قتلى ونساء تحت الحصار.. اشتباكات دامية بين المليشيات بطرابلس

عرب وعالم

اليمن العربي

ليلة ساخنة في العاصمة الليبية طرابلس، واشتباكات لا تنقطع بين مليشيات متناحرة، سقط ضحيتها حتى الآن عدة قتلى بينهم طفل.

 

فقد أعلن الناطق باسم جهاز الإسعاف والطواري بطرابلس، أسامة علي، عن مقتل طفل (12 عاما ) ومواطنا آخر، متأثرا بجراحه عقب إصابته بعيار ناري طائش، خلال الاشتباكات العنيفة التي تشهدها جزيرة الفرناج وسط العاصمة طرابلس.

 

لكن الحصيلة المعلن عنها ارتفعت بعد هذا التصريح الرسمي إلى حوالي ٥ قتلى بينهم طفل، كما أصيب عدد من أفراد الأسر العالقة في محيط الاشتباكات.

 

وفي سياق متصل أعلنت إدارة مطار معيتيقة الدولي إلغاء كل الرحلات الجوية، وتغيير وجهة الرحلات القادمة إلى مطار مصراتة الدولي.

 

فيما طالب علي في تصريحات للصحفيين المليشيات المسلحة بوقف الاقتتال المسلح بالقرب من منازل المدنيين وممتلكاتهم.

 

وناشد عدد من الناشطات الحقوقيات الجهات المختصة بفتح الطرق لإخراج نساء عالقات داخل قاعات الأفراح، الموجودة بالقرب من موقع الاشتباكات.

 

نساء وأطفال تحت الحصار

 

وانتشرت مقاطع مصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر عددا من النساء يستغثن من داخل أكثر من 3 قاعات أفراح، بشارع النواعم، بالقرب من جزيرة الفرناج يطالبن بإخراجهن، وسط تعالي أصوات القذائف والرصاص من حولهن، مع بكاء شديد للأطفال والنساء.

 

في هذه الأثناء يعمل مركز طب الطوارئ والدعم مع قسم الإسعاف والطوارئ بطرابلس، على فتح ممرات آمنة للعائلات العالقة بمنطقة الفرناج، نتيجة الاشتباكات الدائرة، بالتعاون مع الأمانة العامة للهلال الأحمر الليبي.

 

ولا زالت الاشتباكات المسلحة متواصلة وسط طرابلس، واستخدمت فيها المليشيات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما تسببت في إغلاق أكثر من 5 طرق رئيسة داخل العاصمة.

 

وترتب على هذه الاشتباكات أضرار جسيمة في ممتلكات المواطنين ومنازلهم، حيث احترق مبنى سكني مكون من ثلاث طوابق بالقرب من جزيرة الفرناج، بالإضافة لعدد من الممتلكات العامة منها جامعة طرابلس، ومراكز الشرطة، وعدد من مقرات الدوائر الحكومية الموجودة في محيط موقع الاشتباكات.

 

إدانات حقوقية

 

من جانبها دانت مؤسسة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تجدد الاشتباكات المسلحة، وإثارة العنف وزعزعة الأمن والاستقرار داخل طرابلس، وترويع المواطنين وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر بشكل مستمر، جراء الموجهات المسلحة، التي تندلع فيما بين الفترة والأخرى.

 

مطالبة الجهات المختصة والمجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، بتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية من خلال التدخل العاجل لوقف الإشتباكات الدائرة ، وضمان سلامة السكان وتجنيبهم ويلات الحروب.

 

واعتبرت المؤسسة في بيان نشرته على موقعها الرسمي على "فيسبوك"، أن الأعمال القتالية التي تتجدد بين الفترة والأخرى داخل الأحياء والمناطق المدنية المكتظة بالسكان المدنيين، يمكن إدراجها تحت بند جرائم الحرب، التي يجب التحقيق فيها لأنها تخالف صراحة اتفاقيات جنيف الرابعة، التي تقضي بضرورة تجنيب المدنيين مخاطر الاقتتال في حال نشوب النزاع داخل حدود "الدولة الواحدة".

 

وتركزت الاشتباكات في الطرق الرئيسية لجزيرة الفرناج وسط العاصمة طرابلس، واستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة، إلى جانب التحشيدات المستمرة أمام جامعة طرابلس، ومنطقة السبعة.

 

ووقعت الاشتباكات، إثر اختطاف مليشيات "أبوراس"؛ أحد أفراد مليشيات الردع وهو "عصام هروس"، بمنطقة معسكر السعداوي؛ وذلك ردا على إلقاء "الردع" القبض على المليشياوي أكرم دغمان؛ المتهم بقضايا قتل وخطف وتعذيب وابتزاز.