زيارة بيلوسي لتايوان تُشعل الأجواء.. الصين تستعد للحرب والجيش الأمريكي يتعهد بحمايتها

عرب وعالم

نانسي بيلوسي
نانسي بيلوسي

تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، بشأن إجراء رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، زيارة إلى تايوان.

 

وتتمتع تايوان بحكم ذاتي، فيما تعتبرها الصين جزءا من أراضيها متوعدة بضمّها بالقوة إذا لزم الأم.

 


استعداد الصين لإشعال الحرب

 

وتوعدت الصين أمريكا، في حال إجراء رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، زيارة إلى تايوان، فيما عبّر مسؤولون في البيت الأبيض والبنتاجون عن قلقهم من الزيارة التي تشكل "استفزازا لا داعي له"، وقد تمهد لأزمة واسعة بين البلدين.

 

وقالت الصين إنها مستعدة لإشعال حرب إذا أعلنت الجزيرة استقلالها.

 

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مصادر مطلعة، قولهم إن نانسي بيلوسي ستترأس وفدا برلمانيا أمريكيا يزور تايوان في أغسطس المقبل، بعدما ألغت زيارة في أبريل بسبب "كوفيد 19".

 


زيارة بيلوسي إلى تايوان

 

اعتبرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، أن زيارة بيلوسي ستكون خطوة استفزازية بشكل صارخ ضد الصين، وستثير توترا أكثر خطورة من أزمة مضيق تايوان في عام 1996، وستتسبب في انتكاسة كبيرة للعلاقات الصينية الأمريكية.

 

ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن مسؤول أمريكي، أن الصين يمكن أن ترد على الزيارة أيضا من خلال تحليق طائرات مقاتلة إلى منطقة الدفاع الجوي التايوانية المعلنة من جانب واحد، مما قد يؤدي إلى رد من تايوان والولايات المتحدة.

 

وأرسلت الصين طائرات حربية إلى منطقة الدفاع الجوي التي أعلنتها تايوان عدة مرات في الأشهر الأخيرة، وهو عمل لا ينتهك أي قانون دولي، ولكنه عادة ما يؤدي إلى اتخاذ تايوان إجراءات دفاعية احترازية، بما في ذلك في بعض الأحيان الدفع بطائراتها المقاتلة.


عملية عسكرية وليس زيارة تشريعية

 

وقالت الخبيرة الأمريكية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، إنه حال تمت الزيارة ستكون بيلوسي أعلى مسؤولة تشريعية أمريكية تصل إلى تايوان منذ ربع قرن.

 

وأضافت تسوكرمان في تصريحات صحفية، أن بيلوسي ترغب في إظهار القوة، وطمأنة حلفاء الولايات المتحدة، لكن ما يثير القلق أنها تخطط لاستخدام طائرة عسكرية في رحلتها، التي يعتقد البنتاجون أنها قد تؤدي إلى تفاقم التوترات وتُفسر من قبل بكين على أنها استفزاز أو عمل عدواني بخلاف استخدام طائرة مدنية، قلقهم هو أن ينظر إلى هذه الزيارة على أنها عملية عسكرية وليست زيارة تشريعية عادية.

 

وحول الرد الصيني، قالت إنه يمكن أن يتراوح رد الصين بين التصريحات والعقوبات ضد بيلوسي أو المسؤولين الأمريكيين الآخرين، ومنع بيلوسي من زيارة الصين، والإعلان عن منطقة حظر طيران فوق تايوان، والتي يمكن أن تشمل طائراتها الحربية في منطقة الدفاع التايوانية ومحاولة منع الطائرات الأمريكية فعليا من الوصول إلى المنطقة الدفاعية التايوانية.

 

وتابعت: "ليس من الواضح ما سيكون رد الولايات المتحدة إذا حدث ذلك، ومع ذلك، وبعيدا عن محاولة إيقاف بيلوسي، طلبت وزارة الخارجية من الصين التوقف عن إطلاق تهديدات لتايوان ومن المرجح أن تكون تعليقات وزارة الخارجية إشارة من الإدارة وحلفائها بأنها تأخذ أمن تايوان ومصالحها على محمل الجد".

 


"استفزاز لا داعي له"

 

وأوضحت أن البنتاجون انتقد الرحلة بشدة باعتبارها استفزازا لا داعي له، ويرجع ذلك جزئيا إلى مخاوف من احتمال الحاجة إلى رد عسكري أو تصعيد في حال قررت الصين إعلان منطقة حظر طيران، كما أعرب مسؤولو البنتاجون منذ فترة طويلة عن مخاوفهم من أن تايوان لم تتخذ تدابير كافية لإعداد نفسها لحرب غير متكافئة من الصين وتعتمد بشكل مفرط على الولايات المتحدة كضمان لأمنها.

 

وحول انتقادات بايدن، قالت: "هناك قلق بشأن ما إذا كانت تعليقاته ستُنظر إليها على أنها صراع حزبي داخلي قبل الانتخابات النصفية عندما يحاول الديمقراطيون إظهار الوحدة، أو ما إذا كانت الصين ستفسر الاختلافات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية على أنها علامة على ضعف أو استقطاب داخل حكومة الولايات المتحدة".


إجراءات صينية قوية

 

وقالت الخارجية الصينية إن من شأن زيارة رئيسة مجلس النواب إلى تايوان أن تمس بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستتحمل عواقب ذلك.

 

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان، في مؤتمر صحفي، أن الصين ستتخذ إجراءات قوية لحماية سيادتها وسلامة أراضيها، مؤكدا إنه إذا تم التعرض لمبدأ الصين الواحدة فستكون هناك أعاصير شرسة في مضيق تايوان.

 


الجيش الأمريكي يتعهد بحماية بيلوسي

 

وردا على تهديدات الصين، قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، في تصريحات صحفية، الأربعاء، إن الجيش سيضمن سلامة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، إذا قررت المضي قدمًا في خططها للقيام برحلة رفيعة المستوى إلى تايوان في أغسطس القادم.

 

ولم يؤكد مكتب بيلوسي رسميًا بعد رحلة تايوان، لكن الشائعات عن زيارة الشخص رقم 3 في القيادة الأمريكية أثارت بالفعل تحذيرات حادة من الصين، التي تعتبر تايوان جزءًا من أراضيها.

 

وفي مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، رفضت بيلوسي مناقشة خطط سفرها لكنها نقلت مخاوف حول نيتها لقاء كبار المسؤولين في تايبيه، بما في ذلك رئيسة تايوان تساي إنج وين.

 

وقالت: "أعتقد أن ما قاله الرئيس هو ربما كان الجيش يخشى إسقاط طائرتنا أو شيء من هذا القبيل من قبل الصينيين. لا أعرف بالضبط."

 

وكان من المقرر أن تزور بيلوسي تايوان في أبريل الماضي، لكن كان عليها تأجيل الزيارة بعد أن ثبتت إصابتها بفيروس كورونا، إلا أنه إذا تمت الزيارة، فستكون أرفع نائبة أمريكية تزور الحليف الوثيق للولايات المتحدة منذ أن سافر نيوت جينجريتش، الجمهوري، إلى هناك قبل 25 عامًا عندما كان رئيسا لمجلس النواب.