اليونان تشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة.. والحرائق تجتاح البلاد

عرب وعالم

حرائق
حرائق

كشف تقرير بأن درجات حرارة قياسية تضرب اليونان أدي إلي اشتعال الغابات.

 

وشهدت اليونان ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة كما اجتاحت الحرائق البلاد، السبت.

 

وتكافح فرق الإطفاء لإخماد حرائق كبيرة وصغيرة، فيما من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية.

ومازال حريق كبير يجتاح حديقة "داديا" الوطنية، بالقرب من الحدود مع تركيا. وهي واحدة من أكبر مناطق الغابات في جنوب شرق أوروبا.

 

واندلع حريق ثان كبير في الجانب الجنوبي من جزيرة "ليسبوس".

 

وأمرت قوة الدفاع المدني بإخلاء قرية "فاتيرا" وانطلقت وحدات فرق الإطفاء من البر الرئيسي إلى ليسبوس لتعزيز الجهود.

وذكرت الإذاعة الحكومية اليونانية أن حرائق أصغر حجما تشتعل في شبه جزيرة "بيلوبونيز".


اجتاحت حرائق غابات مميتة خلال الأيام الماضية، مساحات شاسعة في القارة الأوروبية بسبب موجات الحر، وبذلت فرق الإنقاذ جهود مضنية لمكافحة هذه الحرائق التي أسفرت عن سقوط مئات القتلى وفرار الآلاف من منازلهم.

 

وبحسب بيانات أصدرها الخميس نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبية التابع لبرنامج مراقبة الأرض للاتحاد الأوروبي "كوبرنيكوس"، تخطّت المساحات التي اجتاحتها النيران في الأسابيع الأخيرة في أوروبا المساحة الإجمالية للأراضي المُحترقة خلال العام 2021 بأكمله.

 

ولفت العلماء، إلى أن الامور قد تزداد الأمور سوءا في السنوات المقبلة مع اشتداد تغير المناخ ما لم يتم اتخاذ تدابير مضادة.

 

ويعتبر البعض أن الهجرة الجماعية للأوروبيين من الريف إلى المدن في العقود الأخيرة، فضلا عن عدم الاهتمام بالقرى النائية المكتظة بمناطق الأشجار والغابات، حول هذه القرى إلى قنابل موقوتة قابلة للاشتعال في أي لحظة.

 

منذ النصف الثاني من القرن الماضي، عزم الآلاف من الأوروبيين على ترك قراهم والتوجه نحو المدن بحثا عن حياة أفضل، ما عرف حينها بـ "بالنزوح الجماعي"، خطوة حولت مناطق عدة إلى مساحات مهملة.

 

يقول يوهان غولدامر، رئيس المركز العالمي لرصد الحرائق، أن مدينة وودلاند الأمريكية، مليئة بالمواد القابلة للاحتراق، من جذوع الأشجار الميتة والأغصان المتساقطة والأوراق الميتة والأعشاب الجافة.

 

وأكد غولدامر، أن هذا هو السبب في أننا نشهد زيادة عالمية غير مسبوقة في الحرائق الشديدة، لافتا إلى أنه "خلال الألف أو الألفي عام الماضية، لم يكن لدينا هذا الكم من المواد القابلة للاشتعال من حولنا".

 

في البرتغال، حيث توفي أكثر من 100 شخص في حرائق الغابات عام 2017، تقول السلطات إن 62 بالمئة من الحرائق ناجمة عن أنشطة زراعية مثل حرق بقايا الأشجار.


وأضاف تغير المناخ بعدًا جديدًا مخيفًا أدى إلى زيادة تواتر حرائق الغابات وشدتها وجعلها أكثر خطورة.

 

وفي دراسة نشرت في يونيو/حزيران في مجلة كليمايت "Environmental Research: Climate"، خلص بعض علماء المناخ إلى أنه من المحتمل أن يكون تغير المناخ قد جعل موجات الحر أسوأ.

 

ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في فبراير/ شباط 2022، إن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان وما ينتج عنه من جفاف، قد يجعلنا نشهد عدد حرائق أكبر بنسبة 30 بالمئة في غضون 28 عامًا.

 

وردا على ما إذا كان للاحترار العالمي دور في نشوب هذه الحرائق، قالت فريدريك أوتو المحاضر الأول في علوم المناخ في معهد جرانثام لتغير المناخ في "إمبريال كوليدج" لندن، "هذا صحيح، وبشكل خاص في جنوب أوروبا، حيث ارتفعت الحرائق الناجمة عن موجات الحر ودرجات الحرارة المرتفعة والجفاف والرياح العاتية، مما يجعل حرائق الغابات الصيفية "القاعدة الجديدة".


خلال هذه الشهر، لاحظ الاتحاد الأوروبي أنه على مدار السنوات الخمس الماضية، شهدت دول التكتل أشد حرائق للغابات وأن الجفاف الحالي في القارة قد يصبح الأسوأ على الإطلاق، إضافة إلى أن درجات الحرارة في منطقة حوض البحر المتوسط ترتفع ​​بنسبة 20 بالمئة أسرع من المتوسط ​​العالمي، وفقًا للأمم المتحدة.

 

وتشهد إحصاءات الحرائق في الاتحاد الأوروبي على هذه المشكلة. وقد تضاعفت مساحة الريف الأوروبي المحترق إلى أكثر من ثلاثة أضعاف هذا العام، مع ما يقرب من 450 ألف هكتار من الأراضي المتفحمة حتى 16 يوليو/تموز، مقارنة بمتوسط ​​2006-2021 البالغ 110 آلاف هكتار خلال الأشهر نفسها من السنة.

 

وبحلول التاريخ نفسه، شهدت أوروبا ما يقرب من 1900 حريق غابات مقارنة بمتوسط ​​470 حريقًا للفترة 2006-2021.


وجعلت موجات الجفاف والحرارة المرتبطة بتغير المناخ عمليات مكافحة حرائق الغابات أصعب، حيث تسهل الظروف انتشارها بشكل أسرع.  ويعتبر العلماء أن تغير المناخ سيجعل الطقس أكثر تطرفًا، وبالتالي سيشهد العالم حرائق أشرس وحالات تدمير أكبر. ومن ضمنها حالات ما يسمى بـ "الحرائق الضخمة" أي حرائق كبيرة لدرجة أنه لا يمكن إيقافها فعليًا.

 

وتعرضت إسبانيا أيضًا في الأيام الأخيرة لموجة من الحرائق المدمرة وسط موجة الحرّ التي استمرّت من 9 حتى 18 تموز/يوليو وقد تكون أقسى موجة حرّ عرفتها البلاد على الإطلاق، حسب بيانات مؤقتة صدرت عن مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية.

 

منذ مطلع العام، اجتاحت النيران نحو 70 ألف هكتار من المساحات في إسبانيا، أي "ضعف معدّل المساحات التي احترقت في السنوات العشر الماضية" في الفترة نفسها من السنة.

 

وشهدت البرتغال المجاورة أيضًا شهر مايو الأكثر دفئًا منذ تسعة عقود، وخلصت الدراسات إلى أن 97 بالمئة من أراضيها تعاني من جفاف شديد.

 

وشهدت فرنسا أحر شهر مايو على الإطلاق، بمتوسط ​​درجات حرارة أكثر من المعدل الطبيعي بمقدار +3 درجات.