"منظمة الصحة" العالمية تؤكد أن جدري القردة يمثل حالة طوارئ عالمية

منوعات

الصحة العالمية
الصحة العالمية

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، السبت، إن تفشي جدري القردة سريع الانتشار يمثل حالة طوارئ صحية على مستوى العالم.

لماذا أعلنت الصحة العالمية حالة الطوارىء؟

وأضاف جيبريسوس في مؤتمر صحفي: "قررت إعلان حالة طوارئ صحية ذات بعد دولي" بمواجهة جدري القردة، موضحا أن الخطر في العالم معتدل نسبيا باستثناء أوروبا حيث يعتبر مرتفعا.


ويهدف وصف منظمة الصحة العالمية لجدري القردة بأنه "حالة طوارئ صحية عامة ذات اهتمام دولي" إلى دق ناقوس الخطر بأن هناك حاجة إلى تعامل دولي منسق ويمكن أن يطلق التمويل والجهود العالمية للتعاون في تبادل اللقاحات والعلاج.

 

وقال لورانس جوستين، الأستاذ في جامعة جورجتاون بواشنطن والذي يتبع منظمة الصحة العالمية، إنه أشاد بالشجاعة السياسية للمنظمة.


وأضاف أن القرار "ما هو إلا خطوة لتحسين مكانة منظمة الصحة العالمية. النتيجة الصحيحة واضحة - عدم إعلان حالة الطوارئ في هذه المرحلة سيكون فرصة تاريخية ضائعة".

 


وجرى تسجيل أكثر من 16000 حالة إصابة بجدري القردة في أكثر من 60 دولة حتى الآن هذا العام، بالإضافة إلى 5 وفيات في إفريقيا.


وينتشر المرض الفيروسي عن طريق الاتصال الوثيق ويتسبب في أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا وبثور على الجلد مليئة بالصديد.

 

وحتى الآن تم تطبيق وصف حالة طوارئ عالمية على جائحة كورونا والجهود المستمرة للقضاء على شلل الأطفال.

 

وتواجه منظمة الصحة العالمية والحكومات ضغوطا شديدة من العلماء وخبراء الصحة العامة لاتخاذ المزيد من الإجراءات بشأن جدري القردة.

 

وارتفعت حالات الإصابة بجدري القردة بشكل كبير منذ اجتماع اللجنة لأول مرة في نهاية يونيو حزيران عندما كان عدد الحالات نحو 3 آلاف فقط.

 

وفي ذلك الوقت وافق فريق الخبراء على إعادة النظر في موقفهم من إعلان الطوارئ إذا تصاعد تفشي المرض.


وكانت إحدى القضايا الرئيسية التي تدفع إلى إعادة التقييم هي ما إذا كانت الحالات - التي تنتشر بشكل شبه كامل بين الرجال المثليين - ستنتقل إلى مجموعات أخرى لا سيما الأطفال أو غيرهم ممن كانوا عرضة للإصابة بالفيروس في حالات تفشي سابقة في بلدان أصابها الوباء.

 

تعد حالة الطوارئ الصحية العامة، التي تثير قلقا دوليا، أعلى مستوى تأهب في مقياس منظمة الصحة العالمية للتعامل مع تفشي مرض في العالم أجمع.

 

وأعلنت المنظمة الأممية، السبت، أن ازدياد الإصابات بجدري القردة بات يشكّل "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا" أو باختصار PHEIC بعدما أجرى الخبراء مراجعة للوضع خلال جلسة عقدتها لجنة طوارئ قبل يومين.

 

فيما يلي لمحة عن الكيفية التي يتم من خلالها اتّخاذ القرار وحالات إعلان PHEIC السابقة:

 


حُددت شروط هذا الإعلان في "قواعد الصحة الدولية 2015"، وهو إطار العمل القانوني الذي يحدد الحقوق والواجبات للتعامل مع الأحداث المرتبطة بالصحة العامة التي قد تكون عابرة للحدود.


وتعرف "حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقا دوليا" في هذه القواعد بأنها "حدث استثنائي يتم تحديد أنه يشكّل خطر صحة عامة بالنسبة لدول أخرى عبر الانتشار الدولي للمرض ويستدعي في نهاية المطاف استجابة دولية منسقة".

ويدل التعريف على أن الوضع خطير ومفاجئ وغير معهود أو متوقع ويحمل تداعيات على الصحة العامة تتجاوز حدود البلد المتأثر وقد يستدعي تحرّكا دوليا فوريا.


يترأس جان-ماري أوكو بيلي اللجنة المكونة من 16 عضوا المعنية بجدري القردة، وهو من جمهورية الكونغو الديمقراطية وكان مديرا لقسم التحصين واللقاحات في المنظمة.

 

وتضم اللجنة علماء الفيروسات واختصاصيي اللقاحات وعلماء الأوبئة والخبراء في مكافحة الأمراض الرئيسية.

ويشارك في رئاستها نيكولا لو، الأستاذ المساعد في علم الأوبئة وطب الصحة العامة من جامعة برن.

والأعضاء الـ14 الآخرون هم من مؤسسات في البرازيل وبريطانيا واليابان والمغرب ونيجيريا وروسيا والسنغال وسويسرا وتايلاند والولايات المتحدة.

ويشارك في الاجتماعات ثمانية مستشارين من كندا وجمهورية الكونغو الديموقراطية وجنوب إفريقيا والسويد وسويسرا والولايات المتحدة.


زودت لجنة الطوارئ مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بتقييم يخص المخاطر على صحة الإنسان وخطر الانتشار الدولي وخطر التدخل في حركة المرور الدولية.

وقال تيدروس السبت إنه لم يتم التوصل إلى توافق بشأن ما إذا كان سيتم رفع حالة التأهب القصوى أم لا، لذلك كان على مدير منظمة الصحة العالمية أن يقرر بنفسه.

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن "حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقا دوليا" ست مرات:

2009: إنفلونزا الخنازير H1N1


تم اكتشاف الوباء لأول مرة في المكسيك ثم انتشر بسرعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وبقية العالم.

مايو/أيار 2014: فيروس شلل الأطفال 


أُعلن بعد ارتفاع حالات شلل الأطفال البري وفيروس شلل الأطفال المنتشر المشتق من اللقاح. يعتبر شلل الأطفال حالة الطوارئ الوحيدة التي لا تزال قائمة، إلى جانب كوفيد.

أغسطس/آب 2014: إيبولا 
تفشى المرض في غرب إفريقيا وانتشر إلى أوروبا والولايات المتحدة.

فبراير/شباط 2016: فيروس زيكا
بدأ الوباء في البرازيل وأثر بشدة على الأميركيتين. وهو حالة الطوارئ الوحيدة الخاصة بفيروس ينقله البعوض.

يوليو/تموز 2019: إيبولا 
أعلنت المرحلة الثانية من حالة الطوارئ الخاصة بإيبولا خلال فترة تفشي المرض في كيفو شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية.

يناير/كانون الثاني 2020: كوفيد-19 
أُعلن عندما كان هناك أقل من 100 حالة دون وفيات خارج الصين، منشأ الفيروس.

 

إحباطات كوفيد-19
جاء إعلان "حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقا دوليا" المرتبطة بكوفيد-19 بعد الاجتماع الثالث للجنة الطوارئ بشأن انتشار الفيروس. وخلصت اجتماعات في 22 و23 يناير/كانون الثاني 2020 إلى أن تفشي المرض لا يشكل حالة طوارئ صحية.

 

وعلى الرغم من الإعلان، لم يصف تيدروس الوضع المتدهور بسرعة بأنه جائحة إلا بعد 11 مارس/آذار، ما دفع العديد من البلدان إلى دق ناقوس الخطر.

 

ولا تزال الاستجابة العالمية البطيئة تثير القلق في أروقة منظمة الصحة العالمية وتطرح تساؤلات بشأن ما إذا كان نظام "حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقا دوليا" بموجب اللوائح الصحية الدولية يحقق الهدف المرجو منه.

 

وبحلول 11 مارس/آذار، ارتفع عدد الحالات خارج الصين وأصيب أكثر من 118،000 شخص بالمرض في 114 دولة وفقد 4291 شخصا حياتهم بعد قفزة في الوفيات في إيطاليا وإيران.

 

وقال مدير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية مايكل راين في الذكرى الثانية لإعلان الوباء "التحذير في يناير/كانون الثاني كان أكثر أهمية بكثير من الإعلان في مارس/آذار".

 

وأضاف "لم يستمع الناس. كنا نقرع الجرس ولم يتحرك الناس".