إسرائيل توقف تصاريح دخول الفلسطينيين بعد هجوم تل أبيب

عرب وعالم

أرشفية
أرشفية


ألغى الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس تصاريح دخول لنحو 83 ألف فلسطيني لإسرائيل وقال إنه سيرسل مئات الجنود للضفة الغربية المحتلة بعد هجوم شنه فلسطينيان في تل أبيب وأسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع أمس الأربعاء في مجمع مطاعم شهير قرب وزارة الدفاع الإسرائيلية لكن حماس وجماعات فلسطينية أخرى سارعت للإشادة بالهجوم.

وجاء المهاجمان من منطقة يطا قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة. وكانا يرتديان حلتين ورابطتي عنق وتعاملا باعتبارهما من زبائن مطعم راق قبل أن يسحبا سلاحيهما الآليين ويفتحا النار ويهرع رواد المطعم فزعا.
وأسفر الهجوم عن مقتل رجلين وامرأتين وإصابة ستة بجروح وجاء في أعقاب هدوء في الأسابيع الماضية بعد هجمات طعن وإطلاق نار شبه يومية بشوارع إسرائيل. وهو أعنف هجوم منذ ثمانية أشهر.

وألقي القبض بسرعة على المهاجمين وهما ابنا عمومة في العشرينات من عمريهما ويبدو أنهما دخلا إسرائيل بدون تصريح. وأصيب أحدهما بالرصاص.

وقال باراك بن زور الرئيس السابق للبحوث في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي شين بيت "من الواضح أنهما أمضيا وقتا في التخطيط والتدريب واختيار الهدف."

وأضاف "تلقيا بعض الدعم ولكننا لا نعلم بعد من دعمهم." وتابع أنهما استخدما فيما يبدو أسلحة آلية بدائية الصنع تم تهريبها لإسرائيل.

ووقع الهجوم أثناء تنزه عائلات في الهواء الطلق في مجمع سارونا على مسافة بضعة أمتار من وزارة الدفاع المحصنة في قلب تل أبيب التي شهدت هجمات أقل بكثير من القدس.

وبعد مشاورات أمنية أشرف عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال الجيش إنه ألغى نحو 83 ألف تصريح صدرت لفلسطينيين من الضفة الغربية لزيارة إسرائيل خلال شهر رمضان.

وأعلن الجيش كذلك أنه سينشر كتيبتين في الضفة الغربية مع نهاية اليوم لتعزيز القوات الموجودة بالمنطقة حيث يقيم الجيش شبكة من نقاط التفتيش وكثيرا ما يشن غارات لاعتقال مشتبه فيهم. وتضم الكتيبة الإسرائيلية نحو 300 جندي.

وكانت مثل هذه الإجراءات ومنها تقييد دخول مجمع المسجد الأقصى في قلب مدينة القدس القديمة قد قادت في الماضي إلى زيادة حدة التوتر مع الفلسطينيين.

وبعد هجوم تل أبيب أطلقت العاب نارية في أجزاء من الضفة الغربية. وانطلق الغناء ولوح الناس بالأعلام احتفالا في بعض المخيمات الفلسطينية.

وأعلنت الحركة الإسلامية في يطا على موقعها على فيسبوك أن منفذي الهجوم هما "المجاهدان خالد موسى محمد شحاده مخامرة ومحمد أحمد موسى شحاده مخامرة" مشيرة إلى أنهما من كوادر حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة.

وقال حسام بدران الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس إن عملية تل أبيب "أولى بشائر شهر رمضان لشعبنا ومقاومته الباسلة وأولى المفاجآت التي تنتظر الاحتلال خلال الشهر الفضيل." وأشار إلى أن الهجوم "يدلّ على فشل كافة إجراءات الاحتلال الرامية إلى وأد الانتفاضة وقتل روح المقاومة في شبابها".

وخلال موجة العنف الأخيرة انتقدت الحكومة الإسرائيلية مرارا الفصائل الفلسطينية واتهمتها بالتحريض على الهجمات أو عدم بذل جهد كاف لمنعها.

وأدات الرئاسة الفلسطينية الهجوم وقالت قالت الرئاسة "إنها أكدت مرارا وتكرارا رفضها لكل العمليات التي تطال المدنيين من أي جهة كانت.. ومهما كانت المبررات."
وأضافت الرئاسة في بيان لها "إن تحقيق السلام العادل وخلق مناخات إيجابية هو الذي يساهم في إزالة وتخفيف أسباب التوتر والعنف في المنطقة".

وختمت بيانها بالقول "إن تحقيق السلام يفرض على الجميع الكف عن القيام بأية أعمال من شأنها زيادة الاحتقان والتوتر واللجوء إلى العنف."

وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثاني أكبر الفصائل داخل منظمة التحرير الفلسطينية بعد فصيل فتح المدعوم من الغرب والذي يتزعمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن العملية "هي رد طبيعي على الإعدامات الميدانية التي نفذها الكيان الصهيوني ضد شعبنا."

واعتبرت الجبهة عملية تل أبيب "رسالة تحدٍ لوزير الحرب الصهيوني (وزير الدفاع اليميني المتطرف أفيجدور) ليبرمان وتأكيد على أن خيار المقاومة هو الأسلوب الأنجع في انتزاع الحقوق ورسالة رفض لكل المبادرات السياسية المشبوهة."

وأدان المنسق الخاص للأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إطلاق النار الذي أسفر كذلك عن إصابة ستة أشخاص وأبدى قلقه من عدم حديث الفصائل الفلسطينية علنا ضد العنف.

وقال في بيان مقتضب "يتعين على الجميع نبذ العنف وأن يقولوا لا للإرهاب ... صدمني أن أرى حماس ترحب بالهجوم الإرهابي. يتعين على الزعماء أن يقفوا ضد العنف والتحريض الذي يشعله."

وزار نتنياهو موقع الهجوم بعد دقائق من عودته من زيارة استمرت يومين لموسكو. ووصف الهجوم بأنه "قتل بدم بارد" وتوعد بالرد.

وقال "أجرينا مناقشة بشأن سلسلة الإجراءات الهجومية والدفاعية التي سننفذها للتصدي للظاهرة الخطيرة لإطلاقات النار." وأضاف "سنحدد أي شخص تعاون في تنفيذ هذا الهجوم وسنتصرف بحزم وذكاء لمحاربة الإرهاب."

وكان من أول الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل إغلاق المنطقة المحيطة بيطا وتعليق 204 تصاريح عمل لأقارب المهاجمين.

ومنذ أكتوبر تشرين الثاني الماضي قتل 32 إسرائيليا وأمريكيان زائران على أيدي فلسطينيين. وقتلت القوات الإسرائيلية بالرصاص 196 فلسطينيا على الأقل تقول إن 134 منهم مهاجمون وإن الباقين قتلوا في اشتباكات أو احتجاجات.