الأقمار الاصطناعية.. كنز معلومات وسلاح "رهيب" بالحروب

عرب وعالم

اليمن العربي

رأت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية أن صور الأقمار الاصطناعية التجارية غيرت مشهد المعلومات بقوة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي.

 

وقالت المجلة إن الأيام التي كانت بمقدور الحكومات فقط جمع معلومات استخباراتية متقدمة عن منافسيها، وقدرة الجيوش على إخفاء المعلومات حول التطورات في ساحة المعركة قد ولت، وبات الآن بمقدور الجمهور استخدام صور الأقمار الاصطناعية التجارية للكشف عن الأنشطة التي تفضل بعض الحكومات إخفاءها، مثل ترسانة كوريا الشمالية النووية الآخذة في التوسع.

 

وفي أوكرانيا، استخدم عدد كبير من الجهات الفاعلة، بما في ذلك شركات الأقمار الاصطناعية الخاصة ومراكز الأبحاث والصحفيين والمحققين الهواة،  صور الأقمار الاصطناعية التجارية إلى جانب أشكال أخرى من المعلومات الاستخباراتية، كمصادر للكشف والتحقق من المعلومات المتعلقة بالمناورات العسكرية وخسائر ساحة المعركة واستهداف روسيا للمدنيين.

 

وأشارت إلى أن صور الأقمار الاصطناعية التجارية التي قدمت معلومات كانت ستظل سرية إلى حد كبير في السابق، ساعدت في حشد الدعم لأوكرانيا، ودعمت التخطيط والعمليات العسكرية الأوكرانية والتصدي للمعلومات المغلوطة.

 

لكن هذه المزايا، وفقا للمجلة، لا تخلو من المخاطر، إذ سيسعى أصدقاء وأعداء الولايات المتحدة على حد سواء إلى استغلال هذا الكم الهائل من المعلومات المتوافرة، وقد تجد الولايات المتحدة وحلفاؤها أنشطتهم الحساسة خاضعة للمراقبة.

 

ويمكن للجهات المؤيدة لروسيا أيضًا استغلال معلومات الأقمار الاصطناعية لتقويض الدفاعات الأوكرانية، ويمكن لشركات الأقمار الاصطناعية التجارية أن تجد نفسها في نهاية المطاف في مرمى نيران موسكو.

 

وأشارت المجلة إلى أن تورط الأقمار الاصطناعية الخاصة في الحرب، جعلها سببا في تغيير شكل الصراع الحديث وتعميقه.

 

وأوضحت المجلة أنه رغم اعتماد الدول بشكل كبير على أساليب جمع المعلومات الاستخبارية السرية، إلا أن الحكومات الغربية يجب أن تتأكد من المخاطر التي تشكلها هذه التكنولوجيا المتطورة في أثناء صياغتها لسياسة الأمن الخارجية والوطنية.

 

وذكرت المجلة، أن صور الأقمار الاصطناعية تؤثر بشكل واضح على نهج الحكومة الأمريكية في أوكرانيا، ففي الفترة التي سبقت العملية العسكرية الروسية كشفت إدارة الرئيس جو بايدن عن معلومات استخباراتية حول الانتشار الروسي على حدود أوكرانيا لحلفائها والصحافة، لتؤكد على نية موسكو التخطيط لشن هجوم على أوكرانيا. 

 

وتعتقد المجلة أن تلك الخطوة غير عادية، إذ أن الحكومات عادة ما تكره مشاركة المعلومات الاستخباراتية الحساسة عن الخصوم، من أجل حماية أفضل للمصادر والأساليب المستخدمة للحصول على المعلومات.

 

لكن في هذه الحالة كان يتم بالفعل تداول الكثير من المعلومات مفتوحة المصدر حول الموقف العسكري لروسيا والتحركات التالية المحتملة بشكل علني.

 

ورغم أن الكثير مما شاركه البيت الأبيض كان على الأرجح مستندًا إلى مصادر سرية، إلا أن تدفق المعلومات المتاحة تجاريّا حول عمليات الانتشار العسكرية الروسية ربما أثر على قرار الإدارة بالكشف عن هذه المعلومات الاستخباراتية من خلال تقليل المخاوف من أن مثل هذا الكشف سيعرض مصادرها وأساليبها للخطر.

 

وخصلت المجلة إلى أن المعلومات الاستخباراتية المفتوحة أصبحت عنصرا مهمّا في جهود التخطيط في زمن الحرب، ومن ثم يجب على صانعي السياسة في الولايات المتحدة الاستفادة من توفرها للجمهور لضمان إعطاء معلومات استخباراتية في الوقت الفعلي مع هؤلاء الحلفاء، الذين قد يكونون بدونها عاجزين في ساحات القتال الحديثة.