ماذا يقول الفقهاء حول إخراج زكاة الفطر في أول رمضان؟
قال الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، إنه لا مانع شرعا من إخراج زكاة الفطر للأسر الفقيرة في الأيام الأولى من شهر رمضان.
وأضاف علام، خلال لقائه الأسبوعي مع برنامج "نظرة" على قناة "صدى البلد" المصرية، أن "الأمر فيه سَعة، فيستحبُّ إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، ولا مانع شرعًا عند بعض الفقهاء من إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، أو تعجيلها من أول دخول رمضان".
وتابع: "يُكرَه تأخيرُ زكاة الفطر لما بعد صلاة العيد، فإن تأخَّر فلا تسقط ويجب إخراجها، وكذلك يجوز تعجيل زكاة المال ولو لمدة عامين مقبليْن، فضلًا عن جواز إخراج فدية الصيام، بل ذلك أولى في ظلِّ الأزمة الراهنة، تعرُّضًا لنفحات الله تعالى المبثوثة في مواسم الخيرات".
وعن حكم إخراج زكاة الفطر نقودًا، قال مفتي مصر: "الذي نختاره للفتوى في هذا العصر، ونراه أوفقَ لمقاصد الشرع، وأرفقَ بمصالح الخلق، أن تكون نوعية زكاة الفطر ما هو أنفع للمستحق، وعلى هذا يجوز إخراجِ زكاة الفطر مالًا مطلقًا، وهذا هو مذهب الحنفية، وهو الموافق لعمل سيدنا معاذ، فضلًا عن غيره من الصحابة والتابعين والفقهاء".
وفي رده على سؤال حول حكم الصيام دون صلاة قال الدكتور شوقي علام: "هناك فرق بين الصحة والقَبول، فمن صام ملتزمًا بأحكام الصيام فصومه صحيح، حتى لو قصَّر في الصلاة أو في غيرها، أمَّا القَبول فلا يعلمه إلا الله؛ ولذا ينبغي الحرص على الْتماس كل الأعمال الصالحة وفعلها أثناء الصوم لقَبوله عند الله".
وأضاف أن "كل الأعمال الصالحة محببة خلال الصيام، ومنها عمل الرجل للإنفاق على نفسه وبيته، فينبغي ألا يكون الصيام تُكأة للكسل والتراخي عن العمل، فضلًا عن الأعمال الصالحة التي تشفع للعبد كقراءة القرآن والذكر وصلة الرحم وإطعام الطعام وكف الأذى عن الناس قولًا وفعلًا".
وعن حكم مَن يقاطع والديه في رمضان، قال مفتي مصر: "إنَّ فضل الآباء على أبنائهم عظيم، فهم سبب وجودنا في الحياة، ولا يجوز أن نؤذيهم بما يخدش المشاعر حتى لو كان كلمة أفٍّ؛ لأن أذى مشاعر الوالدين محرَّم، ولذا يجب الحرص كلَّ الحرص على طاعة الوالدين، وإن كان هناك توتُّر في المعاملة معهم أو خصام فيجب على الفور إزالة ذلك، وليعلم الأبناء أن الوالدين أحرص على الأبناء وعلى مصلحتهم من أنفسهم".