في أول جولة ميدانية.. محتجون يرشقون ماكرون بـ"الطماطم"

عرب وعالم

اليمن العربي

رُشق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، بالطماطم لكنه لم يصب، في أول جولة ميدانية له، منذ فوزه بولاية رئاسية جديدة.

 

وفيما كان الرئيس يتبادل أطراف الحديث مع مارة في وسط سوق سيرجي-بونتواز في الضاحية الشمالية الغربية لباريس، ألقي باتّجاهه طماطم كرزية لم تصبه.

 

وعمد عناصر الأمن الذين كانوا يتولون حراسة الرئيس إلى فتح "مظلة" لحمايته ومرافقته إلى المنطقة المغلقة في السوق.

 

ونفى مقرّبون من ماكرون أن تكون الطماطم قد أصابت الرئيس، موضحين أن المظلة فتحت بسبب التوتر الذي أصاب الحشود.

 

والجولة الميدانية هي الأولى لماكرون منذ فوزه بولاية رئاسية ثانية، وهي جرت عموما في أجواء هادئة.

 

وفاز ماكرون الأحد بولاية رئاسية ثانية حاصدا 58,55% من الأصوات في مقابل 41,45% لمنافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان، وفق أرقام رسمية صادق عليها الأربعاء المجلس الدستوري المكلّف الإشراف على حسن سير الانتخابات ودستورية القوانين، وشهد الاقتراع مقاطعة انتخابية بلغت 28,01%.

 

وقال رئيس المجلس الدستوري لوران فابيوس: "نال إيمانويل ماكرون الغالبية المطلقة للأصوات، بالتالي يعلن المجلس الدستوري أن ماكرون انتُخب رئيسا للجمهورية، وفي المجمل، احترمت قواعد العملية الانتخابية".

 

ماكرون يسعى لاستمالة اليسار

 

وفي مسعى لاستمالة الناخبين اليساريين قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في يونيو/حزيران، قام ماكرون بزيارة مفاجئة إلى إحدى ضواحي العاصمة باريس تسكنها أغلبية من الطبقة العاملة ذات الميول اليسارية في أول جولة رسمية منذ انتخابه لفترة جديدة. 

 

وتجول ماكرون في سوق للمواد الغذائية في بلدة سيرجي وصافح عددا من الشبان وتجاذب معهم أطراف الحديث والتقطوا صورا معه فيما قال قصر الإليزيه إنها وسيلة لإظهار أنه "يستمع إلى مخاوف الناس وتوقعاتهم واحتياجاتهم".

 

ويواجه ماكرون المنتمي لتيار الوسط اتهامات منذ وقت طويل بأنه منعزل عن المواطنين ويميل للنخبة وهو ما منع بعض الناخبين اليساريين من التصويت له في جولة الإعادة التي جرت الأحد الماضي ضد المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان.

 

وقال ماكرون للصحفيين في سيرجي التي فاز فيها المرشح اليساري المتطرف جان-لوك ميلونشون بنصف الأصوات تقريبا في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة "أريد أن أقدم من بداية ولايتي الجديدة رسالة احترام ومراعاة لهذه المناطق التي تعد من بين أفقر المناطق في البلاد".

 

وتقول مصادر مقربة من ماكرون إنه بحاجة إلى مواجهة التحدي الذي يمثله ميلونشون في الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 و19 يونيو/حزيران، وهي عقبة حاسمة ستحدد قدرة الرئيس على الحكم للسنوات الخمس المقبلة.

 

ووفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة إيلاب لقناة (بي.إف.إم) التلفزيونية فإن نحو 61% من الناخبين الفرنسيين يفضلون أن تسفر الانتخابات البرلمانية عن أغلبية معارضة لماكرون. وتزيد تلك النسبة إلى 69% بين الناخبين من الطبقة العاملة وإلى ما يقرب من 90% بين الناخبين من اليمين المتطرف واليسار المتطرف.

 

ويأتي ذلك على الرغم من أن استطلاعا آخر أُجرى هذا الأسبوع أظهر أن ماكرون في طريقه للفوز بأغلبية مطلقة في الانتخابات البرلمانية أيضا.

 

وبرزت تكاليف المعيشة كأولوية للناخبين في انتخابات هذا العام. كما يتزامن ذلك مع ارتفاع حاد في أسعار الغذاء والطاقة والبنزين التي كان من بين أسبابها الاضطرابات التي أعقبت جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا.

 

ويقول مسؤولون من مناطق الطبقة العاملة إن الناخبين غاضبون بشكل خاص من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بما يشمل الخبر والأرز وزيت دوار الشمس المنتج في أوكرانيا.