ناشطات ينسحبن من تكتل حقوقي تابع للأمم المتحدة .. وهذه هي الأسباب

أخبار محلية

بان كي مون
بان كي مون

قالت سماح ردمان في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يوم السبت الماضي انها انسحبت مما يعرف بالتوافق النسوي للأمن والسلام والذي أنشأته الامم المتحدة للمرأة والمسئولة عنه "دينا زوربا" هى والزميلة فاطمة الأغبري.

 

 وأضافت "ردمان " أن هذا الانسحاب جاء ، على حد قولها ، بعدما طلبنا من الأخوات العضوات في التوافق أن تكون هناك موقف للتوافق من مجزرة باب الكبير في تعز والذي راح ضحيتها العديد من الأطفال والنساء خاصة وان هذا يؤثر على اي تفاوض من الممكن أن يفضي لتعزيز السلام في البلاد.

 

كما أضافت عضوة التوافق النسوي الذي انشأته الأمم المتحدة باليمن “على الرغم من حساسية الموضوع الأمر الذي يتطلب اتخاذ خطوات – حد قولها لكن للأسف كان التوافق وكما عهدته يماطل(على الرغم من تطوع احدى العضوات بعمل بيان حاز على موافقة عدد لابأس به من الاخوات.

 

وتابعت “ردمان” ما يحز بالنفس هو التبريرات الغبية التي طرحت ومسألة الحياد والمسافات وأن ما يحدث في تعز هو حرب (متناسيات أن صدق قولهن القانون الدولي الانساني) في حين يتصدر التوافق لإصدار بيانات وإعلان مواقف في حال تعرضت إحدى ناشطاته لأي سبب وعملية شتم. مضيفة “اما النساء اللواتي سقطن قتلى فلا يحرك هذا لدى البعض منهن أي شعره.

 

وقالت الناشطة اليمنية: “كما أن الأمم المتحدة للمرأة التي أنشأت هذا التوافق والذي أتحدى عضوه فيه تقول بوضوح أيش الهدف من أنشاؤه مؤكدة أنه يعمل وفق رؤية ضبابية حاولت العديد من الاخوات إصلاح اعوجاجه لكن لابد ما ان يكون الأمر يحمل مغزى أخر” – وفق تعبيرها.

 

وأضافت ردمان: اليوم وانا خارج هذا التوافق والذي حاولت فيه أن أعمل مع الاخريات لتوصيل صوت النساء اللواتي يعانين من آثار الحروب والذي خذلنا كثيرا أشعر بالارتياح لأنها مسئولية أخلاقية وإنسانية، مضيفة انتظرت حتى اليوم لأعلن انسحابي لعلي اسمع او أقرأ أي بيان إدانة صدر بحق مجازر تعز أو حتى بحق أمهات ونساء المعتقلين اللواتي تعرضن للاعتداء في وقفتهن.

 

وأوضحت أن هناك العديد من الاشكاليات التي تلف هذا التوافق والذي كان بالمقدور ان يتم معالجته إذا ما صدقت النوايا وإذا ما كنا نعرف ما الذي تريده الامم المتحدة لكن السكوت عن المجازر والقتل الممنهج والاعتداء على النساء فهذا يأتي في الضمائر وهو مالا يغيره الا الله – حد قولها.

 

وختمت منشورها قائلة “بالأخير اتحدث وبمصداقية انني سماح ردمان إحدى المواطنات في الجمهورية اليمنية وبصفتي امرأة وأم لبنت تبلغ من العمر سنة ونصف هذا التوافق وما يصدر عنه لا يمثلني ولا يعبر عني وارفض ان يتحدث يوما عن كونه يمثل نساء اليمن.

 

من جانبها قالت الناشطة اليمنية فاطمة الأغبري عضوة فريق التوافق النسوي الذي أنشأه مكتب الأمم المتحدة للمرأة في اليمن “إن قرار الانسحاب كان منذ فترة ولكن احداث تعز وتحديداً مجزرة الباب الكبير جعلتني اقرر قرارا لا رجعت فيه بالانسحاب من هذا التوافق”.

 

ووفقاً لـ(الموقع بوست) ، أوضحت الأغبري، أن ذلك الانسحاب جاء نتيجة لعدم تحديد موقف واضح من الفريق مما يرتكب من مجازر في تعز التي راح ضحيتها عدد من النساء .

 

وأضافت كُنت في وقت سابق قد تحدثت في صفحتي عن قرار اتخذته مؤخراً وبقناعة تامة، وقد كان هذا القرار هو انسحابي أنا وزميلتي سماح ردمان من عضوية” التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام” الذي أنشأه مكتب الأمم المتحدة للمرأة وتديره السيدة دينا زوربة.

 

وأشارت إلى أن هذا القرار جاء بعد تراكمات كثيرة بدأت من محاولة التدخل برأي الشخصي في صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” حد قولها – ومرت بالمواقف الضعيفة للتوافق تجاه عددا من الأحداث التي كانت تتطلب موقف صادق ولو بالكلمة، وانتهت بالموقف الضعيف والمخزي لعضوات التوافق بعد مجزرة الباب الكبير في مدينة تعز التي راح ضحيتها عدد من النساء والأطفال، وكذا حادثة اعتداء مليشيا الحوثي على أُسر المعتقلين من النساء في صنعاء أثناء وقفتهن الاحتجاجية .

 

ولفتت إلى أن الفريق اكتفى بعضهن بالصمت والبعض الآخر قام بصياغة بيان ذيل بعشرين اسم ورغم أن صيغة البيان لم تتهم طرف بحد ذاته في مجزرة الباب الكبير واكتفى بالطريقة التي تلزم بها الأمم المتحدة في كتابة بيانات الإدانة. مضيفة أن البيان أعتقل ولم يرى النور وكأن ما حدث لم يكُن يستحق موقف من قبلهن أو أن ذلك سيكون إساءة لهن كنساء.

 

وقالت عضوة فريق التوافق النسوي الذي أنشأه مكتب الأمم المتحدة للمرأة في اليمن “التوافق باختصار له أجندته الخاصة التي لا تتناسب معنا كنساء يمنيات فنحن من الصعب جداً ان نقف على مسافة واحدة بين جميع الاطراف ونساوي الظالم بالمظلوم ونغمض أعيننا عن الحقائق.

 

وذكرت الأغبري أن هذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها مع مجموعة نسائية – حسب قولها فقد كُانت متحمسة جداً لهذا الكيان وكان عندها إيمان قوي أنها ومن خلاله ستكون صوت قوي للمرأة اليمنية التي تدفع اليوم الثمن غاليا في هذه الحرب القذرة التي لم ترحم أحد، – واستطردت قائلة “ولكن وجدت أن هذا التوافق ما هو إلا كيان شكلي كوّنه مكتب الأمم المتحدة وفقاً لأجندته الخاصة، التي تخدم في الأغلب المُنتهكين للإنسانية أو الطرف الأقوى .

 

واضافت “أنا اليوم أقولها وبصوت عالي لن أكون على مسافة واحدة بين جميع الأطراف، ولن أكون وسيلة لمكتب الأمم المتحدة من أجل تمرير أجندتهم الخاصة باسم المرأة، مشيرة إلى أنها ستكون منحازة للمظلومين والمقهورين في أرض الوطن.

 

وتابعت “انسحابي من التوافق لن يزيدني إلا إيمانا بأن قضيتنا هي خاصة بنا ولن ندافع عنها باستماته إلا لأنها تخصنا وفق تعبيرها – أما الأمم المتحدة ومكتبها ففي الأول والأخير لن يأتي منهم ومن يسكتون عنهم أي خير.