لبنان.. ضربة موجعة لحزب الله بعد النتائج الجزئية للانتخابات بالبلاد

عرب وعالم

اليمن العربي

تعرض حزب الله المدعوم من إيران لضربة في الانتخابات البرلمانية اللبنانية، بعد أن أظهرت النتائج الأولية خسارة بعض أقدم حلفائه، ومع إعلان حزب القوات اللبنانية تحقيق مكاسب.

 

ومع استمرار فرز الأصوات لم تظهر النتيجة النهائية لأول انتخابات منذ الانهيار الاقتصادي اللبناني وانفجار مرفأ بيروت في 2020 الذي دمر أجزاء من العاصمة.

 

وحصل حزب الله المدججة بالسلاح وحلفاؤه على 71 مقعداً في انتخابات 2018 في البرلمان الذي يضم 128 مقعداً، لكن لم يتضح بعد إذا كانوا سيحتفظون بالأغلبية وسيعتمد ذلك على النتائج النهائية ومنها عدد مقاعد السنة.

 

وتشير النتائج المعلنة إلى تشكيل برلمان أكثر تشرذماً وإلى استقطاب حاد بين حلفاء حزب الله ومعارضيه، وهي نتيجة يقول محللون إنها قد تقود إلى طريق مسدود في حين تحاول الفصائل الاتفاق لاقتسام السلطة بتوزيع المناصب الكبيرة في الدولة.

 

وقال مهند حاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط: "إذا انتهت اتفاقات الماضي، أي نوع من السياسة سيتبقى لنا سوى المزيد من التوترات الطائفية وتكرار بعض الاشتباكات التي شهدناها؟".

 

ومن أقوى المفاجآت التي شهدتها الانتخابات خسارة السياسي الدرزي المتحالف مع حزب الله طلال أرسلان، سليل واحدة من أقدم الأسر في الساحة السياسية في لبنان والذي انتخب لأول مرة في 1992، مقعده لصالح مارك ضو الوافد الجديد الذي يعمل وفق أجندة إصلاحية، وذلك حسب مدير الحملة الانتخابية لضو، ومسؤول بحزب الله.

وأشارت النتائج الأولية أيضاً إلى فوز ما لا يقل عن 5 مستقلين آخرين خاضوا حملاتهم على أساس برنامج إصلاحي ومحاسبة الساسة المتهمين بالتسبب في وقوع لبنان في أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية بين 1975 و 1990.

صفعة كبرى

وتعني المكاسب التي أعلنها حزب القوات اللبنانية، الذي يعارض حزب الله بشدة، أنه سيتفوق على التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله، ليكون أكبر حزب مسيحي في البرلمان.

 

وقالت أنطوانيت جعجع رئيسة المكتب الصحافي لحزب القوات اللبنانية إنه حصل على ما لا يقل عن 20 مقعداً من 15 مقعداً في 2018، وقال سيد يونس رئيس الجهاز الانتخابي لحزب التيار الوطني الحر إن التيار حصل على 16 مقعداً من 18 في 2018.

 

ويعد التيار الوطني الحر أكبر حزب مسيحي في البرلمان منذ أن عاد مؤسسه، الرئيس ميشال عون، من المنفى في 2005 بفرنسا، وكان عون وزعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خصمين في الحرب الأهلية.

 

وتأسس حزب القوات اللبنانية خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاماً، ودعا مراراً حزب الله المدعوم من إيران إلى التخلي عن ترسانته، وقال حاج علي: "حلفاء حزب الله المسيحيون فقدوا تمثيلهم للأغلبية المسيحية"، ووصف ذلك بـ "صفعة كبيرة" لزعم حزب الله أنه يتمتع بتأييد مختلف الطوائف لترسانته القوية.

 

واحتفظ حزب الله وحليفته حركة أمل برئاسة نبيه بري رئيس البرلمان بتمثيلهما للشيعة، وفازا بجميع مقاعد طائفتهما وفقاً للبيانات الأولية من الحزبين.

 

ولم يتضح بعد إذا كان حلفاء حزب الله سيحصلون على المقاعد التي تركت شاغرة بعد انسحاب السياسي السني سعد الحريري خاصة في بيروت، وشمال لبنان.

 

وحقق مرشح معارض تقدماً كبيراً في منطقة بجنوب لبنان يسيطر عليها حزب الله، وقال مسؤولان في الحزب إن "طبيب العيون إلياس جرادي فاز بمقعد للمسيحيين الأرثوذكس كان يشغله في السابق أسعد حردان، من الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهو حليف مقرب من حزب الله وعضو برلماني منذ 1992".

 

وقال جرادي إنها "بداية جديدة للجنوب وللبنان ككل"، وقال نديم حوري المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي إن "نتائج 14 أو 15 مقعداً ستحدد الأغلبية"، مضيفاً "ستكون هناك كتلتان متعارضتان هما حزب الله وحلفاؤه من جهة، والقوات اللبنانية وحلفاؤها من جهة أخرى، وستدخل في المنتصف هذه الأصوات الجديدة".