أول اجتماع لـ"الرئاسي اليمني".. ترتيب الأولويات وبدء مسار جديد

أخبار محلية

اليمن العربي

تصدرت ملفات الاقتصاد والمجتمع والسلام وهزيمة مشروع إيران أجندة أول اجتماع لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجمعة.

 

وعقد مجلس القيادة الرئاسي أول اجتماعاته المشتركة برئاسة رئيس المجلس رشاد العليمي، وحضور أعضاء المجلس ورئيس وأعضاء حكومة الكفاءات ومحافظي المحافظات، لبحث أولويات المرحلة الراهنة وبدء مسار جديد.

 

ووفقا لبيان صادر عن المجلس الرئاسي، فإن رئيس مجلس القيادة الرئاسي استعرض الاتجاهات العامة لخطة عمله للفترة المقبلة، وآليات ترجمة المسؤوليات المناطة به، إلى خطط عملية تنفيذية. 

 

وبحث الاجتماع أولويات المرحلة الراهنة لتعزيز مستوى التعاون والخطط المستقبلية بين الحكومة وقيادات السلطة المحلية في المحافظات المحررة، والعمل وفق خطط استثنائية تركز على تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وتنظيم العلاقة بين السلطات المركزية والمحلية بموجب التشريعات والقوانين النافذة.

 

كما تداول الاجتماع الرؤى والأفكار حول بدء مسار جديد ونوعي لاستكمال استعادة الدولة وتجاوز التحديات الاقتصادية وتخفيف معاناة المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم، وكذلك ضبط الأمن والاستقرار وتفعيل عمل مؤسسات الدولة بكفاءة. 

 

وفيما حدد المجلس عددا من الأولويات، شدد على التزام رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي بمبدأ المسؤولية الجماعية وسعيهم لتحقيق أعلى درجة من التوافق، بما يتناسب مع دقة المرحلة الراهنة وبالاعتماد على الإجماع المحلي للقوى والمكونات السياسية والمجتمعية في إطار وحدة الصف الوطني لاستكمال استعادة الدولة وتخفيف معاناة اليمنيين.

 

وأكد المجلس الرئاسي خلال الاجتماع أن ملف الاستقرار الاقتصادي وتخفيف المعاناة الإنسانية للمواطنين، يُعتبر أولوية وطنية قصوى ويأتي في سلم أولويات الفترة القادمة، مشيرا إلى أهمية تكامل الجهود المبذولة من مختلف قطاعات الدولة وتعاونها في هذا الشأن وترجمتها على أرض الواقع. 

 

كما أكد أن مجلس القيادة الرئاسي يمد يده ممدودة للسلام العادل والشامل وفي ذات الوقت لن يتوانى عن الدفاع على أمن اليمن وشعبها وهزيمة أي مشاريع دخيلة تستهدف هويته العروبية، وتحويله إلى شوكة في خاصرة المنطقة والخليج خدمة لأجندة ومشروع إيران.

 

شكر السعودية والإمارات

 

بدوره، عبر العليمي عن ثقته يأن تكامل الجهود الوطنية ووحدة الصف وترجمة مخرجات المشاورات اليمنية-اليمنية المنعقدة تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، ستمثل مرحلة جديدة من العمل نحو رفع معاناة اليمنيين الذين تحملوا طويلا نتيجة لانقلاب المليشيات الحوثية.

 

كما أعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عن شكره وتقديره للأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون وتحالف دعم الشرعية على دعمهم الكبير لليمن وشعبها في مرحلة استثنائية حرجة، وما يبدونه من حرص على استمرار وتعزيز هذا الدعم.

 

وقال العليمي: "ندرك تماما حجم التعقيدات التي تواجهنا ولكن لدينا من العزيمة ما قد يعيننا على تفكيك الألغام المزروعة في طريقنا، في الوقت الذي نثق به بتعاون الجميع على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لتنفيذ مهامنا الوطنية وفي المقدمة استكمال استعادة الدولة وتخفيف معاناة المواطنين المعيشية".

 

وأشار إلى أن الوضع القادم استثنائي وعلى الجميع تحمل المسؤولية، وأن يكونوا عند مستوى التحديات، مضيفا أن التحديات كبيرة، لكن تحقيق النجاح ليس مستحيلا وهذا الالتفاف السياسي والحزبي والمجتمعي حول تشكيل مجلس القيادة يضعنا جميعا أمام مسؤولية جسيمة لن نتهرب منها تحت أي اعتبارات ولا طريق أمامنا غير النجاح فقط.

 

فريق واحد 

 

في الصدد، أكد العليمي حرصه على تكامل وتنسيق العمل بين مجلس القيادة والحكومة والمحافظين من أجل تعزيز الأداء وتحقيق تطلعات المواطنين في تخفيف معاناتهم، باعتبار الجميع مسؤولين وملتزمين كلا من موقعه.

 

وشدد على أن الظروف والتحديات الراهنة مهما بلغت صعوبتها يجب التعامل معها بقدر كبير من المسؤولية والمواجهة، وابتكار الأساليب المثلى والوسائل النوعية لمعالجتها. 

 

وأضاف: "ندرك جيدا أن المتطلبات كثيرة والإمكانات المتاحة محدودة، لكن إذا ما توافرت العزيمة والإرادة والجهود الدؤوبة نستطيع وبتضافر جهودنا جميعا تحقيق إنجاز ملموس، وسنكون بذلك قادرين على إقناع الآخرين بجديتنا وبمساعدتنا، سواء على الصعيد الداخلي أو شركائنا خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي والدول الشقيقة والصديقة". 

 

وخاطب رئيس وأعضاء الحكومة والمحافظين بالقول: "سنكون فريقا واحدا في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسلطات المحلية حتى لا يكون عملنا كالجزر المتفرقة، فلدينا دستور وقوانين ولوائح وتشريعات تنظم ذلك، ويجب الالتزام بها، مع مراعاة الظروف الاستثنائية الراهنة التي تتطلب الارتقاء إلى مستوى التحديات، والتركيز على تثبيت الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة كأولوية قصوى".

 

ونوه بروح التوافق العالية التي سادت بعد المشاورات اليمنية-اليمنية تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والاتجاه نحو مرحلة جديدة تركز على توحيد الجهود نحو استعادة الدولة والحفاظ على سيادة وأمن واستقرار اليمن.

 

وأعرب عن ثقته الكاملة بوعي وحكمة وإدراك جميع القوى والمكونات السياسية والمجتمعية لخطورة وجسامة التحديات الراهنة، والمسؤولية الملقاة على عاتقهم، والتي تتطلب الارتقاء إلى مستواها بالعمل الجاد، وإيجاد الحلول الناجعة للتحديات القائمة.

 

نواة مؤتمر المحافظين

 

إلى ذلك، كشف بيان المجلس الرئاسي أن الاجتماع الأول سيكون نواة لعقد مؤتمر للمحافظين في العاصمة المؤقتة عدن لوضع كل المشاكل والتحديات للنقاش بما في ذلك العلاقة مع السلطة المركزية والخروج برؤية تعالج وتساعد السلطات المحلية على تجاوز الصعوبات وبما ينعكس على تحسين حياة ومعيشة المواطنين في الجوانب الخدمية والأمنية والاقتصادية والتنموية، إضافة إلى ترتيبات مرحلة ما بعد استعادة الدولة. 

 

ووجه العليمي المحافظين بمضاعفة الجهود والعمل على تلمس احتياجات وهموم المواطنين، وقال خلال الاجتماع: "نحن نعتمد عليكم في المحافظات لدعم عمل مؤسسات الدولة وضبط الأمن والاستقرار وتحسين مستوى معيشة المواطنين وتنمية الموارد.. وسنقدم كل الدعم لكم لتسهيل وتذليل الصعوبات امامكم".

 

كما وجه باستمرار هذا الاجتماع المشترك للخروج بآليات سريعة وعملية لمختلف القضايا في البلاد.