معارك أوكرانيا تضع مستقبل "الدبابات" في خطر

عرب وعالم

اليمن العربي

تثير خسائر الدبابات التي منيت بها روسيا خلال عمليتها العسكرية المتواصلة في أوكرانيا أسئلة بشأن إمكانية الاعتماد عليها في أي حرب مقبلة.

 

ويرى محللون عسكريون أن خسائر الدبابات هذه – وخاصة الدبابة تي-90 إم الأحدث والأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية التي نادرا ما ظهرت منذ بداية المعارك تشكل أحد القضايا الرئيسية التي تواجه روسيا في سعيها لمواصلة عمليتها العسكرية في أوكرانيا، وفقا لصحيفة موسكو تايمز.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الظهور النادر لهذه الدبابات لم تنقذها من الهجمات الأوكرانية، فبعد وقت قصير من ظهور أول دبابة تي-90 إم في أبريل/ نيسان، نشر الصحفي الأوكراني أندري تسابلينكو صوراً لبقايا متفحمة لإحدى هذه الدبابات.

 

ويرى جيمس لويس، المحلل السياسي في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن أنه لطالما كانت العقيدة العسكرية الروسية هي بناء أعداد كبيرة من الدبابات وصيانتها، مشيراً إلى أن فشل البلاد في إيجاد حل للأسلحة الحديثة المضادة للدبابات يضع مستقبل اعتماد روسيا الطويل الأمد على الدبابات في الحرب موضع شكوك.

 

وذكرت الصحيفة الروسية أن أسطول الدبابات الروسي، الذي يقدر بنحو 2800 دبابة عاملة مع 10 آلاف دبابة أخرى قيد التخزين، يتكون في الغالب من الدبابات السوفيتية الحديثة التي تديرها أطقم مكونة من ثلاثة أفراد.

 

وأشارت إلى أن روسيا فقدت 237 دبابة من طراز تي-72 بي3 ومئات أخرى من طراز تي-72 بالإضافة إلى ما لا يقل عن 170 دبابة من طراز تي-80 منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا.

 

وأشارت موسكو تايمز إلى أنه في حين أن تدمير دبابة لا يعني مقتل الطاقم، إلا أن هناك أيضًا معدلاً مرتفعاً من الإصابات بين أطقم الدبابات الروسية.

 

وبحسب تقارير فإن قرابة 6 بالمائة من القتلى الروس في أوكرانيا من بين رجال من أفواج الدبابات، وقد تسببت الخسائر الكبيرة لروسيا على صعيد الدبابات إلى تساؤل بعض المراقبين عما إذا كان للدبابة مستقبل في الحرب الحديثة على الإطلاق.

 

ووفقا للتقرير فقد كانت صواريخ جافلين الأمريكية الصنع والأسلحة البريطانية السويدية المصنعة من الجيل التالي الخفيفة المضادة للدبابات مسؤولة عن مئات الخسائر في الدبابات الروسية.

 

وعند إطلاقها، تحلق صواريخ جافلين على ارتفاع 150 مترًا في الهواء قبل أن تهبط لأسفل على برج الدبابة، حيث يكون درع الدبابة هو الأقل سمكًا.

 

وأوضحت الصحيفة أن دبابات تي-72 بي3، وهي نسخة أكثر قدرة على المناورة من طراز تي-72 التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، العمود الفقري لأسطول الدبابات الروسي وقد تم الاعتماد عليها بشكل كبير في أوكرانيا. لكن روسيا نشرت أيضًا المئات من طرازات تي-80 المختلفة. وأدت الخسائر الفادحة إلى قيام موسكو بإخراج عدد من مخزونها السوفيتي القديم لاستخدامه في الحرب“.

 

وفي محاولة لحماية أنفسهم من هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للدبابات، أضافت القوات الروسية في أوكرانيا عددا من الأقفاص المؤقتة إلى أسطح الدبابات.

 

كما استخدموا أكياس الرمل وجذوع الصنوبر والأقفاص المعدنية لدعم دروع مركباتهم، وفقًا للصور ومقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت.

 

ويرى لويس أن فشل روسيا في إيجاد الحلول المناسبة للأسلحة الحديثة المضادة للدبابات يضع مستقبل اعتماد روسيا طويل الأمد على الدبابات في الحرب موضع تساؤل.

 

وقال "الدبابات ستظل لها مكان، لكن مستقبلها سيكون أصغر بسبب ضعفها".