تصريحات جديدة للرئيس الأوكراني حول الحرب التي تشنها موسكو ببلاده

عرب وعالم

الرئيس الأوكراني
الرئيس الأوكراني

أطلق  الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحذيرات مجددًا في ظل الحرب على بلاده.

 

وحذر زيلينسكي، من أن أي وقف لإطلاق النار يسمح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية يطيل أمد الحرب.

ماذا يعني تجميد الصراع مع روسيا الاتحادية؟

وقال زيلينسكي خلال حوار مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، من المجمع الرئاسي شديد التحصين في كييف، الجمعة: "تجميد الصراع مع روسيا الاتحادية يعني وقفة من شأنها أن تمنح روسيا فرصة للراحة".


وتابع: "لن يستغلوا هذا التوقف لتغيير الجغرافيا السياسية الخاصة بهم أو التخلي عن مزاعمهم بشأن الجمهوريات السوفيتية السابقة."

 

وأوجز الرئيس الأوكراني وجهات نظره بمرحلة حرجة من الحرب، حيث تتردد أصداء الألم الاقتصادي الناجم عنها حول العالم ويتباطأ التقدم العسكري الروسي، مع شعور الجانبين بالإنهاك بعد خمسة أشهر من القتال الدامي.

 

ويهدد ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، مقترنة باحتمال وقف الغاز الطبيعي الروسي هذا الشتاء، بدفع أوروبا إلى الركود، ويختبر العزيمة الغربية في وقت تسعى فيه موسكو لتقسيم التحالف الغربي.

وأقر زيلينسكي بتكلفة الحربة الروسية على الشركات الغربية والمستهلكين، مشيدا بحلفاء بلده لرفضهم الاستسلام للابتزاز الروسي ومواصلة تمكين المقاومة الأوكرانية ضد عدوة أكثر قوة بكثير.

 

وقال الرئيس الأوكراني: "أشعر بالامتنان للناس هناك. الوضع صعب عليهم، يعانون الآن من ارتفاع الأسعار ومضايقات بسبب الأزمة التي صنعها الروس. لكنها مسألة قيم".

 

وتابع: "التنازلات الدبلوماسية لموسكو اليوم قد تعيد الاستقرار إلى الأسواق نوعا ما، لكنها ستوفر هدنة مؤقتة وترتد في المستقبل".

 

واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زيلينسكي، هذا الأسبوع، بعدم الرغبة في حل دبلوماسي من شأنه أن يوقف القتال.

 

وتعليقا على ذلك، قال زيلينسكي "إنه حوت ابتلع منطقتين والآن يقول: جمد الصراع"، مقارنا روسيا بأكبر الحيتان المسننة"، مضيفا: "ثم سيهدأ وبعد عامين أو ثلاثة، سيستولي على منطقتين أخريين ويقول مجددا: جمد الصراع. سيستمر الأمر لأبعد من ذلك. مائة بالمائة."

 

وأشار زيلينسكي إلى أن الشحنات الأخيرة من الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة والحلفاء، لا سيما أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق هيمارس ومدافع هاوتزر عيار 155 ملم، ساعدت في تخفيف الهجوم الروسي في دونباس واستقرار الوضع هناك.

 

وأضاف أن "الروس اعتادوا إطلاق 12 ألف قذيفة مدفعية يوميا مقابل ما بين ألف إلى ألفين تطلقها أوكرانيا.. الآن، يمكن لأوكرانيا إطلاق نحو 6 آلاف قذيفة في اليوم بينما بدأت تواجه روسيا نقص في الذخيرة والقوات".

 

وأوضح زيلينسكي أنه في ذروة القتال في مايو ويونيو الماضيين، كانت أوكرانيا تفقد ما بين 100 و200 جندي في اليوم، لكن العدد تراجع إلى 30 قتيلًا ونحو 250 إصابة، مضيفا: "يمكنني أن أخبرك بالضبط لأنني أعيش مع ذلك يوميا".

 

وفي حين رفض زيلينسكي الكشف إجمالي الخسائر العسكرية التي تكبدتها أوكرانيا منذ بدء الحرب، لأسباب تتعلق بالسياسة العسكرية، إلا أنه قال إن الخسائر أقل من روسيا.

 

ولفت الرئيس الأوكراني إلى أن تحقيق الاستقرار على الخطوط الأمامية في دونباس سيتيح لكييف التقدم في اتجاهات أخرى.

 

في السياق ذاته، أعلنت أوكرانيا، اليوم السبت، أن صواريخ روسية أصابت أوديسا، الميناء الرئيسي على البحر الأسود، غداة توقيع موسكو وكييف اتفاقا لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية التي توقفت بسبب الحرب.

 

وقال ممثل منطقة أوديسا سيرغي براتشوك في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي إن روسيا هاجمت "ميناء أوديسا البحري بصواريخ كروز من طراز كاليبر". وأضاف "أسقطت الدفاعات الجوية صاروخين وأصاب صاروخان البنية التحتية للميناء".

ولم ترد روسيا على الفور على هذه الاتهامات.

 

قال حاكم إقليم كيروهوفراد بوسط أوكرانيا إن قوات روسية أطلقت 13 صاروخا وأصابت مطارا عسكريا وبنية تحتية للسكك الحديدية في الإقليم.

 

وكتب الحاكم أندريه رايكوفيتش على تطبيق "تيليجرام"، أن فرق الإنقاذ تعمل في المواقع المتضررة، وأن الكهرباء انقطعت عن منطقة صغيرة في كروبيفنيتسكي عاصمة الإقليم نتيجة القصف الروسي.


ووفق رايكوفيتش، فإن الهجوم أسفر عن سقوط عدد من الأشخاص بين قتيل وجريح. فيما لم تصدر روسيا أي رد على هذه الاتهامات حتى الساعة.

 

إلى ذلك، قالت السلطات الأوكرانية إن قواتها تحاصر أكثر من ألف جندي روسي في إقليم خيرسون الواقع بجنوب البلاد.


وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "عقب محاولة غير ناجحة من القوات الروسية لاختراق الخطوط الأوكرانية الخميس الماضي، تم تطويق الروس بشكل تكتيكي في منطقة ليست بعيدة عن قرية فيسوكوبيليا".

وشن الجيش الأوكراني مؤخرا العديد من الهجمات المضادة على القوات الروسية في إقليم خيرسون، الذي يخضع بشكل كبير لسيطرة موسكو منذ أن شن الكرملين عمليته العسكرية في فبراير/ شباط الماضي.


وقالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إن القوات الأوكرانية تواصل هجومها ضد القوات الروسية في خيرسون خلال الـ 48 ساعة الماضية.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الروسية تستخدم نيران المدفعية على طول نهر إنجوليتس، أحد روافد نهر دنيبرو.

وتابعت الوزارة في تحديث استخباراتي: "خطوط إمداد القوات الروسية غربي النهر معرضة بشكل متزايد للخطر".

وأضافت أن الضربات الأوكرانية الإضافية تسببت في مزيد من الأضرار لجسر أنتونيفسكي الرئيسي، على الرغم من أن روسيا أجرت إصلاحات مؤقتة.

وشهدت خيرسون مظاهرات في الأشهر الماضية، بل وحتى هجمات على أفراد الإدارة الموالية لروسيا والمعينين من قبل موسكو.