ختام الأسواق.. مكاسب للأسهم والنفط والذهب ويوم سيئ للدولار

اقتصاد

اليمن العربي

الدولار هو الخاسر الوحيد في ختام تعاملات الأسواق العالمية لللأسهم والسلع والعملات.. فما السبب؟

 

وول ستريت تغلق على ارتفاع حاد 

 

أغلقت وول ستريت على ارتفاع كبير مساء أمس الخميس، بقيادة تسلا ونفيديا وأسهم أخرى، في جلسة متقلبة قبل تقرير الوظائف الرئيسي المقرر صدوره اليوم الجمعة.

 

وارتفعت أسهم تسلا ونفيديا وميتا بلاتفورز بشكل حاد، مما عزز مكاسب المؤشرين ستاندرد آند بورز 500 وناسداك.

 

وتعافت الأسهم الأمريكية من انخفاضها في وقت سابق الخميس بعد أن قالت نائبة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، لايل برينارد، إنها تدعم رفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية مرتين أخريين على الأقل، ولا ترى فرصة تذكر لإيقاف زيادات أسعار الفائدة مؤقتا في سبتمبر/أيلول إذا لم تتراجع ضغوط الأسعار.

 

وانخفض المؤشر ستاندرد آند بورز 500 الآن بنحو 13 بالمئة من أعلى مستوى إغلاق سجله في أوائل يناير/كانون الثاني.

 

أظهر تقرير التوظيف الوطني الأمريكي أن عدد الوظائف الخاصة بالولايات المتحدة زاد أقل بكثير مما كان متوقعا في مايو/أيار الماضي، مما يشير إلى أن الطلب على العمالة بدأ في التباطؤ وسط ارتفاع أسعار الفائدة وتشديد الأوضاع المالية.

 

وتتجه الأنظار الآن إلى بيانات الوظائف غير الزراعية الحكومية غدا الجمعة، حيث يبحث المستثمرون عن إشارات جديدة على صحة الاقتصاد الأمريكي ومدى قوة مواصلة مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع أسعار الفائدة.

 

ووفقا للبيانات الأولية، ارتفع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 75.59 نقطة أو 1.85 بالمئة ليغلق عند 4176.93 نقطة، بينما زاد المؤشر ناسداك المجمع 321.96 نقطة أو 2.68 بالمئة إلى 12316.42 نقطة. وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 422.86 نقطة أو 1.29 بالمئة إلى 33236.09 نقطة.

 

ارتفاع الأسهم الأوروبية

 

تعافت الأسهم الأوروبية الخميس، بقيادة أسهم الشركات الصناعية والسلع الفاخرة، بينما كانت المكاسب محدودة بسبب استمرار المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار.

 

وارتفع المؤشر ستوكس 600 لعموم أوروبا بنسبة 0.6 بالمئة بعد أن فقد ما يقرب من اثنين بالمئة خلال الجلستين الماضيتين.

 

وكان من المتوقع أن تكون أحجام التداول محدودة مع إغلاق أسواق لندن بسبب عطلة البنوك في اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث.

 

وارتفعت أسهم شركات السلع الفاخرة ومنها إل.في.إم.اتش ولوريال وإسيلور لوكسوتيكا، التي صعدت بما يتراوح بين 1.7 و3.1 بالمئة، مقدمة أكبر دعم للمؤشر.

 

وتراجعت أسهم شركات النفط، حتى مع تعويض أسعار الخام خسائرها التي تكبدتها في وقت سابق بعد أن وافقت أوبك+ على تعزيز إنتاج الخام لتعويض انخفاض الإنتاج الروسي.

 

وتراجعت أسهم شل المدرجة في أمستردام وإكوينور 0.5 بالمئة و 1.9 بالمئة على التوالي.

 

وأظهرت بيانات ارتفاع أسعار المنتجين في منطقة اليورو بنسبة 1.2 بالمئة في أبريل نيسان مقارنة مع الشهر السابق، دون توقعات الاقتصاديين بارتفاع بنسبة 2.3 بالمئة. وجاء ذلك في أعقاب بيانات صدرت في وقت سابق هذا الأسبوع وأظهرت ارتفاع أسعار المستهلكين في المنطقة إلى مستوى قياسي.

 

وقفزت عائدات السندات الحكومية إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات حيث عززت بيانات التضخم هذا الأسبوع التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي قد يسرع مسار تشديد السياسة.

 

واستحوذت مخاوف تباطؤ النمو على الأسواق مع سعي البنوك المركزية العالمية لمحاولة ترويض التضخم المتصاعد دون دفع الاقتصادات إلى الركود. والمؤشر ستوكس 600 في طريقه لإنهاء الأسبوع منخفضا بنحو 0.6 بالمئة.

 

ومن بين الأسهم الأخرى، ارتفع سهم شركة الطيران الاسكندنافية إس.أيه.إس بنسبة 1.3 بالمئة، مدعوما بتقرير ذكر أن مجموعة من المستثمرين الأجانب يستكشفون عملية استحواذ.

 

النفط يصعد

 

صعد النفط أكثر من 1٪ مساء الخميس بعد أن انخفضت مخزونات الخام الأمريكية أكثر من المتوقع وسط ارتفاع الطلب على الوقود، متجاهلة اتفاق أوبك + لتعزيز إنتاج الخام لتعويض انخفاض الإنتاج الروسي.

 

كما تم دعم الأسعار من خلال الحزمة السادسة من عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، والتي ستشمل حظرًا فوريًا على عقود التأمين الجديدة للسفن التي تحمل النفط الروسي وإلغاءًا تدريجيًا لمدة ستة أشهر للعقود الحالية.

 

أغلقت عقود برنت الآجلة على 1.32 دولار، أو 1.1٪ ، مرتفعة عند 117.61 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.61 دولار، أو 1.4٪، إلى 116.87 دولار.

 

أظهرت بيانات حكومية أن مخزونات النفط الخام والوقود في الولايات المتحدة تراجعت الأسبوع الماضي، مع استمرار الطلب في تجاوز العرض، مع تراجع مخزونات الخام التجارية حتى مع دخول المزيد من الاحتياطيات الاستراتيجية إلى السوق.

 

وهبطت مخزونات النفط الخام الأمريكية 5.1 مليون برميل مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع لرويترز بانخفاض 1.3 مليون برميل.

 

وكانت أسعار النفط قد تراجعت في وقت سابق يوم الخميس حيث اتفقت السعودية ودول أخرى في أوبك+ على تأجيل زيادات إنتاج النفط لتعويض خسائر الإنتاج الروسية لتخفيف ارتفاع أسعار النفط والتضخم.

 

اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، المعروفة باسم أوبك+، على زيادة الإنتاج بنحو 650 ألف برميل يوميا في الشهرين المقبلين بدلا من 432 ألف برميل يوميا حاليا.

 

الذهب يرتفع 

 

ارتفع سعر الذهب أكثر من واحد بالمئة الخميس مع تلقيه دعما من انخفاض الدولار وبيانات تظهر ارتفاع وظائف القطاع الخاص الأمريكي بأقل من المتوقع في الشهر الماضي.

 

وبحلول الساعة 1746 بتوقيت جرينتش زاد سعر الذهب 1.2 في المئة في المعاملات الفورية إلى 1868.41 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما قفز في وقت سابق لأعلى مستوى في أسبوع.

 

وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.2 بالمئة عند التسوية إلى 1871.4 دولار للأوقية.

 

وتراجع الدولار 0.7 بالمئة، بعدما ارتفع أمس لأعلى مستوى في أسبوع.

 

وقال رايان مكاي، محلل السلع الأساسية لدى تي.دي للأوراق المالية "(بيانات الوظائف) تثير بالفعل مخاوف من الركود كانت تختمر في السوق وتدعم الذهب".

 

وأظهرت بيانات تقرير التوظيف الوطني أن الوظائف الخاصة ارتفعت بمقدار 128000 وظيفة الشهر الماضي مقابل توقعات بزيادة قدرها 300000 وظيفة.

 

وأظهر تقرير طلبات إعانات البطالة الأسبوعية أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات قد انخفض بينما ظل الطلب على العمالة قويا.

 

وبينما يحاول مجلس الاحتياطي الاتحادي كبح الطلب على العمالة وهو يحاول ترويض التضخم المتصاعد، فإنه يحتاج إلى القيام بذلك دون دفع معدل البطالة للارتفاع بشدة.

 

وسيترقب المستثمرون الآن بيانات الوظائف غير الزراعية اليوم الجمعة.

 

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 2.1 بالمئة إلى 22.26 دولار للأوقية. وزاد البلاتين 2.7 بالمئة إلى 1023.69 دولار للأوقية.

 

وقفز البلاديوم 2.5 بالمئة إلى 2047.73 دولار للأوقية، بعدما صعد في وقت سابق 5.5 بالمئة إلى 2107.15 دولار، أعلى مستوى في أسبوعين.

 

الدولار ينخفض 

 

انخفض الدولار الأمريكي بوجه عام الخميس، متخليا عن مكاسبه في الجلسات الأخيرة حيث شجع الإقبال على المخاطرة المستثمرين على شراء العملات ذات العوائد المرتفعة.

 

وارتفعت أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم الخميس بعد تراجعها في الآونة الأخيرة، حيث ساعدت الرهانات على أن المملكة العربية السعودية قد تعزز إنتاج النفط في تهدئة أسعار الخام، مما عوض أثر المخاوف من ارتفاع التضخم وتشديد السياسة النقدية.

 

وقال جون دويل، نائب رئيس التداول في مونيكس يو.إس.إيه "هناك بعض العوامل التي عملت ضد الدولار اليوم، لكنها في الغالب معنويات المخاطرة".

 

وأضاف دويل أن الأنباء التي تفيد بأن المملكة العربية السعودية قد تضخ المزيد من النفط والتقارير بأن الصين ستخفف بعض قيود كوفيد تساعد في تعزيز معنويات المخاطرة، مما يضر بالدولار الذي يعد ملاذا آمنا.

 

وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 0.8 بالمئة إلى 101.78 نقطة، في طريقه لوقف مكاسب استمرت يومين.

 

ولم يجد الدولار دعما يذكر من بيانات تظهر زيادة وظائف القطاع الخاص في الولايات المتحدة أقل بكثير مما كان متوقعا في مايو/أيار، مما يشير إلى أن الطلب على العمالة بدأ في التباطؤ وسط ارتفاع أسعار الفائدة وتشديد السياسة المالية، على الرغم من أن فرص العمل لا تزال مرتفعة للغاية.

 

وارتفعت العملات ذات المخاطر العالية، ومنها الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي، مقابل العملة الأمريكية، حيث زادت 1.17 بالمئة و 1.20 بالمئة على التوالي.

 

كما ارتفع الدولار الكندي بنحو 0.6 بالمئة مقابل الدولار الأمريكي، بعد يوم من رفع بنك كندا أسعار الفائدة وفتح الباب أمام وتيرة أسرع لرفع الفائدة.

 

وزاد الفرنك السويسري بنسبة 0.5 بالمئة مقابل الدولار بعد أن ارتفع التضخم السويسري بأكبر قدر خلال 14 عاما خلال شهر مايو أيار، حيث أصبحت سويسرا أحدث دولة تتأثر بارتفاع أسعار الوقود وتكاليف الغذاء التي تعاني منها الاقتصادات في أنحاء العالم.

 

وفيما يتعلق بالعملات المشفرة، لم يطرأ تغير يذكر على عملة البيتكوين التي جرى تداولها عند 30070.99 دولار بعد انخفاضها بنسبة ستة بالمئة يوم الأربعاء، بينما لا تزال أكبر عملة رقمية في العالم من حيث القيمة السوقية تكافح للتغلب على نوبة من ضغوط البيع التي هيمنت عليها في الأسابيع الأخيرة.