كيف تتعامل مع القولون العصبي في رمضان؟

منوعات

اليمن العربي

مرض القولون العصبي هو خلل واضح في وظيفة الأمعاء يؤدي إلى حدوث انتفاخات وغازات وآلام شديدة في المعدة، وهذه الأعراض لا ترتبط بسن أو بجنس معين بل بطبيعة الجسم وحساسيته تجاه الطعام، ونمط التغذية الذي يتبعه الشخص.

 

التعامل مع القولون العصبي في الصيام ليس بالأمر المستحيل، كل ما يتطلبه مراعاة تناول أطعمة لا تعمل على تهييج المعدة والأمعاء، والحرص على شرب الكثير من السوائل وتجنب التوتر والضغوط النفسية.

 

وفي حالة الشعور بأعراض القولون العصبي في رمضان، يجب عدم إهمال الأمر ومراجعة الطبيب المعالج واتباع نهج غذائي يهدأ المعدة والأمعاء.

 

ويدرك أغلب مرضى القولون العصبي الأعراض المصاحبة للمرض جيدا، لذا يسهل التعرف على آلامه والإسراع في معالجتها، وأبرزها:

 

- آلام في أجزاء مختلفة من البطن، وقد تكون مستمرة أو متقطعة.

 

- انتفاخ شديد في البطن، والغازات المصاحبة له قد تكون كثيرة للغاية.

 

- تغير شكل البراز، والبعض يصيبهم الإسهال والبعض الآخر الإمساك، وقد يصبح البراز صغيرًا يشبه الكرات الصغيرة، وأحيانًا يكون مصحوبًا بالمخاط.

 

- الرغبة في الذهاب إلى الحمام مرات متعددة، وعدم القدرة على الإخراج مرة واحدة.

 

يكثر البحث عن نصائح غذائية لمرضى القولون في رمضان بمجرد اقتراب الشهر الفضيل، للتخطيط للأكلات المقرر إعدادها والابتعاد عن كل ما يهيج المعدة والأمعاء.

 

إذا كنت مريض قولون عصبي، فمن الضروري الاستمرار في الابتعاد عن قائمة الطعام الممنوعة مسبقا في رمضان، لأن المعدة تكون أكثر حساسية مع الصيام.

 

مجموعة نصائح غذائية لمرضى القولون في رمضان، وتشمل ما يلي:

 

1- تناول 1-2 كوب من الماء الفاتر على الإفطار، والابتعاد عن الماء والمشروبات المثلجة.

 

2- تناول 3 تمرات مع شرب الماء تعد الطريقة المثالية لبدء الإفطار وإعدادا المعدة لاستقبال الطعام.

 

3- الابتعاد عن الإفطار على تناول مشروبات مرتفعة السكر وبكميات كبيرة، كونها تسبب حركة مفاجئة وسريعة للأمعاء.

 

4- تجنب تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة الإفطار، ويفضل تقسيم الطعام إلى وجبات صغيرة، مع التركيز على البدء بطعام خفيف، مثل الشوربة والسلطة.

 

5- الابتعاد عن الأطعمة المهيّجة للقولون، مثل اللحم الأحمر والقرنبيط والأطعمة الحارة والمقلية والمواد الدسمة والثوم والبصل النيء والكرنب والبقوليات ومنتجات الألبان.

 

6- من الضروري تناول الزبادي يوميا، كون الصديق الأول لمرضى القولون هو بكتيريا البروبيوتيك، الموجودة في الزبادي.

 

7- شرب الأعشاب التي تساعد في تهدئة المعدة وتقليل الانتفاخ والغازات، مثل النعناع والزنجبيل واليانسون.

 

8- الامتناع عن المشروبات التي تحتوي على كافيين مثل الشاي والقهوة، والحليب أو اللبن والمشروبات الغازية.

 

9- ممارسة الرياضة أو التمشية بعد الإفطار لمدة نصف ساعة ضرورية، فالحركة تساعد الجهاز الهضمي في القيام بعمله بطريقة مثالية.

 

مع حلول شهر رمضان تكثر التساؤلات عمّا إذا كان الصيام مفيداً في تسكين أعراض مرض القولون العصبي، وكيفية التغلب على آلامه؟.

 

الفول.. فوائد صحية مذهلة لملك مائدة سحور رمضان

ورغم أن هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالقولون العصبي، مثل حركة الأمعاء غير الطبيعية، وتحسُّس القولون المفرط، والتهاب الأمعاء، فإن الأسباب الأساسية لهذه الحالة الصحية تظل غير معروفة.

 

لكن في شهر رمضان تعد أحد أهم أسباب الإصابة بالقولون العصبي: الضغوط النفسية، واضطرابات النوم، فضلا عن النظام الغذائي الغني بالأطعمة الدهنية أو المقلية والمأكولات الحارة والمشروبات الغازية.

 

لذا، إذا نجح المريض في السيطرة على نظامه الغذائي والابتعاد عن كل ما يهيج القولون من أطعمة وسلوكيات، سيستطيع الصوم والاستفادة من روحانيات الشهر الكريم.

 

في هذا الإطار، كشفت دراسات عديدة أن للصيام آثار رائعة على صحة القولون والجهاز الهضمىي، إذ يلعب دورا مهما في تحسين وظيفة الأمعاء عن طريق تقليل التهاب الأمعاء وتغيير تنوع ميكروبيوم الأمعاء.

 

ووفق تقرير نشره موقع healthline، يعمل الصيام على تخفيف التهابات القولون من خلال تحسين سلامة حاجز الأمعاء وطول القولون، نظرا لقدرته علي خفض مسببات الالتهابات والإجهاد التأكسدي في أنسجة القولون.

 

أيضا للصيام قدرة على تخفيف سلوك اضطراب الوسواس القهري والقلق المرتبط بالتهاب القولون العصبي، كما يساعد على تقليل انتشار الميكروبات المرتبطة بالتهاب القولون، وإثراء الميكروبات المرتبطة بمضادات الالتهاب، وقمع الأضرار التأكسدية في كل من القولون والدماغ.

 

يشعر مرضى القولون أن معادلة الصوم ليست سهلة، إذ يجب عليهم تبني نمط تغذية واختيار نوعية أكل تناسب مشكلتهم الصحية وفي نفس الوقت تساعدهم على الصوم وتضمن لهم الحماية من الأعراض المزعجة والمؤلمة التي ترتبط بمثل هذه الحالات الصحية.

 

لكن القولون العصبي ليس حالة صحية تستدعي إفطار مريضها إذا نجح في تناول أطعمة صحية واتباع سلوكيات تنجيه من أوجاع هذا المرض.

 

أيضا جميع المصابين بالقولون العصبي قادرون على الصيام بأمان، إذا تجنُّبوا التوتر والضغوط النفسية، والأطعمة المهيجة للقولون واستخدموا الأدوية بالطريقة الصحيحة.

 

ومن الضروري للمرضى الحرص على الإكثار من شرب السوائل وتناول أطعمة عالية الألياف لمن يشتكي من إمساك، والتقليل من الأطعمة الأخرى المثيرة للأعراض إذ تختلف بحسب حالة كل مريض على حدة؛ ولا يوجد نمط غذائيّ يناسب جميع الصائمين.