المنافسة تنحصر بين سوناك وتراس.. ماذا نعرف عن المرشحين لقيادة بريطانيا؟

عرب وعالم

اليمن العربي

بعد آخر تصويت أجراه نواب حزب المحافظين البريطاني، الأربعاء، انحصرت المنافسة على منصب رئيس الوزراء المقبل، بين ريشي سوناك وليز تراس.

 

فالخصمان اللذان يقدمان رؤيتين مختلفتين بشأن استجابة بريطانيا للأزمات المتعددة التي تواجهها، سيتعين عليهما الآن إقناع أعضاء حزب المحافظين الذين سيختارون الزعيم الجديد ورئيس الوزراء بعد سلسلة من التجمعات الانتخابية على مستوى البلاد في أغسطس/آب المقبل.

 

ففيما ينطلق وزير المالية السابق سوناك من منصة وسطية من الاستقامة المالية بمؤازرة "الرسوم الخضراء" لمحاربة تغير المناخ، أعلنت وزيرة الخارجية ليز تراس، أن خطتها لإنعاش الاقتصاد ستكون "قائمة على التخفيضات الضريبية وتخفيف القيود والإصلاحات الصارمة".

 

وبموجب النتيجة التي ستعلن في الخامس من سبتمبر/أيلول المقبل، ستحصل بريطانيا على أول رئيس وزراء من أصل آسيوي أو ثالث امرأة في المنصب.

 

ففى حال فاز سوناك، سيكون أول رئيس وزراء من أصول هندية، واذا فازت تراس فستكون ثالث رئيسة سيدة للحكومة فى تاريخ البلاد.

 

فماذا نعرف عن المرشحين الاثنين؟

 

ولد وزير المالية السابق سوناك، في 12 مايو/أيار عام 1980، وهو ابن لعائلة هندية من أصل بنجابي. قدم والداه اللذان كانا يعملان كصيدليين إلى المملكة المتحدة في ستينيات القرن الماضي بعد أن عاشا سنوات طويلة في شرق أفريقيا.

 

درس سوناك الاقتصاد والسياسة في جامعة أوكسفورد، ونال لاحقاً درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

 

عمل سوناك في المجال المالى واكتسب خبرة طويلة، بفضل عمله محللاً في بنك جولدمان ساكس بعد تخرجه في الفترة بين 2001 و2004، ثمّ عمل في صناديق التحوّط.

 

انتخب لاحقاً نائباً محافظاً في البرلمان البريطاني عن ريتشموند في يوركشاير في 2015. وفي عهد تيريزا ماي عُين الخبير المالي وزيراً صغيراً في الحكومة المحلية.

 

ويعد سوناك واحداً من المدافعين عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأطلق حينها حملة حماسية تدعم مغادرة الاتحاد الأوروبي، قائلا لصحيفة "يوركشاير بوست"، إنه يعتقد أن ذلك سيجعل بريطانيا "أكثر حرية وعدلاً وازدهاراً".

 

وتولى ريتشي سوناك منصب وزير المال في حكومة جونسون في عام 2020، واستمر في المنصب حتى إعلانه الاستقالة في الخامس من يوليو/تموز الجاري إلى جانب عدد من الوزراء احتجاجاً على أداء الحكومة، مما سرع من سقوط بوريس جونسون.

 

وقال سوناك، في خبر استقالته الذي أعلنه عبر حسابه بـ"تويتر"، إن الحكومة البريطانية ينبغي أن تُدار بشكل صحيح وكفء وجاد.

 

ماذا نعرف عن تراس؟

 

ولدت وزيرة الخارجية ليز تراس، في 26 يوليو/تموز عام 1975 في مدينة أوكسفورد بجنوب وسط إنجلترا لأسرة بريطانية من الطبقة المتوسطة ذات قناعات يسارية قوية.

 

أكملت تراس تعليمها الثانوي قبل التحاقها بجامعة أوكسفورد، وتخصصت في الفلسفة والسياسة والاقتصاد. إلا أنها بدأت في الجامعة تحوّلها السياسي من اليسار إلى الوسط عندما نشطت كقيادية طلابية في صفوف حزب الديمقراطيين الأحرار.

 

وبعد تخرجها التحقت تراس في الجامعة بحزب المحافظين، معتبرة أمام أصدقاء لها، أن "مارجريت ثاتشر تبنّت النهج الصحيح".

 

وبعد التخرّج في أوكسفورد، عام 1996، عملت تراس في شركة خاصة، وفشلت مرتين بالانتخابات البرلمانية، قبل أن تُرشَّح كنائبة في مجلس العموم عام 2010.

 

وخلال تلك الفترة دعت إلى إجراء تغييرات في عدد من المجالات، خاصة الصحة والتعليم والاقتصاد، وشغلت منصب وكيل وزارة برلماني لرعاية الأطفال والتعليم في الفترة من 2012 إلى 2014.

 

محطات في حياة تراس

 

إلا أن النقلة النوعية في مسيرة تراس جاءت على يد رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون، الذي عيّنها وزيرة دولة للبيئة والأغذية والشؤون الريفية ما بين عامي 2014 و2016، فكانت أصغر وزيرة في الحكومة بعمر 38 سنة.

 

وبعد استقالة كاميرون، عُيّنت وزيرة للعدل في حكومة تيريزا ماي. وفي منتصف 2019، بعد استقالة ماي، دعمت تراس ترشح بوريس جونسون لرئاسة حزب المحافظين.

 

ومع تولي الأخير رئاسة الحكومة عُيّنت وزير دولة للتجارة الخارجية ورئيس مجلس التجارة، ووزيرة لشؤون المرأة والمساواة في سبتمبر/أيلول 2019، ثم وزيرة دولة للشؤون الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في 15 سبتمبر/أيلول 2021؛ لتصبح أول وزيرة خارجية من حزب المحافظين، وثاني امرأة تجلس على هذا المقعد.

 

وبعد تعيينها وزيرة للخارجية، تولت إدارة ملف "بريكست" خلفاً لديفيد فروست، حيث شغلت منصب كبير مفاوضي الحكومة البريطانية مع الاتحاد الأوروبي.