ماذا فعلت الحرب برمضان في اليمن؟

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت صحيفة لندنية، إن الجهود الماراثونية التي بذلتها الجهات الراعية للمفاوضات بين الفرقاء اليمنيين، فشلت في تحقيق سلام كان يؤمّل أن يتحقّق قبل حلول شهر رمضان ذي الرمزية الدينية العالية لدى اليمنيين المعروفين بمجتمعهم المحافظ وبارتفاع نسبة التدين في صفوفهم.

 

وتابعت صحيفة "العرب" الصادرة اليوم الخميس ، اطلع عليها "اليمن العربي": "لتعثّر المتكرّر للمحادثات السياسية اليمنية في الكويت، والذي حال دون تحقيق السلام قبل حلول شهر رمضان الحالي، لا يمنع وجود آمال في تدارك ما فات قبل عيد الفطر، في ظل أنباء عن ملامح حل يقوم على تقديم الترتيبات الأمنية والعسكرية على التفاصيل السياسية الشائكة والمعقّدة".

 

وأضافت، أن تعثر المفاوضات بسبب إصرار كل طرف فيها على مواقفه واشتراطاته، فرض على اليمنيين قضاء رمضان آخر في ظل الحرب وما تسببه من نقص في الأغذية وسائر المواد التموينية الضرورية التي يرتفع الطلب عليها في مثل هذا الشهر.

 

ورغم المصاعب التي واجهتها المفاوضات السياسية التي تحتضنها الكويت برعاية أممية في التقريب بين وجهات نظر وفد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، ووفد صنعاء المشترك بين الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إلاّ أنّ المزاج الإقليمي والدولي الدافعين باتجاه إخراج اليمن من واقع الحرب، منعا من قطع المفاوضات والعدول عن المسار السلمي.

 

ومع بداية شهر رمضان واصل المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد اتصالاته مع الفرقاء اليمنيين، فيما راجت أنباء عن بروز ملامح حلّ للأزمة اليمنية يقوم على تقديم الترتيبات العسكرية والأمنية، على مناقشة المسائل السياسية المستعصية بسبب الخلافات على طبيعة المرحلة الانتقالية ومن يتولى قيادتها.

 

ونقل عن مصادر قريبة من مفاوضات الكويت قولها إنّ الجهود منصبّة على الوصول إلى تهدئة شاملة لكل مظاهر القتال قبل عيد الفطر القادم، تسهيلا لتنفيذ مقتضيات الترتيبات الأمنية والعسكرية بما في ذلك الانسحابات من مناطق السيطرة وتسليم الأسلحة وفسح المجال للدولة للإمساك بزمام الأمور.

 

وقال مصدر حكومي مشارك في المحادثات، إنّ تقدما كبيرا تحقق في مناقشة الترتيبات العسكرية والأمنية، وتأمين العاصمة صنعاء وأنّه تم التوصّل إلى تفاهمات حول بحث تفاصيل تشكيل حكومة بعد الانتهاء من وضع ترتيبات الملف العسكري والأمني.

 

وأوضح المصدر أن مناقشات الوفد الحكومي مع المبعوث الأممي تناولت إلغاء الإعلان الدستوري للمتمرّدين وما ترتب عنه من تغييرات إدارية واستعادة مؤسسات الدولة، وإزالة كافة العراقيل أمام عمل الحكومة، وذلك بعد تنفيذ الانسحابات من المدن وفق خطة تقدم بها المبعوث الأممي.

 

وفي انتظار تحقيق السلام المنشود يقضي اليمنيون شهر رمضان الثاني على التوالي في ظل الحرب التي أثرت بشكل مباشر على ظروف الحياة اليومية.

 

ومع تدهور أوضاع الاقتصاد اليمني بسبب القتال المستمر منذ أكثر من عام، لوحظ تناقص إقبال اليمنيين على شراء المواد الاستهلاكية في رمضان هذا العام.

 

وأدت الحرب إلى تدمير الاقتصاد اليمني الهش من الأساس ودفعت بالملايين نحو الفقر.

 

وشكا عبدالوهاب الرداعي أحد سكان صنعاء من غلاء الأسعار، قائلا إن أسعار المواد الغذائية ملتهبة وأن المواطن غير قادر على الشراء للاحتفاء برمضان كما جرت العادة، وأيده المواطن نبيل محمد بالقول إنه عندما تقارن الأسعار مع المرتب تجد أن المتطلبات ضعف المداخيل التي تراجعت أصلا للنصف.

 

وكانت الحرب الدائرة في اليمن قد اندلعت بعد سيطرة مسلحي جماعة الحوثي بالتعاون مع قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح على العاصمة صنعاء وعدة مناطق أخرى خريف العام 2014. وجاءت تلك السيطرة بعد احتجاجات عارمة على قرار للحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية، لكن الواقع الجديد الذي أفرزته الحرب جعل المواطن اليمني يتمنى العودة إلى مرحلة ما قبل تلك الاحتجاجات. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 22 مليونا من بين سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليون نسمة يحتاجون لمساعدات إنسانية، وإن مليوني طفل مهددون بسوء التغذية.