خبير يكشف أسرار وخفايا فيروس جدري القرود

عرب وعالم

اليمن العربي

نقلت صحيفة "هسبريس" عن البروفيسور المغربي، الطيب حمضي، توضيحه أن ربط فيروس "جدري القرود" بالقردة والحذر منها، فرضية مغلوطة.

 

وفي معرض كشفه "خفايا" هذا الفيروس الذي ظهر بشكل مقلق مؤخرا في عدة دول، لفت الخبير إلى انه ليس جديدا، وكان قد اكتشف منذ عام 1958، وأن "أول حالة بشرية أصيبت به كانت سنة 1970، وظهر في إفريقيا الوسطى وغرب إفريقيا، بالإضافة إلى أنه مرض ينتقل بين القوارض كالفئران والجرذان، بالإضافة إلى القردة، غير أن هذه الحيوانات ليست الناقلة الأساسية".

 

وبيّن الاكاديمي المغربي المتخصص أن "المرض ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، سواء من خلال الأكل أو من خلال لمس السوائل البيولوجية لهذه الحيوانات المصابة بهذا الفيروس. كما أنه ينتقل من إنسان إلى إنسان آخر، سواء عن طريق التنفس أو طرق غير مباشرة كلمس أغراض تم استعمالها مسبقا من طرف المريض".

 

وتطرق  البروفيسور الطيب حمضي إلى أعراض مرض "جدري القرود" مشيرا إلى أنها تظهر في الأساس من خلال " ثلاثة أعراض مشابهة لأعراض الزكام، وهي الحمى، وألم الرأس والمفاصل والعضلات، والإرهاق؛ فيما يظهر بعد أربعة أو خمسة أيام من الإصابة انتفاخ بعض الغدد اللمفاوية، ثم ظهور بعض البقع الجلدية، وتستمر هذه الأعراض من أسبوع إلى 4 أسابيع ويشفى المريض، ونادرا ما يتم تسجيل حالة وفاة لهذا السبب".

 

وأوضح الخبير أن الفئة "التي انتشر في صفوفها هذا الفيروس بشكل كبير، إلى حدود الساعة، فئة مثليي الجنس، إلا أن هذا لا يعني أنه فيروس جنسي يقتصر على الرجال من دون النساء"، مشددا في الآن ذاته على "عدم ربط الفيروس بهذه الفئة".

 

ورأى حمضي أن "مصدر القلق اليوم يتمثل في إصابة أشخاص لم يسافروا ولم يكن لهم احتكاك مباشر مع الحيوانات المصابة"، وهو بذلك  يضع ثلاث فرضيات لتوضيح هذا الأمر، وتتمثل في أن "الفيروس عن طريق طفرات اكتسب خاصية جديدة وهي الانتقال بسهولة، وهذا احتمال ضعيف، وإما جاء نتيجة لتوقف استعمال لقاح الجدري الأصلي وبالتالي فإن مناعة الإنسان انخفضت، وأما الاحتمال الثالث فيتمثل في وجود ناشرين قويين لهذا الفيروس، وبالتالي فمن المحتمل أن تكون بعض الاحتفالات المتواجدة في جزر الكناري وبلجيكا التي عرفت تواجد المثليين المصابين بهذا الفيروس هي ما أدى إلى انتشاره"، مشددا في الآن ذاته أن ذلك لا يعني أن هذا المرض سينتشر فقط عن طريق الممارسات الجنسية.

 

وأكد الخبير المغربي عدم وجود احتمال ليصبح الفيروس عالميا، وهو الأمر نفسه الذي أكدته المنظمة العالمية للصحة التي قالت إنه من الممكن السيطرة على تفشي جدري القرود ووقف انتقال العدوى بين البشر، في حين أشارت ماريا فان كيرخوف، المسؤولة عن الأمراض الناشئة لدى المنظمة، إلى أن وقف انتقال العدوى بين البشر يمكن القيام به في الدول التي لم يتفش فيها، مشددة على أن الوضع الراهن "يمكن السيطرة عليه".

 

ودعا الأكاديمي المغربي إلى "ضرورة تعريف المواطنين بهذه الأعراض والقيام بالتحاليل في الوقت المناسب ومعرفة كيفية التعامل معه، كما أنه يجب عدم ربطه بالممارسات الجنسية المثلية".

 

وبشأن أسباب قيام السلطات الصحية بإحصاء القردة بالمغرب، قال البروفيسور إنه "عند ظهور أي فيروس على مستوى العالم يجب على الدولة أن تأخذ كل الاحتياطات اللازمة لتأخير دخوله وتجهيز خطط للتصدي له؛ إلا أنه لا ينبغي إيلاء عملية إحصاء القردة أهمية كبرى"، في ظل المعطيات التي أكدها بخصوص عدم ارتباط الفيروس أساسا بهذا الحيوان".

 

يشار إلى أن المغرب كان قد أعلن، يوم الاثنين الماضي، تسجيل ثلاث حالات اشتبه في إصابتها بفيروس جدري القرود، إلا أن الفحوصات جاءت نتائجها سلبية؛ ليبقى المغرب بذلك خاليا من هذه العدوى.