دراسة أمريكية تحذر المصابين بالشخير.. ماذا أظهرت؟

منوعات

اليمن العربي

حذرت دراسة أمريكية المصابين بالشخير من أن تجاهل مشكلتهم يزيد من خطر وفاتهم في حوادث السيارات.

 

ولا يدرك كل من يشخر أنه قد يكون في واقع الأمر، مصاباً بحالة صحية تسمى توقف التنفس أثناء النوم أو الـ"sleep apnoea" بالإنجليزية.

 

وانقطاع النفس النومي هو توقف تنفس الشخص لمدة تتراوح من 10 ثوانٍ إلى دقيقة أثناء النوم بسبب ضيق مجرى الهواء لدى الشخص، ويحدث هذا بشكل متكرر أثناء الليل.

 

ويتسبب هذا الأمر في قيام الشخص بإصدار صوت يلهث أو اختناق عرضياً بالإضافة إلى الشخير بصوت عالٍ.

 

ورغم أن الشخص المصاب بانقطاع النفس النومي لا يدرك ذلك، فإن حالته توقظه بشكل متكرر طوال الليل، مما يؤدي إلى زيادة التعب أثناء النهار.

 

وقالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة NHSإنه بدون علاج لمشكلة الشخير، يكون لدى الأشخاص المصابين بهذه الحالة فرصة أكبر للتعرض لحادث خطير ناتج عن الشعور بالنعاس، مثل حادث سيارة، وفقاً لصحيفة "صن" البريطانية.

 

وضعت دراسة جديدة رقماً حول مدى خطورة مثل هذا التعب المزمن، على الأقل فيما يتعلق بالقيادة، إذ قيّم باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في مدينة سانت لويس الأمربكية، عادات القيادة والنوم لـ 96 من البالغين فوق سن الـ 65 عاماً.

 

وأثناء النوم، يعتبر أقل من 5 مرات توقف للتنفس في الساعة، أمراً طبيعياً.

 

ويعد من 5 إلى 15 حالة انقطاع النفس النومي، معدلاً خفيفاً، ومن 15 إلى 30 معتدلاً، وأكثر من 30، شديداً.

 

وبعد أن حصل كل مشارك على درجة شدة توقف التنفس أثناء النوم، تمت مراقبة قيادته لأكثر من عام، مع التركيز على نوبات الكبح الشديد، والإسراع المفاجئ، والسرعة.

 

ووجدت الدراسة أنه مقابل كل 8 انقطاعات إضافية للتنفس في الساعة، تزداد احتمالات القيام بحركة قيادة خطيرة بنسبة 27 %.

 

وقال الدكتور جانيش بابولال، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب والمؤلف المشارك في الورقة البحثية: "لم تكن لدينا كاميرات في المركبات، لذلك لا نعرف بالضبط ما حدث الذي تسبب في قيام شخص ما، على سبيل المثال، بالفرملة بشكل مفاجئ".

 

وأضاف: "لكن يمكن أن يكون شيئاً مثل ضوء التوقف الذي لم يدركوا أنه كان أحمر حتى اقتربوا واضطروا إلى الضغط على الفرامل".

 

وتابع موضحاً: "كلما زاد الشعور بالتعب، قل الاهتمام بالمهمة المطروحة، خاصة إذا كانت جديدة ومتغيرة باستمرار".

 

وأشار: "تحمل القيادة دائماً خطر الاصطدام، وكبار السن معرضون لخطر الإصابة بإصابات أكثر خطورة من البالغين الأصغر سناً، إذا تعرضوا لحادث تصادم، وما نريد أن نفهمه هو ما يعرضهم لخطر أكبر حتى نتمكن من التدخل ومساعدتهم على البقاء خلف عجلة القيادة بأمان ولأطول فترة ممكنة".

 

ووفقاً للصحيفة البريطانية، اعتماداً على شدة انقطاع التنفس أثناء النوم لدى الشخص، قد لا يحتاج إلى علاج.

 

ولكن الباحثين في جامعة واشنطن قالوا إنه عند كبار السن، إذا ساءت حالتهم، تزداد خطورة قيادتهم.

 

وقال بريندان لوسي، أستاذ مساعد في علم الأعصاب وكبير مؤلفي الدراسة: "تشير هذه النتائج إلى أننا قد نرغب في عتبة أقل لتقييم البالغين الأكبر سناً لتوقف التنفس أثناء النوم وتتبع انقطاع التنفس لديهم".

 

وأوضح: "إذا ساءت حالتهم بفعل 8 انقطاعات فقط في الساعة، فقد يكون لذلك آثار سلبية كبيرة على قيادتهم وخطر تعرضهم لإصابة خطيرة".

 

وأضاف أن ما يصل إلى نصف كبار السن يعانون من انقطاع النفس النومي الخفيف.

 

وغالباً ما يكتشف الشخص أنه مصاب بانقطاع التنفس أثناء النوم فقط لأن شريكه يسمع الأصوات التي يصدرها أثناء نومه.

 

كما ربطت دراسات مختلفة بين انقطاع النفس النومي والموت المبكر وارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وحتى الموت بسبب فيروس كورونا المستجد.

 

ويمكن أن يتسبب أيضاً في شعور الشخص بتقلب المزاج والإرهاق ويجعله يكافح من أجل التركيز في وقت النهار، مما قد يؤثر على عمله أو علاقاته.

 

والعلاج الرئيسي لانقطاع التنفس أثناء النوم، وهو فعال للغاية، هو استخدام جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (CPAP).

 

ويتضمن ارتداء قناع على الفم والأنف أثناء النوم، والذي ينفخ الهواء في الممرات الهوائية للمساعدة على إبقائها مفتوحة.