رشاد العليمي كما عرفته الثعلب القائد

اليمن العربي

 

تشكيل مجلس للرئاسة وتنازل هادي عن صلاحياته لهذا المجلس وتنحية نائب الرئيس علي محسن الأحمر مؤشرات إيجابية ولا يختلف في هذا أحد حتى كبار المتشددين الحوثيين فكل هذه الخطوات تعتبر خطوات هامة لإحلال السلام.

 

وكانت الخطوة الأكبر والأقوى في تشكيل المجلس هو قبول رئيس المجلس الانتقالي المشاركة في المجلس في تأكيد على إمكانية إحلال السلام وخاصة وانه المسيطر علي اكبر المكونات الأمنية والسياسية و العسكرية التي تسيطر علي الجنوب والذي يشكل الأغلبية العظمي من المناطق المحررة وقبوله ان يترأس المجلس العليمي والذي ترزح معظم أراضي محافظته تحت سيطرة الحوثيين.

 

ولكنه القبول الذي لابد ان يتم وخاصة وانه يشارك معه عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي القائد الميداني الجنوبي الذي سيطر علي مفاصل الامن والذي يعد ضمن التشكيل القيادي العسكري للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وقد جاءت هذه الخطوة كضرورة فرضتها تحديات كثيرة جعلت كل المشاركين فيها يقبلوا بها انقاذا لما يمكن إنقاذه من ما تبقي من الدولة ولمواجهه ظروف صعبة فالشعب عموما في الجنوب والشمال معرض لخطر المجاعة هذا من جانب ومن جانب اخر هناك انهيارات متتالية للخدمات والعملة النقدية وانهيار اقتصادي لذا التنازل الذي اقدم عليه رئيس الجمهورية السابق عبدربه منصور و القبول من قبل الانتقالي بالمشاركة  كان من متطلبات المرحلة واعتبار ان المجلس هو مجلس يقود فترة انتقالية هذه أيضا خطوة مهمة ولكن وبعد هذه المقدمة الطويلة ما هي علاقة العليمي رئيس المجلس بهذه المقدمة لاشك ان ان العليمي سياسي محنك وفضل ان يكون خلال الفترة الماضية منزوي عن الأضواء ولكنه يتنقل بين الرئاسة واللجنة الخاصة واروقة صناعة القرار السياسي ليفرض رؤيته ويجمع المعلومات بحسه الأمني والذي تدرب عليه كثيرا منذ أيام دراسته في القاهرة بجامعة عين شمس في ثمانينات القرن الماضي فقد كان ناصري التوجه ولكنه سرعان ما انقلب علي زملائه وقيادته امام المغريات الكثيرة التي كان يعرضها النظام السابق ليتحول وبالرغم من اختصاصه الاجتماعي فهو باحث في علم الاجتماع الي رجل امني وينتقل من عالم اجتماع الي قائد امني ومدرس في كليه الشرطة ثم يتنقل في القيادات الأمنية.

 

ولعل السيرة الذاتية عند استعراضها والتي حرص مكتبة علي توزيعها علي وسائل الاعلام تشير الي العديد من الالغاز ولكن وفق لما عرفته بصورة مباشرة وقد تولي وزارة الداخلية خلال الفترة من 2001 وحتي 2008م وهي فترة هامة شهدت تغيرات كبيرة متزامنة مع التوجه الأمريكي عقب احداث سبتمبر2001م لمحاربة الإرهاب وقد عمل العليمي علي التعاون مع الامريكان لمحاربة الإرهاب بالظاهر ولكن الواقع العملي كان هو المهندس لتحويل موجه الارهابين ورجال تنظيم القاعدة من الشمال الي المناطق الجنوبية وخاصة محافظتي ابين وشبوة وعمل علي غض النظر عن تواجدهم ليستطيع ان يظهرهم كقوة متواجدة تجعل العالم يغض النظر عن انتهاكات حقوق الانسان التي تمارس علي الجنوبيين باعتبار ان ما يتم في الجنوب هو محاربة للإرهاب في مناطق جنوبية وفي الوقت نفسه لا نجد تواجد لتنظيم القاعدة او التنظيمات الإرهابية او عملياتها في الشمال بالرغم ان معظم القيادات التي حاربت في أفغانستان وتشكل منها التنظيم كانت شمالية.

 

واستمر خلال عمله كوزير داخلية في اضطهاد الجنوبيين وعمل بصورة كبيره علي تهميشهم كقيادات امنية بل انه تدخل بصورة مباشرة في اختبارات كلية الشرطة ليكون نسبة الجنوبيين اقل من 1% خلال سنوات قياداته لوزارة الداخلية وحرص علي يكون معظم مدراء الامن في المحافظات الجنوبية من الشمال ومارس العنصرية بأبشع صورها ضد الجنوبين وكان هناك عداء مباشر مع حضرموت فقد عمل علي منع وصول القيادات الأمنية الحضرمية الي أي مناصب قيادية بل انه وجه كل المنح الدراسية والبعثات الدراسية الخارجية بالدراسات الأمنية سواء كان في اكاديمية نائف الأمنية او المنح المقدمة من الولايات المتحدة الامريكية الي محافظات بعينها حارما حضرموت من حقها الطبيعي.

 

ولم يكتفي العليمي بكل ما احدثه من تغيير امني في المحافظات الجنوبية وخلقة للبؤر الإرهابية بل عمل علي قمع كل معارضة جنوبية بكل الوسائل وكتم الأصوات ومنع الصحف من الصدور ولعل هذه الأفعال سارعت بالنقمة عليه وكان من اكبر الملفات التي تلاعب بها العليمي ملف القيادات الأمنية العسكرية التي تم احالتها عنوة للتقاعد فقد عمل علي إيقاف رواتب الكثيرين ومنع صرفها الامر الذي جعل معظم القيادات الأمنية تتجه الي الاعمال الخاصة ليوجهوا ظروف الحياة فكثير من القيادات اتجهوا الي ان يقودوا سياراتهم الخاصة ويحولوها الي سيارات اجره والبعض منهم اتجه لبيع الخضروات، وكان هذا الاتجاه السبب في انفجار المطالبات وانشاء جمعيات المتقاعدين العسكريين والذين كان معظمهم من رجال الداخلية ولعل من يعرفني يدرك انني اتحدث عن واقع عشته ففي عهده لم يصرف راتب والدي ومثله المئات من المناضلين والقيادات الأمنية بتعنت واضح وقد حرقت ملفاتهم في الوزارة، وعنصرية العليمي متنامية نذكر بها اليوم ونذكر من كانوا بوزارة الداخلية كيف كان يشكل مكتبه ومن حوله من وكلاء وكيف كان يتزلف القيادات العليا ويستعرض الخطط الأمنية القمعية .

 

وبالرغم من الجانب الإيجابي في تشكيل المجلس و الامل المعقود والذي يعقده الكثيرين علي هذا المجلس والذي ربما يري البعض ان استعراضي هذا لسيرة الرجل الثعلب العليمي والتذكير بها هو تهجم في غير محله وتشاؤم غير مطلوب في هذه المرحلة وربما يكون سباحة ضد التيار في ظل رئيس لهيئة رئاسية لفترة انتقالية غير محددة ربما تكون طويلة وقد وضعت كل هذا في اعتباري ولكن وجدت انه من الضروري التذكير بتاريخ الرجل ويبقي هذا في تقديري مجرد راي شخصي بان الرجل هو ثعلب مراوغ استطاع ان بمراوغة وباستغلال الفرص ان يتسلق ليصل الي قمة السلطة ولكنه لا يملك كاريزما القائد لذا لا يعول عليه كثيرا ويجب علي أعضاء مجلس الرئاسة ان يسيروه خاصة وانه وفق للإعلان غير الدستوري يحق لهم ان يشكلوا الأغلبية وان يصدروا القرارات المخالفة لراية ان حصلوا علي الأغلبية البسيطة وبالتالي فهو له صوت واحد وبقي الإشارة الي ان الامل باقي ويجب التحذير من القادم والاستعداد له .