روسيا وأوكرانيا تعلقان مفاوضات "إنهاء الحرب"

عرب وعالم

اليمن العربي

علقت أوكرانيا وروسيا، الثلاثاء، مفاوضات السلام الرامية إلى إنهاء الحرب في الوقت الراهن.

 

وقال المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك على التلفزيون الرسمي لبلاده، إنه لا يمكن تحقيق تقديم في المحادثات إذا لم تعترف روسيا بالوضع على الأرض.

 

وأضاف بودولياك قائلا: "إنهم يعيشون حتى اليوم في عالم يفترض أن به نازية أوكرانية"، مضيفا أنه لا توجد سوى نازية روسية.

 

وأكد أنه لا يمكن مناقشة وقف إطلاق النار إلا بعد الانسحاب الكامل للقوات الروسية، مع التحرير الكامل لكل الأراضي المحتلة.

 

وكانت روسيا أكدت في وقت سابق اليوم انتهاء المحادثات حيث قال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو للصحفيين: "لا، المفاوضات ليست مستمرة. فأوكرانيا انسحبت عمليا من العملية التفاوضية".

 

وأكد المسؤول الروسي أنه لا توجد مفاوضات حاليا بأي شكل من الأشكال مع كييف.

 

ونهاية الشهر الماضي، قال الرئيس الروسي إن كييف أظهرت أنها ليست مستعدة للبحث عن حلول مقبولة للطرفين واتهم الجانب الأوكراني بعدم الثبات على المواقف في المفاوضات.

 

ويأتي الإعلان المتبادل الأوكراني الروسي لوقف المفاوضات، في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الأوكرانية أنّ أكثر من 260 عسكرياً أوكرانياً، بينهم 53 جريحاً، تمّ إجلاؤهم، الإثنين، من مجمّع آزوفستال للصلب.

 

ويعد مجمّع آزوفستال آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية جنوب شرق البلاد والتي تسيطر عليها القوات الروسية.

 

وقالت نائبة وزير الدفاع هانا ماليار في رسالة مصوّرة إنّه في 16 مايو/أيار تمّ إخلاء 53 (عسكرياً) جريحاً إصاباتهم خطرة من آزوفستال إلى نوفوازوفسك لتلقّي الرعاية الصحّية.

 

وأضافت أنه تم نُقل 211 آخرون إلى أولينيفكا عبر ممرّ إنساني.

 

وأشارت إلى أنّ هؤلاء العسكريين سيتمّ لاحقاً تبادلهم كون المدينتين اللتين نقلوا إليهما تخضعان لسيطرة القوات الروسية وقوات أوكرانية انفصالية موالية لموسكو.

 

ورأت رويترز حافلات تغادر مصنع آزوفستال للصلب الليلة الماضية ووصلت خمسة منها إلى مدينة نوفوازوفسك التي تسيطر عليها روسيا.

 

وفي إحدى الحافلات، التي تحمل علامة الحرف "زد" التي أصبحت رمزا على الهجوم الروسي، رقد جنود مصابون على محفات وأُخرج أحد المصابين على كرسي متحرك وكان رأسه ملفوفا بضماد سميك.

 

وأظهرت تسجيلات فيديو أصدرتها وزارة الدفاع الروسية مغادرة المقاتلين للمصنع وبعضهم محمولا على محفات والبعض الآخر رافعا يديه انتظارا لتفتيش القوات الروسية لهم.

 

وقالت روسيا إن 256 مقاتلا أوكرانيا وضعوا سلاحهم واستسلموا منهم 51 مصابا بجروح خطيرة. وقالت أوكرانيا إن 264 جنديا منهم 53 مصابا غادروا المصنع والجهود جارية لإجلاء آخرين ما زالوا بالداخل.

 

وقالت الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان حامية ماريوبول أتمت مهمتها القتالية.

 

وأضاف البيان: "القيادة العسكرية العليا أمرت قادة الوحدات المتمركزة في آزوفستال بإنقاذ حياة الأفراد... المدافعون عن ماريوبول هم أبطال زماننا".

 

وينهي الاستسلام فيما يبدو معركة ماريوبول التي تعتقد أوكرانيا أن عشرات الآلاف قُتلوا فيها تحت القصف والحصار الروسي الذي استمر شهورا.

 

وتحولت المدينة الآن إلى أنقاض. والسيطرة الكاملة عليها هي أكبر نصر تحققه القوات الروسية في الحرب أخذا في الاعتبار أنها تسيطر بالكامل الآن على ساحل بحر آزوف وعلى منطقة متصلة تمتد في شرق وجنوب أوكرانيا بحجم اليونان.

 

لكن ذلك يأتي بعد تقهقر الحملة الروسية في مناطق أخرى إذ تراجعت قواتها التي تطوق مدينة خاركيف في الشمال الشرقي في الفترة الأخيرة بأسرع وتيرة منذ طردها من الشمال والمنطقة المحيطة بالعاصمة كييف في نهاية مارس آذار.

 

ولم تورد السلطات على الجانبين أي إشارات عن مصير آخر المدافعين عن ماريوبول، ويبحث المسؤولون الأوكرانيون شكلا من أشكال المبادلة بأسرى روس لكنهم لم يوردوا تفاصيل.

 

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه في الصباح الباكر: "نأمل أن نتمكن من إنقاذ حياة رجالنا... بينهم جرحى يعانون إصابات خطيرة. يتلقون العلاج. أوكرانيا تحتاج لبقاء الأبطال الأوكرانيين على قيد الحياة".