المستشار الألماني يؤكد أن هدفهم جعل أوكرانيا مستقلة تحفظ سلامتها

عرب وعالم

اليمن العربي

بدا المستشار الألماني أولاف شولتس هادئاً وهو يستقبل صحفيي وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) لإجراء مقابلة معه بعد ساعات فقط من عودته من أول رحلة له إلى أوكرانيا منذ بداية الحرب.

 

ولن يكون لدى شولتس، الذي تولى منصبه منذ سبعة أشهر فقط، الكثير من الوقت للحديث عن انطباعاته عن منطقة الحرب، التي جعله بعضها متأثراً بشكل واضح، مع اقتراب ثلاث قمم متتالية لقادة الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

 

وقال شولتس: "من الواضح تماماً ما الذي نصبو إليه: وهو أن تكون هناك أوكرانيا ديمقراطية وذات سيادة ومستقلة قادرة على الحفاظ على سلامتها".

 

واستغرق الأمر ستة أسابيع قبل أن يقبل شولتس دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التي قدمها بعد أن تم رأب الصدع حول النهج السابق للرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير تجاه روسيا عندما كان وزيراً للخارجية.

وقد طغت أول حرب برية تشهدها أراض أوروبية منذ عقود، على جانب كبير من فترة ولاية شولتس القصيرة حتى الآن في تحد غير مسبوق لرئيس بلدية هامبورغ السابق الذي واجه انتقادات لاستجابته البطيئة لنداءات كييف العاجلة للحصول على أسلحة ثقيلة.

 

ويرى منتقدون أن المستشار الألماني يحاول تحقيق توازن صعب بين دعم المجهود الحربي الأوكراني و الحفاظ على علاقة سلسة للغاية مع روسيا، من خلال إبقاء قنوات الاتصال الألمانية مع الرئيس فلاديمير بوتين مفتوحة على سبيل المثال.

 

وقال شولتس: "من الضروري للغاية التحدث إلى بوتين وسأستمر في القيام بذلك"، مضيفاً أن القادة الأوروبيين ممن هم مثله ومثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لديهم التزام بأن ييبلغوا بوتين بأن إعادة رسم حدود أوكرانيا بالقوة أمر غير مقبول.

 

وأضاف شولتس موجها حديثه إلى بوتين مباشرة: "إذا كنت تعتقد حقاً أنك ستسلب بعض الأراضي، ثم تأمل أن تتغير الأمور بمرور الوقت، وتصبح طبيعية مرة أخرى، فهذا خطأ. عليك أن تسحب قواتك وعليك أن تجد اتفاقاً مع أوكرانيا مقبولاً ومناسباً لشعب أوكرانيا".

 

كما أثار التردد في التعهد بتقديم أسلحة متطورة والبطء المتصور في التسليم الفعلي لتلك الأسلحة تساؤلات حول صدق دعم شولتس لكييف.

 

وجدير بالذكر أنه بعد مرور ما يقرب من أربعة أشهر على بدء الحرب، تحقق القوات الروسية ببطء، ولكن بثبات، مكاسب في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا. ولا يزال القتال ضارياً في سيفيرودونيتسك، المركز الحالي للصراع، كما أن الجيش الأوكراني أدني كثيراً من الجيش الروسي في العتاد والأفراد، وفقاً لكييف.

 

وقال شولتس إن عمليات التسليم "ستصل في الوقت المحدد" لإحداث فرق حقيقي في دونباس ، مضيفاً أنه يجب تغيير بروتوكولات الصناعة العسكرية لإعطاء الأولوية لأوكرانيا على العملاء الآخرين. وقال أيضاً إن الأمر يستغرق بعض الوقت حتى يتلقى الجنود الأوكرانيون تدريبا على استخدام الأسلحة المعنية، والتي تشمل مدافع هاوتزر ذاتية الدفع ودبابات مضادة للطائرات.

 

وأكد شولتس قائلاً: "بدون التدريب لا يمكنك استخدام هذه الأسلحة".

 

وفسر البعض الأسلوب السياسي الصامت للمستشار الألماني على أنه فشل في توحيد بلاده وأوروبا خلف استراتيجية واضحة في احتواء التهديد الصادر من روسيا.

 

وكتبت مجلة "دير شبيغل" الإخبارية المؤثرة في أبريل (نيسان): "المستشار الألماني لم يكن أبدا الأول، بل كان الأخير حتى في كثير من الأحيان عندما يتعلق الأمر بالاستجابة في هذه الحرب، ولا تزال الأسباب الكامنة وراء أفعاله أو عدم توفرها تمثل لغزاً".

 

وأضافت: "إنه ببساطة يلتزم الصمت بشأن العديد من التفاصيل، كما لو أن التزام الصمت هو سياسة جيدة في حد ذاتها".

 

وفسر البعض قراره بالتأييد الكامل لوضع أوكرانيا كمرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي،على الرغم من الانقسامات في التكتل حول هذا الأمر ، بأنه دليل على اتباعه نهجاً أكثر جرأة.

 

وقال شولتس: "تصرفت أوروبا بشكل موحد بعد العدوان الروسي على أوكرانيا وسنواصل القيام بذلك، لذلك فإنني متأكد من أننا سنجد طريقة لاتخاذ قرار مشترك .. إنني متفائل للغاية بأننا سنكون قادرين على النجاح في ذلك".

 

وأشار المستشار الألماني أيضاً إلى أن وضع المرشح لعضوية التكتل بالنسبة لأوكرانيا سيظل وعدا أجوف ما لم تتمكن دول البلقان التي تعمل منذ أكثر من عقد من الزمن من أجل تحقيق معايير العضوية، من اتخاذ خطوات ملموسة إلى الأمام في هذه العملية.

 

وقال شولتس: "عدد كبير منها فعل الكثير لجعل هذا ممكناً، لذلك نحن بحاجة إلى تقدم ملموس بالنسبة لهم أيضاً"، مضيفاً أنه سيطرح هذا الأمر مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في قمة الأسبوع المقبل.

 

وقد توفر رئاسة ألمانيا لمجموعة السبع أيضاً منتدى لشولتس لتبني دور قيادي بين الحلفاء الغربيين.

 

وقال شولتس إن القمة المقرر عقدها في فندق قصر إلماو الفاخر في بافاريا في وقت لاحق من هذا الشهر ستتناول "مسألة التعافي" في أوكرانيا بعد الحرب حتى لو كان ما زال بعيداً للغاية وضع نهاية للقتال.