بلينكين وأوستن في كييف الأحد.. وماريوبول تأبى الاستسلام

عرب وعالم

اليمن العربي

قال مسؤول أوكراني، السبت، إن روسيا استأنفت هجومها على آخر المدافعين الأوكرانيين المتحصنين في مصنع عملاق للصلب في ماريوبول.

 

ومنذ أيام أعلنت موسكو انتصارها في تلك المدينة الساحلية بجنوب أوكرانيا وأن قواتها ليست بحاجة للسيطرة على المصنع.

 

وبدل اقتحامه أمر الرئيس الروسي بمحاصرة آخر المقاتلين الأوكرانيين بمصنع "آزوف ستال" في مدينة ماريوبول.

 

تغيير تكتيكي يحول خطة اقتحام سبق أن أعلنها الرئيس  الشيشاني رمضان قديروف منذ الثاني من أبريل/نيسان الجاري، إلى "تطويق" المبنى الضخم بالمدينة الساحلية الاستراتيجية.

 

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن جيش بلاده غير مستعد لكسر حصار المدينة الساحلية بالقوة، لكنه قال في مؤتمر صحفي إن كييف لها كل الحق في القيام بذلك.

 

كما أعلن زيلينسكي أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن سيزوران كييف يوم الأحد وأنه يعتزم مناقشة أنواع الأسلحة التي تحتاجها أوكرانيا لمحاربة الغزو الروسي، متوقعا نتائج ملموسة.

 

ولم تؤكد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد أي خطط سفر لبلينكن وأوستن.

 

وأحجمت وزارتا الخارجية والدفاع الأمريكيتين عن التعليق على الأمر.

 

وتحتدم أكبر معركة في الصراع منذ أسابيع مع سعي روسيا للسيطرة على مدينة يُنظر إليها على أنها حيوية لمحاولاتها لربط منطقة دونباس الشرقية بشبه جزيرة القرم التي استولت عليها موسكو في عام 2014.

 

متاهة مضادة للنووي

 

تخشى روسيا من مفاجآت حال اقتحامها للمصنع الذي يعتبر بمثابة مدينة داخل المدينة، ما يضع قواتها في خطر الكمائن والتفجيرات وبالتالي يكبدها خسائر في الأرواح يمكن أن تتفاداها بالتضحية بوقت إضافي بدل تحقيق نصر سريع لكنه مكلف.

 

ومن هذا المنطلق، يبدو أن موسكو الخبيرة بخفايا المصنع الذي بناه السوفيت، تفضل اللعب على وتر الوقت ومسار الحرب بشكل عام وانتصاراتها على الأرض، حتى تحدد بوصلة الصراع لصالحها ما من شأنه أن يشيع نوعا من الإحباط بصفوف المقاتلين الأوكرانيين المرابطين بالمصنع، وقد يدفعهم ذلك للاستسلام، فيكون نصرا بلا خسائر.

 

وبإعلان حصار المصنع، تلعب روسيا أيضا على معنويات الأوكرانيين، لأن سقوط المدينة وبقاءهم داخل حصنهم يعني أنهم سينتهون عاجلا أم آجلا بأيدي الروس، وهو ما يندرج في إطار الحرب النفسية التي تشكل أحد أهم أضلع النزاع.

 

وبناء على ذلك، تخير موسكو البقاء بالمنطقة الآمنة من المصنع الذي يشكل مع شبكته من الأنفاق تحت الأرض متاهة قد تبتلع جنودها.

 

فالمصنع يشكل مدينة كبيرة مترامية الأطراف تمتد على مساحة 4 أميال مربعة على طول الواجهة البحرية لمدينة ماريوبول، ويضم عددا كبيرا من المباني المقاومة للنووي والانفجارات ومسارات السكك الحديدية والأقبية والأنفاق تحت الأرض.

 

ومن الداخل لا يبدو المبنى على ما هو عليه من الخارج، إذ يضم تحته مدينة أخرى مشيدة على طول شبكته الجوفية، وفي طبقته التحتية الأولى، ويوجد طابق مزيف للتمويه يضم المواد الصلبة والتعدين والمواد الخام ليوحي بأنه وحدة تخزين.

 

طابق تمويهي يخفي مدينة سرية تبدأ بالظهور كلما تقدم المرء نحو عمق الأرض، حيث توجد طبقة سفلية ثانية، وتحتها طبقة أخرى تتكون من مزارع تنبت فيها مختلف أنواع الفواكه والخضراوات، ما يعني أن مطعم المصنع قادر على تحقيق اكتفائه الذاتي، وهو ما يفسر صمود مئات أو آلاف المقاتلين المرابطين داخله.

 

وإلى الأسفل، توجد طبقة أخرى فيها مقهى وورشة، وتحتها طبقة تضم مساكن للقاطنين، وفي آخر الطبقات، توجد وحدة نظام ترتبط بوحدات التحكم موزعة على كل أجهزة الكمبيوتر العاملة بالمدينة الصناعية، بنظام اتصالات متطور، ما يجعل المقاتلين داخله قادرين على التواصل مع الخارج ومراقبة الحركة بمحيط المبنى.

 

وفي وقت سابق الخميس، أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف أن القوات الروسية ستسيطر على مصنع آزوف ستال للصلب في ماريوبول، وقال في رسالة صوتية: "قبل وقت الغداء أو بعده سيكون (مصنع) آزوف ستال تحت السيطرة التامة للقوات الروسية".