العالم يتنفس الصعداء.. تعرف على بنود اتفاق الحبوب بين روسيا وأوكرانيا

اقتصاد

اتفاق الحبوب بين
اتفاق الحبوب بين روسيا وأوكرانيا

وسط ترحيب وارتياح عالمي، وقعت روسيا وأوكرانيا اتفاقًا هامًا يقضي باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود إلى الأسواق العالمية، كما يسمح لموسكو في الوقت ذاته بتصدير الحبوب والأسمدة.

جاء الاتفاق الذي وصفه كثيرون بأنه بارقة الأمل لحل أزمة الغذاء العالمية، برعاية تركيا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

ووقع‭ ‬وزيران‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا، أمس الجمعة،‭ ‬الاتفاق‭ ‬بشكل‭ ‬منفصل،‭ ‬وتجنبا‭ ‬بحرص‭ ‬الجلوس‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬التصافح، وذلك‭ ‬خلال مراسم التوقيع‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬في مدينة‭ ‬إسطنبول، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ويسمح الاتفاق باستئناف تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة في موانئ البحر الأسود منذ بدء الحرب قبل نحو خمسة أشهر، والتي تنتظرها الأسواق العالمية بفارغ الصبر.

وعقب مراسم التوقيع، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن هذه الاتفاقية بمثابة بارقة أمل وإغاثة ينتظرها ويحتاجها العالم أكثر من أي وقت مضى.

ومن جانبه، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاتفاقية، بأنها السبيل لمنع حدوث مجاعة عالمية، وأيضًا ستساعد في التخفيف من تضخم أسعار الغذاء عالميا.

وجاء مضمون الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا، كما يلي:


مركز قيادة مشترك

تقضي الاتفاقية بإنشاء مركز مشترك للتنسيق والقيادة، مقره مدينة إسطنبول التركية، وذلك للإشراف على سير العمليات وحل الخلافات إن وجدت.

ومن المقرر أن يشارك في المقر كل من روسيا وأوكرانيا ومسؤولون من تركيا والأمم المتحدة.

ويستغرق إنشاء المركز من ثلاثة إلى أربعة أسابيع على الأقل، ما يعني أن شحنات الحبوب قد لا تبدأ بالتدفق السريع قبل النصف الثاني من شهر أغسطس المقبل.


تفتيش السفن

تفتيش السفن، من أكثر النقاط الشائكة التي شملتها الاتفاقية ودارت حولها خلافات عديدة، قبل التوصل إلى اتفاق.

حيث أصبحت المناطق المحيطة بالموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، ممتلئة بالألغام، التي زرعها الجيش الأوكراني بهدف التصدي لأي هجوم روسي عن طريق البحر.

وعبرت أوكرانيا عن رفضها، التفتيش  على سفنها من جانب روسيا، من عدم وجود شحنات أسلحة لدى عودة السفن إلى مرافئها.

وأكد مسؤولو الأمم المتحدة أن هذا الإجراء من الصعب تحقيقه، لذلك قضت الاتفاقية بالإشراف على تفتيش السفن في أحد المرافئ التركية لدى عودتها إلى أوكرانيا.

ولم يعرف بعد على وجه التحديد من سيُسمح له بالصعود على متن السفن الأوكرانية، لإجراء عمليات التفتيش.


إنشاء ممر آمن

وأكد طرفي النزاع روسيا وأوكرانيا، أن نزع الألغام من المنطقة سيستغرق وقتا طويلا، ما قد يؤدي لحدوث مخاطر المجاعة في عدد من مناطق العالم الأكثر فقرا.

ولذلك، توصلت الأطراف إلى ضمان سير السفن الأوكرانية في ممرات آمنة تتفادى حقول الألغام المعروفة، متعهدين بعدم مهاجمة السفن أثناء مغادرتها أو عودتها.


أزمة قد تقضي على الاتفاق

وكان الاتفاق على وشك الانهيار، عندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع أنه يتوقع أن تكون الحبوب الروسية مشمولة به، إذ فُرضت على روسيا سلسلة عقوبات طالت شركات الشحن التابعة لها والمنتجات الزراعية مثل الأسمدة.

وأصدرت وزارة الخزانة الأمريكية الأسبوع الماضي توضيحا أكدت فيه إن الأسمدة والسلع الزراعية الروسية لا تخضع لقيود تجارية، كما استثنى الاتحاد الأوروبي القمح والأسمدة الروسية من العقوبات.

ويُنتظر أن توقع الأمم المتحدة وروسيا مذكرة تفاهم منفصلة في إسطنبول تضمن عدم تأثر الحبوب والأسمدة بشكل مباشر أو غير مباشر بالعقوبات.


مدة الاتفاقية

تسري الاتفاقية مدة 120 يوما ويمكن تمديدها تلقائيا من دون الحاجة لمزيد من المفاوضات.

ويشمل الاتفاق المرافئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود في منطقة أوديسا بالإضافة إلى موقعين مجاورين.

ويعتقد المسؤولون أن فترة 120 يوما ستكون كافية لإتمام إجراءات شحن 25 مليون طن من القمح والحبوب الأخرى العالقة في مرافئ أوكرانية.