لأول مرة.. رواد فضاء يدخلون وحدة المختبر في محطة الفضاء الصينية

تكنولوجيا

اليمن العربي

دخل رواد فضاء، لأول مرة، الإثنين، وحدة المختبر في محطة الفضاء الصينية، في خطوة رئيسية نحو استكمال الموقع المداري بحلول نهاية العام.

 

هذه المحطة واحدة من أهم ركائز برنامج بكين الفضائي الطموح الذي تضمّن إرسال مركبات آلية إلى المريخ والقمر، وجعل من الصين ثالث دولة ترسل طواقم بشرية إلى مدار الأرض.

 

بمجرد اكتمالها، سيتم تزويد "تيانجونج" - أو "القصر السماوي" - باستمرار بفرق متناوبة مكونة من ثلاثة رواد فضاء، سيجرون تجارب علمية وسيساعدون في اختبار التقنيات الجديدة.

رواد فضاء يدخلون وحدة المختبر في محطة الفضاء الصينية

 

وأفادت وسائل إعلام حكومية بأن "وينتيان"، وهو الجزء الثاني من الأقسام الثلاثة الرئيسية في تيانجونج، رُبط بالوحدة الأساسية للمحطة "تيانهه" غداة إطلاقه بنجاح من جنوب الصين.

بعد ساعات قليلة من الالتحام، فتح رواد الفضاء الثلاثة الذين كانوا يعيشون في الوحدة الأساسية منذ يونيو/ حزيران، الفتحة ودخلوا "وينتيان"، حسب مشاهد عرضتها قناة "سي سي تي في" الحكومية.


وشوهد الطاقم الذي ارتدى أعضاؤه بزة زرقاء، وهم يطوفون حول الوحدة ذات الإضاءة الزاهية قبل مواجهة الكاميرا وإلقاء التحية.

وستركز "وينتيان" على علوم الحياة وأبحاث التكنولوجيا الحيوية، حسب وكالة شينخوا (الصين الجديدة) الرسمية، بما في ذلك أبحاث الخلايا وتجارب النمو على النباتات، وذباب الفاكهة، وأسماك الزرد.

 

وقالت وسائل الإعلام الحكومية إن الوحدة ستضم مساحة تتسع لثلاثة رواد فضاء إضافيين، وستستوعب ما يصل إلى ستة أشخاص خلال انتقالات الطاقم.

 

ومن المقرر إطلاق الوحدة الثالثة والأخيرة، وهو مختبر آخر يحمل اسم "مينجتيان"، في أكتوبر/ تشرين الأول.

 

ومن المتوقع أن تظل محطة تيانجونج، بمجرد اكتمالها، في مدار منخفض على ارتفاع 400 إلى 450 كيلومترا فوق الأرض لمدة 10 سنوات على الأقل.


وفي العام المقبل، تخطط الصين أيضا لإطلاق تلسكوب فضائي بمجال رؤية 350 مرة أكبر من تلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).

وسيتم وضع التلسكوب في المدار نفسه لمحطة تيانجونج، ما يسمح للمحطة بالالتحام معه للتزود بالوقود والخدمة عند الحاجة.

أنفقت الصين مليارات الدولارات على رحلات الفضاء والاستكشاف في الوقت الذي تسعى فيه إلى بناء برنامج يعكس مكانتها كقوة عالمية صاعدة.

وحقق البرنامج نجاحا سريعا في العقدين الماضيين، بما يشمل إطلاق أول رواد فضاء صينيين، والهبوط التاريخي لأول مرة على الجانب المظلم من القمر، وإرسال مركبة جوالة إلى سطح المريخ.

تخطط الصين لإطلاق نظام دفاعي لحماية الأرض، من خلال رادارات للإنذار، وأقمار صناعية تحمل كميات كبيرة من الوقود والأسلحة في الفضاء.

وبحسب ما كشف الباحثون العاملون في المشروع في مقال نُشر في مجلة "علوم المعلومات" الصينية، فإنه "يمكن لبكين استخدام نظام الدفاع الكوكبي الذي تطوره لحماية الأرض من هجمات الكويكبات القادرة على تدمير مدن بأكملها".


ونقلت صحيفة "المستقبل القريب" الإيطالية، تصريحات لمدير مؤسسة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية، وو ويرين، لوكالة أنباء "شينخوا"، والتي أوضح فيها أن "الاستراتيجية الجديدة تتضمن وضع ثلاثة أقمار صناعية للحراسة، مزودة بالوقود والأسلحة الحركية في مدار حول الكوكب، لمواجهة أي تهديدات".

 

كما تتضمن الخطة أيضا بناء تلسكوبين بصريين على القطبين الجنوبي والشمالي للقمر، لمراقبة السماء بحثا عن كويكبات هربت من شبكة الإنذار للأرض، خاصة تلك التي تقترب من الجانب الأعمى المواجه للشمس.


بموجب الخطة، عندما يكتشف النظام "زائرا" مفاجئا لديه القدرة على التسبب في أضرار كبيرة، فإنه يرسل أحد الأقمار الصناعية أو جميعها لاعتراض الكويكب، حسب موقع "الحرة" الأمريكي

وفي وقت سابق من شهر يوليو/ تموز الجاري، ذكر موقع "جلوبال نيوز" الصيني، أن معهد بكين للتكنولوجيا بدأ بالفعل في بناء مجموعة من أكثر من 20 رادارا كبيرا لتتبع الكويكبات التي من المحتمل أن تكون خطرة على الأرض، ضمن مشروع يسمى "العين المركبة".

ويهدف المشروع حسب الموقع، إلى تصوير الأشياء وتتبعها، وتحديد إمكانية تأثيرها على كوكبنا، من خلال ارتداد الإشارات عن الكويكبات في نطاق 93 مليون ميل (150 مليون كيلومتر) من الأرض.

 

وأشار إلى أنه حتى الآن، تم بناء هوائيين في موقع في تشونج تشينج جنوب الصين، وأنه من المتوقع أن يتم اختبارهما وأن يصبحا جاهزين للعمل بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل، وفقا لصحيفة "العلوم والتكنولوجيا" الصينية.

وتشير التقارير الإخبارية الصينية إلى أن النظام سيكون أبعد نظام رادار في العالم، لكن لم يتم نشر الكثير من التفاصيل بشأن المشروع، مثل الأطوال الموجية التي سيعمل بها.

ويشير القائمون على المشروع، إلى أن هذه الأقمار الصناعية، "سيكون لديها القدرة على اعتراض الكويكبات القادمة من جميع الاتجاهات، كما أن يمكن أن تشكل درعا يصل قطره إلى ضعف المسافة بين القمر والأرض بنحو 800 ألف كيلومتر".

وقال الباحثون إن خط الدفاع القمري، الذي لم توافق عليه الحكومة الصينية بعد، "سيرتقي بتكنولوجيا الفضاء في البلاد إلى آفاق جديدة". واقترح الباحثون إمكانية استخدام هذه الأقمار الصناعية للدفاع عن الأمن القومي للصين من خلال توجيه التلسكوبات وأجهزة الاستشعار نحو الأرض.

 

وأصبحت الصين قوة فضائية متنامية، وبذلت جهودًا متزايدة في السنوات الأخيرة لتحسين قدراتها في الفضاء. وحتى الآن، أطلقت الصين أقمارا صناعية، وأنزلت مجسات على القمر واستكشفت جانبه المظلم، كما أنها أنشأت محطة فضائية خاصة بها.

 

أطلقت الصين، الأحد، الوحدة المعملية الثانية من 3 وحدات إلى محطتها الفضائية الدائمة في واحدة من المهام اللازمة لاستكمال الموقع المداري. وأظهر بث مباشر للتلفزيون الرسمي الوحدة المعملية ونتيان التي تزن 23 طنا عن متن لونج مارش 5بي، أقوى صاروخ صيني، من مركز ونتشانج الفضائي بجزيرة هاينان الجنوبية.

 

ومن المفترض أن تصبح هذه المحطة التي سُميت باللغة الصينية تيانجونج (القصر السماوي) لكنّها تُعرف أيضا باسمها المختصر CSS ("محطة الفضاء الصينية" باللغة الإنجليزية)، جاهزة للعمل بكامل طاقتها بحلول نهاية العام.