الروبل الروسي يتحدى.. صعود 6% بعد انقسام أوروبي

اقتصاد

اليمن العربي

عاود الروبل الروسي مسيرة الصعود، مسجلًا مكاسب بأكثر من 6% خلال تعاملات متقلبة الإثنين في بورصة موسكو.

 

وبذلك، استرد الروبل بعض خسائره الحادة التي مني بها الأسبوع الماضين مع حصوله على دعم من قيود على تحركات رؤوس الأموال وقوة في ميزان التجارة لروسيا.

 

وكان الروبل هوى الأسبوع الماضي بعد أن خفض البنك المركزي أسعار الفائدة وأشار إلى مزيد من التخفيضات.

 

وزاد احتمال تخفيف القيود على تحركات رؤوس الأموال وعجز محتمل عن سداد ديون سيادية من الضغوط النزولية على العملة الروسية.

 

وأنهى الروبل جلسة التداول في سوق موسكو اليوم مرتفعا 6.67% عند 62.25 مقابل الدولار. وكان سجل يوم الأربعاء 25 مايو 2022، نحو 55.80 أمام الدولار، وهو أقوى مستوى له منذ فبراير/شباط 2018، قبل أن يهبط إلى 66.70 بحلول نهاية الأسبوع المنصرم.

 

وأمام اليورو، صعد الروبل 7.73% إلى 64.30 بعد أن كان سجل يوم الأربعاء 25 مايو الجاري أعلى مستوى في سبعة أشهر عند 57.10، في ذروة مدفوعات ضريبية في نهاية الشهر تدفع في العادة الشركات التي تركز على التصدير لتحويل ما لديها من عملة أجنبية للوفاء بالتزاماتها.

 

وبدعم من قيود على تحركات رؤوس الأموال، قفز الروبل ليصبح العملة الأفضل أداء في العالم هذا العام حتى هبوطه الأسبوع الماضي. ولقي الروبل دعما أيضا من شروط جديدة للدفع مقابل الغاز للمشترين في الاتحاد الأوروبي تلزمهم بتحويل العملة الأجنبية إلى الروبل، وهبوط في الواردات.

 

وأخفقت دول الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على حظر استيراد النفط الروسي في على الرغم من المحاولات حتى اللحظة الأخيرة قبل قمة انعقدت في بروكسل اليوم الاثنين.

 

وكشف ذلك عن الخلاف حول التوسع في العقوبات على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا مع تنامي المخاطر الاقتصادية على أوروبا.

 

وكانت قناة CBS الأمريكية، قد قالت السبت 28 مايو 2022، إن الروبل الروسي أكثر العملات استقرارا وكفاءة في العام الحالي.

 

وأكد فريق خبراء بمؤسسة أوكسفورد إيكونوميكس البريطانية، أن السبب الرئيسي وراء وضع العملة الروسية القوي، هو ارتفاع أسعار الطاقة والانتقال إلى الدفع بالروبل للحصول عليها، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية.

 

وقالت تاتيانا أورلوفا، عضو فريق الخبراء، والخبيرة الاقتصادية الرائدة في الأسواق الناشئة بأكسفورد إيكونوميكس: "أسعار السلع مرتفعة للغاية في الوقت الحالي، وحتى على الرغم من انخفاض الصادرات الروسية بسبب الحظر والعقوبات، فإن ارتفاع أسعار السلع الأساسية يعوض عن هذا الانخفاض"، حسبما ذكرت شبكة "سي بي إس".

 

وأشارت إلى أن روسيا تتلقى حوالي 20 مليار دولار شهرياً من صادرات الطاقة، ومنذ نهاية مارس/آذار رضخ العديد من المشترين الأجانب لقرار دفع ثمن الطاقة بالروبل، مما أدى إلى زيادة أخرى في قيمة العملة.

 

وأضافت: "كل هذه العوامل تخلق الطلب على الروبل، مما يزيد من قيمته".

 

جدير بالذكر أنه في 23 مارس/أذار الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تحويل مدفوعات إمدادات الغاز إلى دول الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى التي فرضت إجراءات تقييدية ضد روسيا إلى روبل.

 

ووقع بوتين مرسوماً مناظراً، وقال إنه إذا لم تدفع الدول "غير الصديقة" بالروبل اعتباراً من 1 أبريل/نيسان فستعتبرها روسيا تخلفاً عن سداد عقود الغاز.

 

وكانت العملة الروسية وسعت مكاسبها أمام العملتين الأمريكية والأوروبية نهاية الأسبوع المنقضي، وجرى تداول اليورو دون مستوى 58 روبلا، وذلك للمرة الأولى منذ يونيو/حزيران 2015.

 

وعن أداء الروبل مقابل الدولار الأمريكي فقد جرى تداول الدولار دون مستوى 56 روبلا، وذلك للمرة الأولى في نحو 7 سنوات.

 

في النصف الأول من الشهر الجاري وصفت وكالة "بلومبرج" الروبل بأنه الأفضل بين العملات الرئيسية في العالم من حيث ارتفاع سعره مقابل الدولار.

 

وتتوقع روسيا مكاسب إضافية كبيرة من عائدات النفط والغاز هذا العام، رغم عقوبات غير مسبوقة، فيما كشفت موسكو عن أوجه إنفاق هذه الإيرادات.

 

وقال وزير المال الروسي إن بلاده تتوقع تحقيق تريليون روبل إضافي من عائدات النفط والغاز هذا العام، مضيفا أن جزءا من المكاسب الاستثنائية سيُنفق على العملية العسكرية في أوكرانيا.

 

وقال الوزير أنطون سيلوانوف في تصريحات أذاعها التلفزيون الحكومي "نتوقع أن نحقّق ما يصل إلى تريليون روبل (14,4 مليار دولار) من عائدات النفط والغاز الإضافية، وفق التوقعات التي وضعناها مع وزارة التنمية الاقتصادية".