الفوضى تجتاح بريطانيا.. حرائق لندن تتمدد وسط اضطراب النقل والتعليم

اقتصاد

حرائق لندن
حرائق لندن

حرائق لندن تتسبب في أزمات كبيرة تواجهها بريطانيا على خلفية ارتفاع درجات الحرارة وتمدد الحرائق في أنحاء كثيرة من البلاد.

 

وسجلت بريطانيا درجات حرارة تخطت حاجز 40 درجة مئوية لأول مرة، مما فاقم من أزمة النيران المشتعلة.

 

وتسببت الموجة الحارة في حدوث اضطرابات شديدة في خدمات السكك الحديدية بمختلف أنحاء بريطانيا.

 


تلف الأسلاك والقضبان

 

ذكرت وكالة الأنباء البريطانية، أنه تم إلغاء أو تأخير عشرات القطارات بمختلف أنحاء إنجلترا بسبب مشكلات ناجمة عن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.

 

وأوضحت الوكالة، أن درجات الحرارة المرتفعة منذ الثلاثاء الماضي، تسببت في تلف الأسلاك العلوية وقضبان السكك الحديدية وأنظمة الإشارة.

 

وفي الإطار، طلبت الهيئة الوطنية للسكك الحديدية من العملاء التحقق قبل بدء رحلاتهم وعدم السفر إلا في حالة الضرورة القصوى.

 

وأضافت الهيئة عبر موقعها الالكتروني: "تم إنجاز قدر كبير من العمل، الليلة الماضية، لإصلاح المشكلات المتعلقة بقضبان السكة الحديد والأسلاك العلوية، الناجمة عن الحر".

 

وهذه ثاني موجة حر تضرب أوروبا في ظرف شهر ترافقها حرائق عنيفة في شبه الجزيرة الآيبيرية وفرنسا.

 


حرائق كبيرة في لندن

 

واندلعت حرائق كبيرة في لندن وكينت وكورنوال، حيث يحاول المئات من رجال الإطفاء يائسين إطفاء الحرائق وسط ظروف جافة وخانقة للغاية.

 

ويأتي تكاثر موجات الحر نتيجة مباشرة للاحترار المناخي على ما يرى علماء إذ أن انبعاثات غازات الدفيئة تزيد من حدتها ومدتها وتواترها.

 

ويعود المستوى القياسي الأخير المسجل في بريطانيا إلى 25 يوليو 2019 وبلغ 38،7 درجة مئوية في كامبريدج في جنوب شرق إنجلترا.

 

وقال ستيفن بيلتشر، رئيس قسم العلوم والتكنولوجيا في وكالة الأرصاد الجوية الوطنية، إن التغير المناخي الناتج عن غازات الدفيئة جعل تسجيل درجات الحرارة القياسية هذه أمرا ممكنا ونحن نرى هذا الاحتمال الآن.

 

وأضاف أن هذه الظروف المناخية القاسية ستصبح أكثر تطرفا.

 


إغلاق بعض المدارس

 

أعلنت فرقة الإطفاء في لندن وقوع حادث كبير فيما كان رجال الإطفاء يحاولون إخماد حرائق اندلعت في أنحاء العاصمة البريطانية خلال موجة حر حطمت الرقم القياسي.

 

واجتاحت النيران مساحات واسعة من النباتات ودمرت العديد من المباني والمنازل في بلدة وينينجتون الواقعة على مسافة نحو ثلاثين كيلومترا وسط لندن.

 

وقالت إيميلي نيكسون (34 عاما) التي لجأت إلى مسبح بلدي في لندن: "الإنجليز غير معتادين بالتأكيد على هذا الوضع. الخروج صعب جدا فحتى في الظل الجو خانق".

 

وستبقى بعض المدارس مغلقة في حين يتوقع حدوث اضطرابات في النقل المشترك.

 

وقال وزير النقل غرانت شابس لشبكة سكاي نيوز البريطانية الإخبارية، إن الكثير من بنيتنا التحتية غير مصممة لتحمل هذه الحرارة.

 


استراتيجية قطاع الطيران

 

ونشرت بريطانيا الثلاثاء 19 يوليو الجاري، في سياق معرض فارنبرو الدولي للطيران استراتيجية تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني في قطاع الطيران الداخلي البريطاني وفي مطارات إنجلترا بحلول 2040.

 

كذلك تنص الخطة على إبقاء انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمستويات ما قبل وباء كوفيد-19.

 

والطيران مسؤول عن نحو 2.5% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، في المقابل، يساهم بمستوى 22 مليار جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني، وهذه الاستراتيجية تهدف إلى تعزيز صمود هذا القطاع.

 

وتحدد الاستراتيجية ستّ أولويات، من ضمنها تحسين كفاءة الطاقة لخفض استهلاك الطائرات والمطارات للوقود.

 

كما تنص على قاعدة جديدة تقضي بضخ وقود طيران مستدام مصنوع على سبيل المثال من نفايات منزلية أو زيوت طبخ مستخدمة، في وقود الطيران التقليدي بمستوى 10% بحلول نهاية العقد.

 

وأكد البيان أنه بالمتوسط، يسمح وقود الطيران المستدام بتفادي أكثر من 70% من انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة بالمقارنة مع الكيروزين التقليدي.

 

كما تتحدث الحكومة عن تطوير طائرات منعدمة الانبعاثات الكربونية، ما يتطلب تطوير وقود اصطناعي من الهيدروجين واستخدام طائرات كهربائية أو محركات تعمل على الهيدروجين، وكلها تقنيات لا تزال في المراحل الاختبارية.

 

ورأت كونفدرالية الصناعة البريطانية، أكبر منظمة لأرباب العمل في البلد، أن هذه الاستراتيجية الطموحة ستحفّز الصناعة، لكنها شجعت الحكومة على تسريع الوتيرة.

 


تحذير من الأمم المتحدة

 

حذر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في أكتوبر الماضي، من فجوة الانبعاثات الكربونية، وفشل 120 دولة في المهمة المستهدفة لإبقاء زيادة درجة الحرارة العالمية بمعدل أقل من 1.5 درجة مئوية هذا القرن.

 

ويتجه العالم إلى ارتفاع درجة حرارة بنحو 2.7 درجة مئوية، وهو ما سيتسبب في تأثيرات مدمرة للغاية، حسب تحليل برنامج الأمم المتحدة للبيئة.