برلين في ظلام.. أزمة الغاز الروسي تُسيطر على ألمانيا

اقتصاد

اليمن العربي

مخاوف متزايدة يعيشها الشعب الألماني من حدوث أزمة بمصادر الطاقة، في ظل حالة من عدم الثقة في إمدادات الغاز الروسي.

 

ويقف الشعب الألماني على حافة الهاوية، قبل قدوم فصل الشتاء، وسط محاولات شعبية ورسمية لإنقاذ أكبر اقتصاد أوروبي من السقوط في مستنقع نقص الطاقة.

 

وتناقصت إمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا بشكل كبير، عقب اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما وضع برلين في ورطة كبيرة تهدد أمن الطاقة لديها.

 

وتعتمد ألمانيا على الغاز الروسي بنحو 55% من إجمالي اجتياجاتها من الغاز.


الرئيس يبدأ بنفسه

 

بجانب المحاولات الرسمية لتوفير مصادر بديلة للطاقة، ظهرت المبادرات الشعبية، ومن أبرزها مباردة "الجهد الوطني لتوفير الطاقة في مواجهة مخاطر النقص".

 

وبدأ الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، بنفسه كنموذج ملهم لشعبه، وأعلن أن مقر إقامته الرسمي في برلين "قصر بلفيو"، لن يُضاء ليلًا، إلّا في المناسبات الخاصّة مثل الزيارات الرسمية.

 

وقررت مدينة برلين وقف إنارة عدد من المعالم والمباني التاريخية، ولن تتمّ إضاءة حوالى 200 مبنى رمزي بما في ذلك عمود النصر وقصر شارلوتنبورغ ومبنى البلدية، في الليل.

 

وستكون المدينة قادرة على التوفير في استخدام 1400 جهاز مخصّص لإضاءة هذه المواقع.

 

وأوضحت بيتينا جاراسك (من حزب الخضر) العضو المسؤولة عن الشؤون البيئية في بلدية برلين، في بيان، أنه بالنظر إلى الحرب في أوكرانيا والتهديدات الروسية بما يتعلّق بسياسة الطاقة، من المهم أن نستخدم طاقتنا بأكبر قدر من العناية.

 


التعبئة الوطنية لتوفير الطاقة

 

ودعت حكومة المستشار أولاف شولتس، قبل عدّة أسابيع إلى التعبئة الوطنية من أجل توفير الطاقة التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، وبينما من الممكن أن تنخفض الإمدادات.

 

وكان قد جرى إطلاق حملة تستهدف المهنيين والأفراد للترويج لممارسات معيّنة، مثل خفض تكييف الهواء في المباني واستخدام وسائل النقل العام أو حتى شراء أدوات تُسهم في توفير المياه.

 

وأعلنت عدد من المدن الكبرى في جميع أنحاء البلاد عن خطط لتوفير الطاقة.


تقليص إمدادات الغاز الروسي إلى 35%

 

قبل الحرب على أوكرانيا، كانت ألمانيا تشتري نحو 55% من احتياجاتها للغاز من روسيا، وقد تقلّصت هذه الحصّة في بداية يونيو إلى 35%، لكنّها تترك البلاد تحت رحمة تخفيضات الغاز التي تقرّرها موسكو.

 

وقامت شركة الطاقة غازبروم بخفض شحنات الغاز إلى أوروبا بشكل حاد خلال الأسابيع الأخيرة، خصوصًا عبر خط أنابيب "نورد ستريم" الذي كان يعمل فقط بنسبة 20% من طاقته الأربعاء.