مكاسب العراق من قمة جدة.. مشاريع للاستقرار والتعافي

اقتصاد

اليمن العربي

أنهى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، زيارته إلى المملكة العربية السعودية عقب مشاركته في مؤتمر جدة للتنمية، محملاً بمشاريع استقرار واستثمار في مختلف الجوانب تتقدمها الطاقة والحضور الريادي للعراق.

 

وأبدى الكاظمي قبيل انعقاد مؤتمر جدة للأمن والتنمية، رغبة عالية في المشاركة وتبادل الملفات مع الاشقاء العرب رغم ما أثير من بعض الجهات التي لا يطيب لها عودة العراق إلى حاضنته الخليجية والمجتمع الدولي حين اطلقت التشكيكات ولفقت الشائعات لتشويه مضامين القمة واهدافها المنشودة.

 

وحظي العراق خلال المشاركة في المؤتمر الذي استضاف زعماء تسعة دول عربية وخليجية فضلاً عن الولايات المتحدة الأمريكية، حفاوة بالغة ومكاناً في مقدمة الملتحقين بالقمة السعودية.

 

وظهرت تجليات ذلك الأمر من خلال ما خطابات الحضور وفي مقدمتهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حين شدد على ضرورة أن يكون العراق متعاف مزدهر وهو يعود لفضاءه الدولي.

 

وعزز ذلك الموقف ما تحدث فيه الرئيس الأمريكي جون بايدن وهو يشيد بدور العراق والتحول من منطقة الصدام والتهديد إلى عامل تقريب واستقرار في المحيط الإقليمي والدولي.

 

مكاسب سياسية

 

وكان الكاظمي علق قبيل مغادرته العاصمة بغداد متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة المصغرة، على أن العراق اختط مسار النأي بعيداً عن الاصطفافات العسكرية ومنافذ التهديد لدول الجوار.

 

وعمد الكاظمي منذ تسنم منصب رئاسة الوزراء في مايو 2020، إلى السعي وراء استرجاع الدولة المختفة من قبل المليشيات والسيطرة على السلاح المنفلت، يقابل ذلك الشروع بتغير بوصلة السياسية الخارجية وإدارتها نحو المصالح المشتركة التي تحقق الاستقرار وتبعد البلاد  المنطقة برمتها عن حروب النيابة.

 

وتأتي قمة جدة لتأكيد مساعي السلام والاتصال والتقارب بين دول المنطقة وإدارة الظهر للصراعات والأزمات التي تحوط المشهد الدولي بما تحمل من اشارات إنذار بتنامي الصراع وتعقد الموقف.

 

وتجلت تلك النوايا في تفصيلات الانعقاد وبيانها الختامي الذي جاء لتفكيك المشكلات الراهنة في المنطقة ولم يبتعد عن المؤازرة والإشادة بالدور الهام الذي تؤديه بغداد، من خلال ما أشار إليه في النقطة الحادية: "يجدد القادة دعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره، ونمائه ورفاهه، ولجميع جهوده في مكافحة الإرهاب. كما رحب القادة بالدور الإيجابي الذي يقوم به العراق لتسهيل التواصل وبناء الثقة بين دول المنطقة".

 

مكاسب اقتصادية

 

ووقع العراق على هامش قمة جدة برتوكولات تفاهم وعقد اتفاقيات حيوية يتقدمها الربط الكهربائي مع الخليج وأردفه بآخر مماثل مع المملكة السعودية.

 

المستشار السياسي لرئيس الوزراء حسين علاوي،، لفت إلى أن ما توعد به رئيس الوزراء قبل ذهابه إلى مؤتمر جدة  حقق نتائجه على مدى 21 نقطة والتي تهدف في مجملها العام إلى احداث التنمية الاقتصادية ونقل المنطقة من الصراع والاختلاف الى الالتقاء والبناء والتأسيس للمشارع الاقتصادية الكبرى.

 

ويضيف علاوي، أن المكانة التي حظي بها الكاظمي خلال المؤتمر جاءت بعد جهد كبير استطاع من خلاله العودة بالعراق إلى قواعده العربية وخطوطه الدولية بعد كسر طوق العزلة والتفرد الإحادي الذي ساد البلاد لسنوات طوال.

 

ويتابع بالقول: "من المؤمل والمتوقع أن تسهم قمة جدة وخصوصاً انها ستواصل إنعقادها لدورات أخر، في تأسيس شراكة عربية دولية مدعومة من الولايات المتحدة هدفها التنمية والاقتصاد في ظل التحديات الراهنة التي تعصف بالعالم اجمع من ازمات طاقة ومياه وغذاء وما يفاقم من مخاطرها من تقلبات مناخية".

 

تحول سياسي

 

بدوره يلفت الإعلامي والمحلل السياسي فلاح الذهبي إلى أن ما حققه العراق اليوم هو أفضل ما سجله التاريخ منذ عام 2003.

 

ويعطف بالقول: "أن ذلك التحول بالسياسة الخارجية في عراق ما بعد وصول الكاظمي، قد أنعكس بالإيجاب وباتت ثمراته تلوح في الأفق القريب على شكل اتفاقات وتعاقدات في مجالات مختلفة وهامة على مستوى الطاقة والتنمية، فضلاً عن منح صك الضمان والوثاق للشركات الغربية في العمل داخل العراق".