بوتين في طهران.. إيران تغازل روسيا بحديث الحرب والدولار

عرب وعالم

اليمن العربي

بتأييد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وبالدعوة لطرد الأمريكيين من شرق الفرات، غازل المرشد الإيراني الرئيس فلاديمير بوتين.

 

 فالمحطة الإيرانية كانت أول زيارة خارج الاتحاد السوفيتي السابق، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ فبراير/شباط الماضي، في رحلة جمعته بنظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني إبراهيم رئيسي، لمناقشة موضوعات عدة، بينها الأزمة السورية.

 

وعن الحرب الأوكرانية، قال خامنئي للرئيس الروسي بوتين: الحرب أمر قاس بسبب معاناة المدنيين لكن في حالة أوكرانيا، إذا لم تأخذ زمام المبادرة، فإن الطرف الآخر سيتسبب في حرب بمبادرته"، مشيرًا إلى أن "الغربيين يعارضون تماماً وجود روسيا قوية ومستقلة".

 

الناتو.. "خطير"

 

واعتبر المرشد الإيراني حلف شمال الأطلسي (الناتو) كيانًا "خطيرًا"، قائلا: "إذا كان الطريق مفتوحا أمامه، فهو لا يعرف حدوداً، وإذا لم يتم إيقافه في أوكرانيا، لكان سيبدأ الحرب بحجة شبه جزيرة القرم".

 

وحول الأزمة السورية، قال خامنئي: "القضية السورية مهمة جدا. الموقف الإيراني واضح وهو رفض التدخل العسكري ضد هذا البلد"، داعياً إلى "تعاون طويل الأمد بين إيران وروسيا يجب أن يصل إلى ذروته في هذه الفترة". 

 

وحث خامنئي الرئيس بوتين بضرورة اليقظة مما وصفه بـ"خداع الغرب والأمريكيين"، قائلا إنهم "أقوياء ومكارون في نفس الوقت، وأحد أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق كان بسبب خداعه من قبل السياسات الأمريكية". 

 

كما أعلن المرشد الإيراني موافقته على سياسة إحلال العملات الوطنية في المبادلات بين البلدين واستخدام عملات أخرى بدلاً من الدولار، قائلا: "يجب إبعاد الدولار تدريجياً عن مسار المعاملات العالمية، وهذا ممكن تدريجياً". 

 

تفعيل التفاهمات 

 

وتابع خامنئي: يجب تفعيل التفاهمات والعقود بين إيران وروسيا، ومن الضروري توخي الحذر من سياسات الغرب الخادعة.، وفي وقت اجتماعنا هذا وفي ظل الأحداث العالمية يبدو أن هناك حاجة لزيادة التعاون المتبادل بين إيران وروسيا".

 

واعتبر أن هناك تفاهمات واتفاقيات كثيرة بين البلدين، منها في قطاع النفط والغاز، قائلا: "التعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا، خاصة في أعقاب العقوبات الغربية أمر ضروري ومصلحة لكلا البلدين". 

 

من جهته، نقل موقع المرشد الإيراني عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قوله: "لا أحد يؤيد الحرب وخسارة أرواح الناس العاديين مأساة كبيرة، لكن سلوك الغرب جعلنا لا نملك خيارًا سوى الرد". 

 

وأضاف بوتين: "بعض الدول الأوروبية قالت إنها تخالف ضد عضوية أوكرانيا في الناتو، لكنهم وافقوا على ذلك تحت الضغط الأمريكي، مما يدل على افتقارهم إلى السيادة والاستقلال". 

 

العقوبات الغربية 

 

واعتبر بوتين أن "العقوبات على روسيا تلحق الضرر بالغرب بالدرجة الأولى"، مستشهدًا على تصريحاته بارتفاع أسعار النفط وأزمة الإمدادات الغذائية.

 

وأبدى بوتين وفق البيان الإيراني اتفاقه مع ما ذكره خامنئي بشأن منطقة القوقاز وكذلك حول الملف السوري، بما في ذلك معارضة التدخل العسكري على شمال هذا البلد. 

 

وفي سياق آخر، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن بلاده وإيران لديهما مساهمة كبيرة في حل الأزمة السورية، معتبراً أن التعاون في مختلف المجالات بين طهران وموسكو يتقدم كثيراً. 

 

وفي اجتماع ثان مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قال بوتين: "نحن نعمل على زيادة تعاوننا في مجال الأمن الدولي، ولدينا مساهمة كبيرة في حل الأزمة السورية". 

 

نقطة تحول 

 

من جهته، قال إبراهيم رئيسي إنه "بعد الاجتماعات التي عقدها في موسكو وعشق أباد، تتنامى عملية التعاون بين إيران وروسيا"، مبيناً "إن رغبة البلدين في تطوير التعاون مهمة للغاية".

 

وقال رئيسي "أدى التعاون في مكافحة الإرهاب إلى أمن المنطقة وزعم آخرون محاربة الإرهاب، لكن تعاوننا مع روسيا أظهر أننا أوفينا بوعدنا"، معرباً عن أمله في أن تكون زيارة بوتين إلى طهران "نقطة تحول للتعاون المستقبلي". 

 

وكان بوتين قد وصل إلى طهران في وقت سابق من اليوم وكان في استقباله وزير النفط الإيراني جواد أوجي في مطار طهران الدولي. 

 

لقاء بوتين وأردوغان

 

وفي لقاء ثالث، اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في طهران، لمناقشة القضايا المتعلقة بتصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود.

 

وشدد بوتين على أن القضايا المتعلقة بتصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود لم يتم حلها بالكامل بعد، متوجهًا بالشكر لأردوغان على توسطه في المفاوضات لحل مشكلة الغذاء وتصدير الحبوب عبر البحر الأسود.