الإرث.. شبح جونسون يخيم على سياسة بريطانيا رغم الرحيل

عرب وعالم

اليمن العربي

بعد فترة طويلة من رحيل بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا، سيواصل السياسيون الصراع حول مشروعه، بريكست، والقضايا المستعصية التي فجرها.

 

وربما كان السقوط السريع والخطير لبوريس جونسون الأسبوع الماضي سببا في إزالة شخصية استقطابية من السياسة البريطانية، لكنه لا يزيل القضايا الخلافية التي تسبب فيها رئيس الوزراء واستغلها في كثير من الحالات، خاصة عندما خطط لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل عامين ونصف، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

 

إرث جونسون وإرث خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا ينفصلان، وسيظل البريطانيون يواجهون تداعيات مشروعه بعد فترة طويلة من رحيل رئيس الوزراء عن داونينج ستريت، مصطحبا معه تجاهله المتهور للقواعد وتاريخه الطويل في التقلب.

 

وبداية من علاقة بريطانيا المتوترة بفرنسا إلى صدامها مع بروكسل بشأن التجارة في أيرلندا الشمالية، من المنتظر أن تفرض القضايا المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، نفسها بشكل كبير على حملات خلافة جونسون.

 

علاوة على ذلك، سيتعين على خليفة جونسون أن يحسب حسابا للتأثير المدمر الذي أحدثه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على السياسة البريطانية، سواء في النقاشات المشحونة حول القضايا الاجتماعية والثقافية، أو في الضغوط على مؤسسات مثل البرلمان والخدمة المدنية.

 

ووفق نيويورك تايمز، أجج جونسون، بغرائزه الشعبوية، تلك المشاعر. ولن يكون التخلص من كتاب قواعد اللعبة الذي وضعه رئيس الوزراء المستقيل، سهلاً على أي زعيم محافظ في المستقبل.

 

وقال أناند مينون، أستاذ السياسة الأوروبية في "كينجز كوليدج" لندن: "ما فعله بوريس جونسون هو إظهار كيف يمكن استغلال النظام. بالنظر إلى طبيعة حزب المحافظين، أعتقد أنه لن يكون هناك الكثير من التهاون في موقفه بشأن العديد من هذه القضايا."

 

حتى جيريمي هانت، أبرز المرشحين لخلافة جونسون، قال مؤخرًا إنه يفضل انتهاك أجزاء من اتفاق بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي الذي يضع لوائح تجارية في أيرلندا الشمالية.

 

وكان تهديد جونسون بفعل نفس الأمر، أثار الغضب في بروكسل التي اتهمته بانتهاك القانون الدولي.

 

وكان هانت، الذي ترشح ضد جونسون على قيادة الحزب عام 2019 يؤيد بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي. لكن حظوظه ستعتمد في جانب منها على جناح اليمين في صفوف الحزب، الذي أيد بشدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 

ويرى المحللون أن الموضوعات الساخنة – بدءا من الهجرة إلى المساواة الاقتصادية بين شمال إنجلترا وجنوبها، ستواصل الهيمنة على السياسة البريطانية.

 

وفي هذا الإطار، قال سايمون فريزر، الرئيس السابق لوزارة الخارجية وشؤون الكومنولث البريطانية: "ما زلنا في المراحل المبكرة نسبيًا من التعايش مع عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

 

وأوضح فريزر أن المرشحين لخلافة جونسون ليس لديهم حافز لتخفيف مواقفه المتشددة بشأن القضايا المتعلقة ببريكست لأنه سيتم اختيارهم من قبل نواب حزب المحافظين.