هذا ما يحدث عند شرب عصير البصل مع العسل

منوعات

اليمن العربي

تدّعي منشورات متداولة بكثافة على مواقع التواصل أن شرب عصير البصل مع العسل من شأنه أن يشفي أمراض الكلى بحيث يُغني عن العلاجات الطبيّة.

 

المنشورات تم تداوله بلغات مختلفة حول العالم، لكن تصديق ما جاء فيها من شأنه أن يشكّل خطراً على مرضى الكلى، بحسب خبراء.

 

جاء في المنشورات أن عالماً صينياً - من دون ذكر اسمه كما هي عادة المنشورات المضلّلة - أوصى "جميع مرضى الكلى بعدم الانصياع لقرارات الأطباء" في العلاجات وفي زرع الكلى.

 

وأضافت المنشورات أن هذا العالم المزعوم "أكّد أن الحلّ يكمن في (..) عصير البصل الأحمر وعسل النحل".

 

واشترط المنشور "التوّقّف تماماً عن تناول الأدوية" لنجاح وصفة البصل والعسل.

 

وحصل هذا المنشور على عشرات آلاف المشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة، وقابله كثير من المستخدمين بالتصديق وبشكر ناشره.

 

ومن المعروف أن الكلى تضطلع بدور لا غنى عنه لجسم الإنسان، وهو تنقية الدم من الفضلات التي يفرزها الجسم.

 

وحين تعجز الكلى عن القيام بوظيفتها هذه، تتجمّع الفضلات السامّة في الدم وتسبب اضطراباً في عمل الجسم، يسمّى بالفشل الكلوي.

 

وتقول الطبيبة الفرنسيّة آن هيلين كيرار، المتخصّصة في أمراض الكلى، لوكالة الأنباء الفرنسية "هذا المرض غير مؤلم، لكنّه قد يكون قاتلاً، وهو يُشخّص بتحليل نسبة الكرياتين في الدم".

 

ومن العلاجات المتّبعة حالياً للفشل الكلوي غسيل الكلى، أو تنقية الدم، أو زرع الكلى.

 

خلطة البصل والعسل؟

لا شكّ أن للبصل والعسل فوائد صحيّة، لكن اعتبارهما علاجاً بديلاً لمرضى الكلى ادّعاء لا دليل عليه.

 

وتقول آن هيلين كيرار "ليس هناك أطعمة ولا علاجات طبيعية معروفة حتى الآن بمداواة الفشل الكلوي".

 

وبحسب الطبيبة، فإن التوصيات الطبية المعتمدة لمرضى الكلى هي "الحذر من الملح واعتماد نظام غذائي صحّي، لا يُفرط بالملح ولا بالسكّر ولا بالدسم".

 

وتوصي المنشورات المتداولة مرضى الكلى بوقف العلاجات التي وصفها لهم أطبّاؤهم والشروع في خلطة البصل والعسل ذات النتائج الخارقة المزعومة.

 

لكن هذه التوصية التي تُقدّم بلهجة واثقة حاسمة، من شأنها أن تودي بحياة المرضى.

 

ويحذّر محمد إبراهيم موداشيرو الطبيب المتخصّص في أمراض الكلى في ساحل العاج لوكالة الأنباء الفرنسية من أن وقف العلاجات أو التداوي الذاتي من دون إشراف طبّي قد تكون له عواقب وخيمة على صحّة المريض.

 

وتؤيّده الطبيبة الفرنسيّة قائلة: "العلاجات الطبيّة المعتمدة تعمل على كبح وتيرة الفشل الكلويّ أو إطالة عمر الكلى، وهذه العلاجات تختلف وتُكيّف بما يُناسب كلّ حالة، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يجري إلا تحت إشراف طبّي".

 

ويُقرّ محمد إبراهيم أن الوقوف في وجه الطبّ التقليديّ أو الشعبي ليس بالأمر اليسير. ويقول "كل ما نوصي به مرضانا هو ألا يُغلّبوا هذه العلاجات التقليدية على الطبّ".

 

وردّاً على ما جاء في المنشورات من أن الكلية التي تُزرع في جسم الإنسان تعود وتتعطّل بعد سنوات، أجاب محمد إبراهيم "الكلية التي تُؤخذ من جسم شخص ميت دماغياً تعمل في جسم مريض الكلى ما بين خمس سنوات وعشر، أما الكلية التي يتبرّع بها شخص وهو على قيد الحياة، فتعمل ما بين عشر سنين وعشرين سنة".

 

وأضاف "ولكن، حتى وإن كان عُمر الكلية المزروعة في الجسم محدوداً، فإنها تبقى علاجاً فعّالاً" خلال هذه السنوات.