تحركات عسكرية روسية أوكرانية في الشرق

عرب وعالم

اليمن العربي

يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد مواجهات عسكرية بين روسيا وأوكرانيا تحت مسمى "المعركة الكبرى" في مناطق شرق البلاد.

 

وتمثل منطقة شرق أوكرانيا أولوية كبرى لموسكو في المقابل تواصل كييف إجلاء المدنيين خوفًا من هجوم وشيك في هذه المنطقة. 

 

ونقلت وكالة الأنباء انترفاكس-أوكرانيا عن ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني قوله إن "أوكرانيا مستعدة للمعارك الكبيرة.. يجب أن تكسبها كييف بما في ذلك في دونباس".

 

وأضاف: "عندما يحدث ذلك سيكون لأوكرانيا موقف أقوى في المفاوضات وهذا يسمح لها بفرض بعض الشروط".

 

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد في مؤتمر صحفي مع المستشار النمساوي كارل نيهامر الذي زار كييف: "نحن مستعدون للقتال وللبحث في الوقت نفسه، عن طرق دبلوماسية لوقف هذه الحرب".

 

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإنه بعدما سحبت موسكو قواتها من منطقة كييف وشمال أوكرانيا، جعلت أولويتها سيطرة بالكامل على دونباس التي يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على جزء منها منذ 2014.

 

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، نجاح قواتها قي تدمير قافلة عسكرية أوكرانية ضمت مركبات مدرعة وأسلحة مضادة للطائرات.

 

بدورها، أكدت الاستخبارات البريطانية أن القوات الروسية تسعى لتعزيز صفوفها بأفراد تم تسريحهم من الخدمة منذ عام 2012 ردًا على خسائرها المتزايدة في أوكرانيا.

 

ولفتت إلى أن خطة روسيا لتعزيز قواتها تتضمن تجنيد أشخاص من إقليم ترانسنيستريا غير المعترف به في مولدوفا.

 

تسليح أوكرانيا

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بدوره قام السبت بزيارة لم يعلن عنها مسبقا إلى كييف؛ حيث وعد بتقديم آليات مدرعة لأوكرانيا. 

 

وأشاد رئيس الوزراء البريطاني بالجيش الأوكراني لأنه "حقق أكبر عمل عسكري في القرن الحادي والعشرين" سمح بالدفاع عن كييف و"بإفشال الأهداف الوحشية" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

وحذر جونسون من أن بوتين "واجه انتكاسة وسيكثف الضغط الآن في دونباس والشرق".

 

وأضاف: "لذلك الأمر الحيوي جدا هو أن نواصل نحن أصدقاؤكم تقديم كل دعم ممكن"، متعهدا بتزويد كييف بآليات مدرعة وصواريخ مضادة للسفن.

 

وتوجه جونسون وزيلينسكي بعد ذلك إلى شارع خريشتشاتيك الشريان الرئيسي لمدينة كييف وقاما بتحية بعض المارة القلائل، ثم زارا ميدان الاستقلال الرمزي.

 

وبوريس جونسون هو أول زعيم لدولة في مجموعة السبع يزور العاصمة الأوكرانية التي كانت مهددة بهجوم وقصف قبل أسبوع واحد فقط ويتحصن فيها فولوديمير زيلينسكي منذ بدء العملية الروسية في 24 فبراير/شباط، ما أكسبه احترام العالم.

 

وقال الرئيس الأوكراني: "يجب على الدول الديمقراطية الغربية الأخرى أن تحذو حذو المملكة المتحدة".

 

وأضاف: "حان الوقت لفرض حظر شامل على المحروقات الروسية ولزيادة شحنات الأسلحة" إلى أوكرانيا.

 

وسلمت لندن الجيش الأوكراني منذ البداية أسلحة ثمينة مضادة للدبابات ولم تتردد في معاقبة الأثرياء الروس القريبين من السلطة الذين منح وجودهم الكبير لندن، العاصمة البريطانية حيا أنيقا سمي "لندنغراد". 

 

وبعد يومين على سقوط 52 قتيلا مدنيا بينهم 5 أطفال بمحطة كراماتورسك (شرق) كانوا يستعدون للفرار في ضربة نسبت إلى صاروخ روسي، يتواصل إجلاء السكان. 

 

لكن موسكو نفت مسؤوليتها عن الضربة ودانت ما أسمته "استفزازا" أوكرانيا. 

 

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك الأحد إنه تم إجلاء 4532 مدنيا السبت. 

 

وأضافت أن معظمهم غادروا منطقة زابوريجيا، مشيرة إلى أن نحو مئتي شخص تمكنوا من مغادرة مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة وفر أكثر من ألف شخص من ميليتوبول وليسيتشانسك وسيفيرودونتسك وروبيجني وكريمينا وبوباسنا في منطقة لوهانسك.

 

وأوضحت هيئة أركان الجيش الأوكراني في تحديث يومي لتقريرها عن الوضع على فيسبوك أن القوات الروسية تواصل الاستعداد لتكثيف عملياتها الهجومية في شرقي أوكرانيا والسيطرة الكاملة على منطقتي دونيتسك ولوهانسك في دونباس.

 

وبانتظار هجوم روسي كبير انشغل الجنود الأوكرانيون وعناصر الدفاع بتحصين مواقعهم وحفر خنادق جديدة في منطقة بارفينكوف الريفية في شرق البلاد.

 

وزرعت ألغام على جوانب الطرق بينما تم تثبيت عوائق مضادة للدبابات في جميع مفترقات الطرق.

 

وعلى الرغم من تبادل الاتهامات، أعلنت أوكرانيا السبت أنها أجرت عملية تبادل جديدة للأسرى مع روسيا سمحت بالإفراج عن 12 جنديا أوكرانيا و14 مدنيا.

 

ويرى مراقبون أن الرئيس بوتين يسعى لتحقيق نصر في دونباس قبل العرض العسكري في التاسع من مايو/أيار في الساحة الحمراء في ذكرى انتصار السوفيت على النازيين.