بلدان على حافة الانهيار.. متى تعلن الدولة إفلاسها؟

اقتصاد

اليمن العربي

عاد مصطلح إفلاس الدول للتداول، مع ارتفاع حدة المخاطر العالمية، التي قد تهدد دولة ما بالعجز عن الإيفاء بالتزاماتها.

 

ونشرت مؤخرا عديد التقارير المرتبطة باحتمالية ظهور حالات إفلاس لدول تواجه مخاطر عالية، بسبب تبعات الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع نسب الدين العام، وعجز الحكومات عن سداد الديون.

 

إفلاس الدول أو "bankrupt"، الكلمة مشتقة من الكلمة الإيطالية banca rotta، والتي تُترجم إلى "البنك المكسور"، هذا بداية هو أصل كلمة إفلاس الدول في اللغة الإنجليزية.

 

دول عربية مهددة بالإفلاس

 

على المستوى العربي، تواجه دول مثل لبنان الذي يتجاوز إجمالي الدين العام 150% من الناتج المحلي الإجمالي خطر إعلان الإفلاس، والمتوقع له في حال فشل المحاولات مع صندوق النقد الدولي.

 

كذلك، يعاني اليمن هو الآخر من أزمات مالية، على الرغم من عدم توفر أرقام رسمية حول قيمة الدين العام المستحق عليه، إلا أنه هو الآخر غير قادرة على الإيفاء بالتزاماته تجاه المجتمع.

 

وبدرجة أقل، تعاني مصر من ارتفاع متسارع في الدين الخارج والذي تتجاوز 145 مليار دولار أمريكي، وسط خطوات تتبعها الدولة لضبط أسعار الصرف من خلال خفض سعره بنسبة 18% الشهر الماضي.

 

وتسود مخاوف في الشارع المحلي، بإجراء تعويم جديد لسعر الصرف، يجعل السوق (العرض والطلب) يتحكم في سعر الجنيه أمام النقد الأجنبي خاصة الدولار، ما يعني أنها ستكون ثاني حالة تعويم في غضون 6 سنوات.

 

متى تفلس الدولة؟

 

يحدث إفلاس الدول عندما تجتمع عدة أزمات مع بعضها البعض، وهي: عجز الدولة عن سداد أقساط قروضها لعدم توفر الأموال، وعجزها عن سداد قيمة وارداتها من السلع والخدمات، والعجز عن دفع رواتب الموظفين، والعجز عن السيطرة على العملة المحلية وفقدان الاحتياطات الأجنبية.

 

وتعرضت عديد الدول حول العالم منذ الحرب العالمية الثانية إلى حالات إفلاس، ومنها على سبيل المثال، روسيا في أغسطس/آب 1998؛ حينها عجزت البلاد عن سداد ديون قدرها 72 مليار دولار، الأمر الذي هز الاقتصاد العالمي بأكمله.

 

وبدأت المشكلة في أغسطس/آب 1998 عندما تخلفت الدولة عن سداد التزامات الخزانة المحلية، وفيما بعد التزاماتها بالعملة الأجنبية وسنداتها بالعملات الأجنبية. تمت إعادة هيكلة ديون روسيا في نهاية المطاف في السنوات اللاحقة

 

- الأرجنتين 2001: ماذا يحدث عندما تختار دولة عدم سداد ديونها وتخبر دائنيها بشكل أساسي أن يضيعوا؟ هذا ما فعلته الأرجنتين في عام 2001، عندما كانت البلاد تعاني من ديون ضخمة، ولم تكن هناك وظائف وكان مثيري الشغب قد نزلوا إلى الشوارع.

 

كانت الأرجنتين قد ربطت عملتها بالولايات المتحدة، معلنة أن 1 بيزو يساوي 1 دولار أمريكي؛ ولكن مع نمو الاقتصاد الأمريكي، لم يكن هناك من طريقة يمكن للأرجنتين أن تواكبها، حينها لم يستطع صانعو السياسة تخفيض قيمة البيزو أو طباعة المزيد من الأموال أو حتى زيادة الإنفاق الحكومي خوفًا من أن يظن المستثمرون أنهم تراكموا ديونًا مفرطة.

 

في تلك الحالة، أصيبت البلاد بالشلل التام من أن يكونوا قادرين على فعل أي شيء، حينها أعلن الرئيس أدولفو رودريغيز في نهاية المطاف تعليق سداد ديون البلاد.

 

- أوروجواي - مايو 2003 - امتدت مشاكل الأرجنتين إلى أوروجواي، حيث تخلفت الحكومة عن سداد ديون بقيمة 5.7 مليار دولار في مايو 2003. أكملت الدولة في النهاية إعادة هيكلة التزامات ديونها مع حاملي السندات.

 

- جمهورية الدومينيكان - أبريل 2005 - تخلفت عن سداد ديون بقيمة 1.62 مليار دولار في أبريل 2005؛ وأكملت في نهاية المطاف إعادة هيكلة الديون التي انتهت بمد أجل استحقاق التزامات ديونها بمقدار خمس سنوات.

 

الإكوادور - ديسمبر 2008: تخلفت عن سداد التزامات ديون بقيمة 3.2 مليار دولار بعد أن وصفت العديد من عروض ديونها السابقة بأنها "غير شرعية وغير شرعية". 

 

هل هناك إيجابيات لإعلان إفلاس الدول؟

 

نعم، يساعد إعلان الإفلاس في تجنب الدول المفلسة خطابات طلب السداد التي لا تنتهي والتهديدات القانونية والمكالمات من الدائنين.

 

كما يساعد في الحفاظ على خط أساس معين، على سبيل المثال، تتم حماية ممتلكات الدولة كاملة داخل وخارج البلاد.