معضلات سلاسل الإمدادات.. الغاز وممرات الحبوب وكورونا "ثلاثية رعب"

اقتصاد

اليمن العربي

تخشى دول الاتحاد الأوروبي من خطوة روسية قد تقدم عليها الأسبوع المقبل، وستقود إلى إحدى أكبر أزمات الطاقة في تاريخ التكتل.

 

والأسبوع المقبل، تنتهي فترة صيانة خط أنابيب نورد ستريم 1 الذي أغلق منذ يوم الإثنين الماضي لأعمال صيانة دورية وسط توقعات باستمرار روسيا في تعليق الإمدادات عبر الخط.

 

والخميس، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أن أمد النزاع الدائر في أوكرانيا "سيطول"، وأنه سيتعين على الفرنسيين أن يستعدوا للاستغناء عن الغاز الروسي الذي تستخدمه موسكو "سلاح حرب".

 

وقال ماكرون، خلال مقابلة أجرتها معه قناة "تي إف-1" الفرنسية، عقب حضوره العرض العسكري التقليدي في جادة الشانزليزيه: "علينا جميعا أن نستعد لحرب طويلة الأمد. سيكون الشتاء ومطلع الخريف من دون شك قاسيين جدا".

 

أدوات حرب

 

واعتبر أن وقف سلاسل إمدادات الغاز هو إحدى أدوات الحرب.. "يجب أن نستعد للاستغناء عن الغاز الروسي"، معلنا أن الدولة بصدد إعداد خطة لترشيد استهلاك الطاقة.

 

وبسبب تعطل سلاسل الإمدادات الروسية للغاز الطبيعي، قال رئيس عملاق الطاقة "شل" إن "شتاء صعبا جدا في أوروبا قادم على الطريق"، في ظل ترقب لزيادة كبيرة في أسعار الطاقة.

 

وأضاف بين فان بيردن، خلال مؤتمر للطاقة، أنه لا يمكن استبعاد ترشيد استخدام الطاقة في أوروبا، بسبب القلق بشأن إمدادات الغاز القادم من روسيا.

 

والخميس، حذر صندوق النقد الدولي من أن الاضطرابات بإمدادات الغاز الطبيعي قد تدفع اقتصاد أوروبا إلى الركود.

 

ركود محتمل

 

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، "إن المزيد من الاضطرابات في إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا قد يؤدي إلى دفع العديد من الاقتصادات إلى الركود وإحداث أزمة طاقة عالمية".

 

وأكدت في مدونة لصندوق النقد الدولي، أن روسيا إذا قطعت الغاز عن أوروبا فستكون هناك كارثة وستدخلها بالفعل في حالة ركود اقتصادي.

 

الحبوب.. ورطة كبيرة

 

وفي قطاع الحبوب، ورغم الإعلان عن اتفاق يستهدف استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية، الأربعاء، إلا أن هناك مسألة مهمة لا تزال تنتظر الحل وهي الألغام البحرية.

 

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الأربعاء، أنه تم اتخاذ "خطوة مهمة وجوهرية نحو اتفاق شامل لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود".

 

من جانبه، أوضح وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، أن روسيا وأوكرانيا "أحرزتا تقدما كافيا في اتجاه حل النزاع، بشأن صادرات الحبوب"، لافتا إلى أن الدولتين ستجريان محادثات جديدة في تركيا الأسبوع المقبل.

 

ورغم إحراز تقدم فيما يخص شحنات الحبوب الحبيسة، يرى الخبراء أن هذا التقارب ليس كافيا، فهناك كابوس مزعج يعوق خروج تلك الشحنات، والمتمثل بالألغام في مياه البحر الأسود.

 

وقال متحدث باسم المنظمة البحرية الدولية، وهي وكالة الشحن التابعة للأمم المتحدة وإحدى الهيئات العديدة التي تعمل على إنشاء ممر بحري لإمدادات الحبوب: "وضعت الألغام البحرية في مداخل الموانئ، فيما أُغلقت المخارج بقوارب ورافعات غارقة. سيستغرق الأمر عدة أشهر لإزالة الألغام البحرية في مناطق الموانئ بالكامل".

 

وقبل العملية العسكرية الروسية، كان معظم القمح الأوكراني والذرة وزيت عباد الشمس يمر عبر موانئ البحر الأسود، أما الآن فالعديد منها إما في أيدي الروس بحسب تصريحات كييف أو تحاصره الألغام بحسب تصريحات موسكو.

 

وعن أهمية حلّ مسألة الألغام البحرية في اتفاق تصدير الحبوب، قال الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش: "إن خطر الألغام البحرية التي زرعتها أوكرانيا سيعرقل أعمال الشحن على الأرجح لأشهر مقبلة، حتى ولو تم التوصل لاتفاق".

 

وفي موضوع متصل، يبدو أن سلاسل الإمدادات القادمة من الصين، قد تواجه تذبذبا خلال الفترة القريبة المقبلة، في حال استمرار الزيادة في عدد الإصابات بالفيروس.