتابع "لدينا خلافات عديدة بشأن تايوان، لكن خلال أربعين عاما ونيّف، تمكنا من إدارة هذه الخلافات وفعلنا ذلك بطريقة حافظنا عبرها على السلام والاستقرار وسمحت لشعب تايوان بالازدهار"، في إشارة إلى الفترة التي مرّت منذ أن نقلت الولايات المتحدة الاعتراف من تايبيه إلى بكين.

وأضاف "سيكون مهما، في إطار مسؤولياتنا المشتركة، أن نواصل إدارة هذا الأمر بطريقة حكيمة لا تؤدي إلى نزاع محتّم وتُبقي سُبل التواصل بشأن ذلك مفتوحة".

وقال أيضا "نحن نؤمن بأن التواصل المباشر بين القادة هو أهم ميزة لتحمل مسؤولياتنا لإدارة القضايا حتى قضية تايوان، بأكبر مسؤولية ممكنة".

ولا تبدو إدارة بايدن مرتاحة بشأن زيارة بيلوسي إلى تايوان، خوفا من أن ترى بكين فيها استفزازا لها.

ولم تعلق بيلوسي العضو في حزب بايدن الديمقراطي الذي لطالما انتقد بكين، على تفاصيل الزيارة، لكنها قالت إنها لا تؤيد استقلال تايوان.