انقسام أوروبي حول النفط الروسي.. "عقوبات واستثناءات"

اقتصاد

اليمن العربي

تصاعد الخلاف بين دول الاتحاد الأوروبي قبيل إعلان العقوبات على روسيا جراء الحرب الأوكرانية، وأجبرت "القارة العجوز" على تقديم استثناءات.

 

المجر ترفض العقوبات

 

قال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في بيان اليوم الثلاثاء، إن بلاده لن تساند فرض عقوبات تقف حائلا أمام شحنات النفط والغاز الروسية إلى المجر.

 

وأضاف سيارتو في حديثه في قازاخستان أن شحنات النفط الروسية عبر خط أنابيب دروجبا تمثل نحو 65% من النفط الذي تحتاجه المجر ولا توجد طرق إمداد بديلة يمكن أن تحل محل ذلك.

 

إيطاليا تواجه أزمة في الشتاء

 

قال وزير البيئة الإيطالي روبرتو سينجولاني اليوم الثلاثاء إن إيطاليا ستواجه صعوبات شديدة في مخزون الغاز إذا انقطعت إمدادات الغاز الروسي الآن، مضيفا ان ذلك سيمثل مشكلة في موسم الشتاء.

 

وأضاف سينجولاني أمام مجلس النواب "من المهم الحفاظ على التدفقات الروسية حتى نهاية 2022، لنتمكن من مواجهة الشتاء والسماح بالاستغناء التدريجي عن الإمدادات الروسية بشكل آمن".

 

ومضى قائلا إن تحديد سقف لسعر الغاز على مستوى البلاد في إيطاليا سيكون "صعبا للغاية" وإنه يتعين فعل ذلك على مستوى الاتحاد الأوروبي.

 

وتابع تشينجولاني أن بلاده تأمل في إنهاء اعتمادها على الغاز الروسي في النصف الثاني من 2024.

 

وأضاف تشينجولاني لصحيفة لا ريبوبليكا اليومية "يجب أن نحقق الاكتفاء الذاتي بحلول النصف الثاني من 2024. يمكننا الاستغناء عن استيراد الغاز الروسي".

 

ورد تشينجولاني على سؤال عن آلية دفع ثمن الغاز بالروبل الروسي قائلا إنه يتعين على مفوضية الاتحاد الأوروبي اتخاذ موقف سياسي "واضح لا لبس فيه" لتجنب تحميل المسؤولية لدول منفردة أو لشركات النفط والغاز.

 

ودعا رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي اليوم الثلاثاء الاتحاد الأوروبي إلى التصرف حيال ارتفاع تكاليف الطاقة، قائلا إن هناك حاجة إلى "حلول هيكلية".

 

وقال دراجي في كلمته أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج "ستكون تكلفة الطاقة محور الاجتماع القادم للمجلس الأوروبي".

 

وأضاف "نحتاج قرارات عاجلة وقوية"، مشيرا إلى أنه يتعين على التكتل الأوروبي تبني مخططات التعافي من جائحة كوفيد-19 وتبعات الأزمة الأوكرانية وارتفاع تكاليف الطاقة.

 

عقوبات واستثناءات.. "أوروبا وأدمان النفط الروسي"

 

شرع الاتحاد الأوروبي مساء الإثنين في استعدادات لفرض عقوبات على النفط الروسي، مع استثناءات محتملة للدول التي يساورها القلق، وحذر من أن الامتثال الكامل لخطة موسكو المقترحة لتلقي مدفوعات الغاز بالروبل من شأنه أن ينتهك عقوبات الاتحاد الأوروبي الحالية.

 

ومن المتوقع أن تقترح المفوضية الأوروبية حزمة سادسة من عقوبات الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، تتضمن فرض حظر محتمل على شراء النفط الروسي، وهو إجراء من شأنه أن يحرم موسكو من تدفق عائدات كبير. لكن دول الاتحاد الأوروبي لا تزال منقسمة حول ذلك حتى الآن.

 

وتشكل إمدادات الغاز الروسية 40% من احتياجات الاتحاد الأوروبي، في حين يشكل النفط الروسي 26% من واردات التكتل.

 

وقال مسؤولون مساء الإثنين إنه من أجل الحفاظ على وحدة الاتحاد الذي يضم 27 دولة ربما تعرض المفوضية على المجر وسلوفاكيا إعفاء أو فترة انتقالية طويلة، ومن المرجح أن يتم تنفيذ الحظر الشامل تدريجيا بنهاية العام.

 

وتعتمد المجر وسلوفاكيا بشكل كبير على الخام الروسي. وقالت المجر إنها ستعارض عقوبات الطاقة.

 

وبدا أن مقاومة الدول الأخرى للحظر النفطي بدأت تضعف قبل اجتماع مقرر يوم الأربعاء يناقش فيه سفراء دول الاتحاد الأوروبي العقوبات المقترحة.

 

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، الإثنين، "تمكنا من الوصول إلى وضع تستطيع فيه ألمانيا أن تتحمل حظرا نفطيا".

 

وقالت وزيرة المناخ والطاقة النمساوية ليونور جويسلر إن فيينا ستوافق على عقوبات نفطية إذا وافقت الدول أخرى.

 

ودفعت دول الاتحاد الأوروبي أكثر من 47 مليار يورو (47.43 مليار دولار) لروسيا مقابل الغاز والنفط منذ غزوها أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، وفقا لمركز أبحاث الطاقة والهواء النقي.

 

محادثات أزمة الغاز

 

في اجتماع وزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي اليوم، سعى الاتحاد لتوضيح موقفه من مطالب روسيا بأن تدفع الدول فعليا مقابل الغاز بالروبل وإلا واجهت احتمال فقد إمداداتها.

 

وأوقفت روسيا إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا الأسبوع الماضي بعد أن رفضتا تلبية مطالبها بشأن الدفع بالروبل، مما أثار مخاوف من أن يشمل مثل هذا الإجراء دولا أخرى لاحقا.

 

وقالت المفوضية الأوروبية اليوم الاثنين إن الامتثال الكامل لخطة روسيا المقترحة من شأنه خرق عقوبات الاتحاد الأوروبي الحالية على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، لكنها وعدت بمزيد من التوجيهات التفصيلية بشأن ما يمكن للشركات فعله قانونيا.

 

وقالت كادري سيمسون مفوضة شؤون الطاقة بالاتحاد الأوروبي في مؤتمر صحفي عقب اجتماع الوزراء "الدفع بالروبل من خلال آلية التحويل التي تديرها السلطات العامة الروسية وحساب ثان مخصص لذلك في جازبروم بنك انتهاك للعقوبات ولا يمكن قبوله".

 

وقالت موسكو إنه يتعين على الجهات الأجنبية التي تشتري الغاز إيداع اليورو أو الدولار في حساب في جازبروم بنك الروسي المملوك للقطاع الخاص لتحويلها للروبل.

 

ومع مواجهة العديد من الشركات الأوروبية مهلة نهائية لسداد ثمن الغاز في وقت لاحق هذا الشهر فإن دول الاتحاد الأوروبي تحتاج بشكل ملح توضيح ما إذا كان بإمكان الشركات الاستمرار في شراء الوقود دون انتهاك عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.

 

كانت المفوضية الأوروبية قد ذكرت الشهر الماضي أن الامتثال لخطط روسيا ربما يشكل انتهاكا لعقوبات الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي أشارت فيه أيضا إلى أنه بإمكان الدول سداد المدفوعات دون خرق العقوبات إذا أعلنت أن الدفع قد اكتمل بمجرد سداده باليورو وقبل تحويله إلى الروبل.

 

أسعار النفط اليوم

 

تراجعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء تحت ضغط الإغلاق في الصين بسبب كوفيد-19 والذي قد يؤثر على الطلب، لكن الأسعار وجدت دعما من حظر نفطي أوروبي محتمل على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.

 

وتجري بكين، التي تسجل عشرات الإصابات الجديدة بفيروس كورونا يوميا، فحوصا جماعية للسكان لتجنب فرض إغلاق مشابه لما فعلته شنغهاي خلال الشهر الماضي. وأُغلقت مطاعم العاصمة لتناول الطعام داخلها وأُغلقت بعض المجمعات السكنية.

 

ونزل خام برنت القياسي 1.22 دولار أو 1.1% إلى 106.36 دولار للبرميل في الساعة 0812 بتوقيت جرينتش. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 50 سنتا أو 0.5% إلى 104.67 دولار للبرميل.

 

وقال فيفيك دار محلل السلع في بنك الكومنولث "الدافع الإيجابي هو الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي وما إذا كان سيتم الإعلان عن ذلك.

 

"الدافع السلبي هو الإغلاق في الصين بسبب كوفيد. الأمران مهمان للغاية".

 

وبلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها في عدة سنوات هذا العام، إذ وصل سعر خام برنت إلى 139 دولارا في مارس/آذار، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008، بعد أن فاقم غزو موسكو لأوكرانيا المخاوف من نقص الإمدادات.