ختام الأسواق.. النفط والذهب يروضان "ثور وول ستريت" والدولار

اقتصاد

اليمن العربي

قفزت أسعار النفط والذهب ختام تداولات الأربعاء، في مقابل انهيار سوق الأسهم لدى وول ستريت وتراجع الدولار وعوائد السندات الأمريكية.

 

أسعار النفط اليوم

 

ارتفعت أسعار النفط أكثر من 5% ختام تعاملات الأربعاء، مع انخفاض إمدادات الغاز الروسي لأوروبا وفرض روسيا عقوبات على شركات غاز أوروبية، فيما يزيد الغموض في أسواق الطاقة العالمية.

 

وارتفعت أسعار النفط والغاز منذ بداية العملة العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية خلال فبراير/شباط، وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد ذلك عقوبات شديدة على روسيا. وتم فرض قيود على تجارة الخام، بينما هددت روسيا بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا، على الرغم من أنها لم تصل إلى هذه الخطوة.

 

وتراجعت تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بمقدار الربع اليوم الأربعاء بعد أن أوقفت كييف استخدام نقطة عبور رئيسية للغاز، وألقت باللوم على تدخل القوات الروسية المحتلة. كانت هذه هي المرة الأولى التي تتعطل فيها الصادرات عبر أوكرانيا منذ الغزو.

 

وأثارت هذه الخطوة مخاوف من حدوث انقطاعات مماثلة حتى مع ارتفاع الأسعار بالفعل. وفرضت روسيا اليوم عقوبات على 31 شركة مقرها دول فرضت عقوبات على موسكو بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط.

 

وارتفعت أسعار خام برنت 5.05 دولار أو 4.9% عند التسوية إلى 107.51 دولار للبرميل.

 

وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 5.95 دولار للبرميل، أو 6% إلى 105.71 دولار.

 

وهدد الاتحاد الأوروبي بفرض حظر كامل لواردات النفط الروسي، غير أن المفاوضات بشأنه ما زالت مستمرة. ونظرا لدور روسيا كأكبر مصدر للخام والوقود، تسببت الاضطرابات- التي من المتوقع أن تتفاقم- في شح بالأسواق في أنحاء العالم، خاصة بالنسبة للمنتجات المكررة مثل الديزل.

 

ولا يزال الاتحاد الأوروبي يجري مفاوضات حول حظر واردات النفط الروسي وهو ما يقول محللون إنه سيفاقم نقص الإمدادات إلى السوق ويغير اتجاهات التجارة. وتأجل التصويت الذي يتعين أن يكون بالإجماع إذ تتمسك المجر بموقفها المعارض للحظر.

 

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت بأكثر من ثمانية ملايين برميل في الأسبوع الأخير، بسبب سحب كميات كبيرة جديدة من الاحتياطيات الاستراتيجية. وتتزايد مخزونات الخام التجارية بعدما اختار البيت الأبيض ضخ النفط بالسوق لمواجهة ارتفاع الأسعار.

 

ومع ذلك، استمرت أسعار الوقود في الارتفاع مع انخفاض طاقة التكرير وزيادة الطلب على المنتجات في جميع أنحاء العالم- في الوقت الذي تقلصت فيه الصادرات الروسية. وعلى الرغم من زيادة مخزونات الخام، تراجعت مخزونات البنزين بمقدار 3.6 مليون برميل في الأسبوع الأخير.

 

وارتفعت أسعار النفط في عام 2022 بعد أن زادت الحرب الروسية في أوكرانيا المخاوف المتعلقة بالإمدادات، حيث وصل سعر برنت إلى 139 دولارا للبرميل في مارس آذار وهو أعلى مستوياته منذ 2008. وكانت المخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي في الصين بسبب قيود احتواء كوفيد-19 ورفع أسعار الفائدة الأمريكية وراء تراجع أسعار النفط هذا الأسبوع.

 

الذهب يلمع بفضل التضخم

 

استأنف الذهب الصعود ختام تعاملات الأربعاء بعد تراجع لفترة وجيزة بسبب صدور بيانات التضخم الأمريكية، مع هبوط الدولار بعد البيانات التي أظهرت تباطؤا طفيفا في نمو أسعار المستهلكين الأمريكيين.

 

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.8% إلى 1852.65 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 1814 بتوقيت جرينتش. وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.7% عند التسوية لتصل إلى 1853.70دولار.

 

وأظهرت البيانات الأمريكية أن نمو أسعار المستهلكين تباطأ بشكل حاد في أبريل/نيسان مع تراجع أسعار البنزين عن المستويات المرتفعة القياسية، مما يشير إلى أن التضخم قد بلغ ذروته على الأرجح. لكن من المرجح أن يظل مرتفعا لفترة من الوقت، مما يبقي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) على مسار رفع أسعار الفائدة.

 

وانخفض مؤشر الدولار 0.1%، بعدما ارتفع في البداية عقب صدور بيانات التضخم، فيما أعطى الذهب المزيد من الدعم.

 

والذهب شديد الحساسية لرفع سعر الفائدة الأمريكية في الأمد القصير الذي يزيد تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر فائدة.

 

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 1.6% إلى 21.58 دولار للأوقية. وارتفع البلاتين 3.7% إلى 999.33 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاديوم 1% إلى 2044.17 دولار.

 

التضخم يأكل مكاسب الدولار

 

تراجع سعر الدولار مساء الأربعاء بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية أن التضخم لا يزال مرتفعا، لكن من غير المرجح أن يدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى التحول إلى سياسة نقدية أكثر تشددا.

 

وقالت وزارة العمل الأمريكية الأربعاء، إن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 0.3% الشهر الماضي، وهو أقل ارتفاع منذ أغسطس/آب، مقابل ارتفاع 1.2% على أساس شهري في مؤشر أسعار المستهلكين في مارس/آذار والذي شكل أكبر قفزة منذ سبتمبر/أيلول 2005.

 

وعلى أساس سنوي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 8.3%، مقارنة مع توقعات بلغت 8.1%، ولكن أقل من 8.5% في الشهر السابق.

 

وأشارت البيانات إلى أن التضخم ربما بلغ ذروته، لكن من غير المرجح أن يتراجع سريعا بما من شأنه أن يدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى تغيير خططه الحالية لتشديد السياسة.

 

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمته أمام ست عملات، إلى 103.37 قبل صدور البيانات، غير أنه قفز بعد نشرها مباشرة ليسجل أعلى مستوى في الجلسة 104.13، بالقرب من أعلى مستوى في 20 عاما الذي بلغ 104.19 يوم الاثنين.

 

غير أن التعاملات شهدت تقلبا بعد صدور البيانات، حيث تراجعت العملة الأمريكية من مستوياتها المرتفعة وجرى تداولها في أحدث تعاملات منخفضة 0.029% إلى 103.890. وهبط اليورو 0.07% إلى 1.052 دولار.

 

وارتفع سعر الدولار بأكثر من 8% هذا العام مع تشديد البنك المركزي الأمريكي سياسته النقدية. ورفع البنك فائدة أموال ليلة واحدة 50 نقطة أساس الأسبوع الماضي وهي أعلى زيادة منذ 22 عاما.

 

واستوعبت الأسواق رفعا آخر متوقعا بخمسين نقطة أساس على الأقل في يونيو/حزيران وفقا للجنة السوق المفتوحة التابعة لمجلس الاحتياطي الاتحادي.

 

وارتفع اليورو بعد أن أكد البنك المركزي الأوروبي التوقعات بأنه سيرفع سعر الفائدة القياسي في يوليو/تموز للمرة الأولى منذ أكثر من عقد لمحاربة التضخم الذي بلغ مستوى قياسيا، مع تلميح بعض صانعي السياسة اليوم الأربعاء إلى المزيد من الارتفاعات لاحقا.

 

وزاد الين 0.48% إلى 129.79 ين للدولار، بينما جرى تداول الجنيه الإسترليني في أحدث تعاملات منخفضا 0.52 إلى 1.2258 دولار.

 

وتراجع سعر العملة المشفرة بتكوين 3.88% إلى 29797.31 دولار بعد انخفاضها دون 30 ألفا أمس الثلاثاء لأول مرة منذ يوليو/تموز من العام الماضي.

 

ثور "وول ستريت" يقع من القلق

 

أغلقت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على انخفاض ختام تداولات الأربعاء، وتصدر ناسداك الخسائر، بعد صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة والتي لم تفلح في تهدئة قلق المستثمرين من رفع أسعار الفائدة.

 

ووفقا لبيانات أولية، فقد تراجع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 65.51 نقطة أو 1.64% ليغلق عند 3935.54 نقطة.

 

وخسر المؤشر ناسداك المجمع 370.94 نقطة أو 3.16% ليهبط إلى 11366.73 نقطة. كما تراجع المؤشر داو جونز الصناعي 325.42 نقطة أو 1.01% إلى 31835.32 نقطة.