طوابير الخبز والوقود.. مشهد مأساوي يعود إلى شوارع لبنان

اقتصاد

اليمن العربي

مع عودة الارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار، تفجّرت معه أزمات المواد المسعّرة بالدولار، وعادت أزمة المحروقات والخبز والدواء إلى الواجهة.

 

فقد أعلنت الأفران في لبنان اقترابها من مرحلة الخطر، وربما اضطرارها للتوقف عن العمل، في حين توقف عدد من المطاحن عن العمل فعلاً، بعد نفاد الطحين لديها.

 

وأكّد نقيب الأفران في جبل لبنان انطوان سيف، أن الأفران لا تمتلك كمية كبيرة من الطحين، وهي لا تكفي إلا أياماً عدة، حسب حجم الفرن وكمية استهلاكه. 

 

كما أكد وقوع السوق في أزمة، وتوقف 6 مطاحن عن العمل بسبب عدم دفع ثمن القمح في الإهراءات.

 

وهذا الأمر دفع الناس إلى التهافت على الأفران التي شهدت طوابير طويلة طلبا للخبز، في ظل انقطاعه من فترة الظهيرة من المتاجر والسوبرماركت.

 

 المحروقات

 

من جهة ثانية عادت طوابير السيارات أمام محطات المحروقات، تزامناً مع الحديث عن شح المادة وقد شهدت مدينة بيروت ومناطق أخرى منها صيدا وصور وطرابلس ازدحاماً كبيراً عند المحطات، وتهافتاً على تعبئة البنزين، تزامناً مع إغلاق عشرات محطات المحروقات أبوابها اليوم، بذريعة نفاد البنزين من خزاناتها.

 

 وذكر بيان الشركات المستوردة للنفط أن تمنّع محطات أخرى عن بيع مخزونها، إنما يعود إلى تأخر فتح الاعتمادات المالية من قبل مصرف لبنان لاستيراد البنزين، والذي يتم وفق سعر صرف منصة صيرفة، وصرح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات، جورج البراكس، بأن البنزين متوافر في مستودعات الشركات وفي بواخر في البحر، وأن الموضوع متعلق ببعض التأخير بإنجاز معاملات صرف الدولار للشركات المستوردة من قبل المصارف وفقاً لمنصة صيرفة.

 

 الغاز المنزلي

 

ولم تتوقف الأزمة عند البنزين فشركات توزيع الغاز توقفت عن تسليمه أيضاً بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، واضطرارها إلى بيع قارورة الغاز وفق التسعيرة الرسمية بالليرة اللبنانية.

 

وقد أقفلت غالبية معامل الغاز المنزلي، وتوقفت عن تسليم المادة، إلى حين إعادة النظر بإصدار جدول تركيب أسعار جديد.

 

وأعلن نقيب مالكي ومستثمري معامل تعبئة الغاز المنزلي في لبنان، انطوان يمين، أن عدم تمكّن وزارة الطاقة من اللحاق بسعر صرف الدولار ألحق الخسائر بمعامل التعبئة، لذلك اضطرت أكثرية المعامل للتوقف عن تسليم مادة الغاز إلى حين إعادة النظر بإصدار جدول تركيب أسعار جديد، والأخذ في الاعتبار حق المعامل في مقابل من قبل الوزارة.

 

الكهرباء

 

واستكمالا للأزمات اتخذت مؤسسة كهرباء لبنان إجراءات احترازية، لتفادي الوقوع في العتمة الشاملة، وأوقفت إنتاج معمل دير عمار، بهدف إطالة فترة إنتاج الطاقة بحدودها الدنيا لأربعة أيام إضافية تقريباً.

 

وأعلنت مؤسسة الكهرباء في بيان: "أنها لما كانت قد رفعت القدرة الإنتاجية لتغطية فترة الانتخابات النيابية، استهلكت خزينها من المحروقات بوتيرة أسرع خلال تلك الفترة. وحيث أن الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها حالياً من معامل الإنتاج لدى مؤسسة كهرباء لبنان تعتمد فقط على كميات المحروقات التي يتم توريدها لصالحها، بواسطة جانب وزارة الطاقة والمياه وتفادياً للوقوع في العتمة الشاملة، اتخذت إجراءات احترازية إضافية، قضت بإيقاف، قسرياً، إنتاج معمل دير عمار، الذي لا يزال خزينه يحتوي على كمية 3700 م3، وذلك لحين استهلاك كامل خزين معمل الزهراني المتبقي في اليومين القادمين، ليصار من ثم إلى إعادة وضع معمل دير عمار في الخدمة مجدداً لإطالة فترة إنتاج الطاقة بحدودها الدنيا لأربعة أيام إضافية تقريباً".

 

ومن المرتقب، حسب بيان الشركة، أن تصل يوم الجمعة المقبل الناقلة البحرية "SEALION I"، المحملة بمادة الغاز أويل إلى المياه الإقليمية اللبنانية، للتوجه مباشرة إلى مصب معمل الزهراني على أمل أن يتم تفريغ حمولة الناقلة البحرية المعنية، وتعويض خزين مادة الغاز أويل قبل مساء يوم الإثنين القادم، وذلك استمرارا في تأمين الحد الأدنى من التغذية بالتيار الكهربائي.