الولايات المتحدة تؤكد أن لديها خطة بديلة لنقل الحبوب الأوكرانية من ميناء أوديسا

اقتصاد

اليمن العربي

كشفت مسؤولة أمريكية بارزة أن الولايات المتحدة تعمل مع أوكرانيا على "الخطة ب" (خطة بديلة)، لإخراج صادرات الحبوب من البلاد، في أعقاب الهجوم الروسي على ميناء أوديسا.

وكانت روسيا وأوكرانيا وقعتا الجمعة الماضية على اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، بعد شهور من المفاوضات الصعبة بوساطة تركيا والأمم المتحدة. ومع ذلك، بعد يوم واحد فقط، شنت روسيا هجوما صاروخيا على ميناء أوديسا بجنوب أوكرانيا حيث توجد مخزونات أساسية من الحبوب في المخازن.

الولايات المتحدة تؤكد أن لديها خطة بديلة لنقل الحبوب الأوكرانية من ميناء أوديسا

 

وقالت سامانثا باور مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، إن الخطة البديلة تتضمن الطرق البرية والسكك الحديدية والنهرية، وتعديل أنظمة السكك الحديدية بحيث تتماشى بشكل أفضل مع تلك الموجودة في أوروبا بحيث يمكن للصادرات أن تتحرك بسرعة أكبر.

وأضافت:"لقد كنا نعد خطة الطوارئ لأنه لا توجد طريقة يمكنك من خلالها الوثوق بأي شيء يقوله (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين". ولفتت إلى أنه على الرغم من خطة الطوارئ "فلا بديل عن إنهاء بوتين للحصار وإخراج الحبوب بأكثر الطرق فعالية".

ودعت باور الدول التي تلعب "أدوارا قيادية في النظام الدولي إلى العمل بشكل أكبر لمنع أزمة الغذاء من أن تتحول إلى كارثة".

وكانت روسيا وأوكرانيا وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة، وقعت اتفاقا مهما،  الجمعة، لفك الحصار المفروض على صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية من موانئ البحر الأسود بهدف المساعدة في تخفيف حدة أزمة الأغذية العالمية المتنامية والتي ازدادت سوءا بسبب الحرب الروسية على الجارة الغربية.

أوقفت الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر، الشحنات الأوكرانية بطريق البحر وتسببت في ارتفاع أسعار الحبوب بصورة حادة.

ويهدف الاتفاق إلى المساعدة على تجنب مجاعة، وذلك من خلال ضخ المزيد من القمح وزيت دوار الشمس والأسمدة والمنتجات الأخرى في الأسواق العالمية، بما في ذلك تلبية احتياجات الإغاثة الإنسانية بأسعار رخيصة جزئيا.

كما تهدف المبادرة إلى العودة إلى مستوى ما قبل الحرب، وهو تصدير خمسة ملايين طن متري كل شهر.

ويقول برنامج الأغذية العالمي إن نحو 37 مليون شخص وصلوا إلى مرحلة من "الجوع الشديد" بسبب تبعات الحرب.
هذا وتحتاج أوكرانيا إلى تفريغ صوامعها قبل الموسم القادم، في حين سيكون من شأن زيادة صادرات الأسمدة تجنب إنتاجية عالمية أقل في المواسم الزراعية المقبلة.

وأيضا وقعت الأمم المتحدة وروسيا مذكرة تفاهم تلزم المنظمة الدولية بتسهيل وصول الأسمدة والمنتجات الروسية الأخرى إلى الأسواق العالمية بلا عوائق. وقال مسؤول في الأمم المتحدة "الهدف من هذه الاتفاقات هو تقديم نوع من تسكين الآلام لجنوب العالم" الفقير.

مدة سريان الاتفاق 120 يوما، وتتوقع الأمم المتحدة تجديده إلا إذا انتهت الحرب بحلول ذلك التاريخ. وسيبدأ العمل فورا لتشكيل فرق التفتيش وتعيين العاملين في مركز التنسيق المشترك (جيه.سي.سي) في إسطنبول والذي سيشرف عليه أعضاء من كل الأطراف الأربعة الموقعة على الاتفاق.

كما تطلب الموانئ الأوكرانية نحو عشرة أيام للاستعداد، ولذلك ستمضي أسابيع قلائل قبل أن تتحرك السفن دخولا وخروجا. وقال المسؤول "نتوق إلى معدل تنفيذ سريع للغاية".

وبدأت المفاوضات في أبريل نيسان عندما أثار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الفكرة خلال اجتماعين منفصلين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.


يضمن الاتفاق مرورا آمنا من وإلى أوديسا وميناءين أوكرانيين آخرين فيما سماه المسؤول "وقف إطلاق نار بحكم الأمر الواقع" ينطبق على السفن والمنشآت التي يشملها الاتفاق.

وعلى الرغم من أن أوكرانيا قامت بتلغيم المياه القريبة منها في إطار الدفاع عن نفسها فإنه لا حاجة لنزع ألغام، ذلك لأن مرشدين أوكرانيين سيوجهون السفن إلى قنوات آمنة في المياه الإقليمية الأوكرانية. وستكون هناك كاسحة ألغام تحت التصرف إذا دعت الحاجة، لكن لن يرافق عسكريون السفن.

وبعد ذلك ستبحر السفن التي سيتتبعها مركز التنسيق المشترك في البحر الأسود إلى مضيق البوسفور التركي ومنه إلى الأسواق العالمية.

واتفقت كل الأطراف على ألا تكون هناك هجمات على هذه الكيانات. وقال المسؤول، دون الخوض في التفاصيل، إنه إذا ظهر نشاط محظور فسيكون من واجب مركز التنسيق المشترك "إيجاد الحل له".