تفاصيل أول تجمع انتخابي ينظمه الرئيس الفرنسي

أول تجمع انتخابي ينظمه الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون سعيا لحشد أصوات قد تسعفه لتوسيع الفارق مع منافسته مارين لوبان.

ويأتي التجمع الانتخابي قبل 8 أيام من الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، فيما لا يزال ماكرون يتصدر نوايا التصويت رغم تقلص الفارق مع زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن.

 وبحسب وكالة "فرانس برس"، من المتوقع أن يتجمع نحو 35 ألف شخص اعتبارا من ظهر اليوم في مسرح أرينا بمدينة نانتير بالضاحية الغربية للعاصمة بارس، وهي صالة تستضيف عادة حفلات موسيقية وأحداثا رياضية.

ويبدأ التجمع الانتخابي بجزء أول ينطوي على "مفاجأة" سيكون "تفاعليا وتشاركيا"، قبل أن يعتلي ماكرون المنصة لإلقاء "كلمة سياسية، كلمة اجتماعية، كلمة وحدة"، بحسب ما أفادت أوساطه.

ووفق المصادر، يتناول الخطاب "ما نحن، من أين نأتي وأين نذهب"، في وقت حض فيه الرئيس المرشح الذي بدأ حملته في وقت متأخر جدا، على "الصمود" قبل أيام قليلة من الدورة الأولى للاقتراع.

بشكل رسمي، انطلقت، الإثنين الماضي، الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في 10 أبريل/ نيسان الجاري، في سباق يشهد منافسة بين 12 مرشحا، في مقدمتهم ماكرون، ولوبان مرشحة "التجمع الوطني"، إضافة إلى كل من مرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكريس، ومرشحة الحزب الاشتراكي آن هيدالغو، ومرشح "فرنسا الأبية" جان لوك ميلنشون.

ويرى مراقبون أن حرب أوكرانيا رفعت أسهم ماكرون باستطلاعات الرأي، ورأبت صدعا قاتلا لحق بشعبيته بسبب العديد من الملفات الداخلية، وهذا ما يجعله المرشح الأوفر حظا بتصدره استطلاعات الرأي لنوايا التصويت.

ووفق استطلاع أجرته مؤخرا مؤسسة "إيلاب"، حصل ماكرون على 28 بالمئة من نوايا التصويت (+0,5 نقطة) في الجولة الأولى التي سيتصدرها، مع أن الفجوة مع لوبان ستضيق بسبع نقاط في الجولة الثانية لتحصل المرشحة على 47,5 بالمئة من الأصوات.

والأسبوع الماضي، أظهرت التوقعات أن يحصل ماكرون على 56 بالمئة ولوبان على 44 بالمئة في الجولة الثانية، في منافسة تبدو أكثر احتداما بين المرشحيْن من أي وقت.

وفي ظل موازين القوى القائمة بالاقتراع، يعوّل ماكرون على موقفه من الحرب الروسية الأوكرانية ودعمه لكييف، ما يعتقد خبراء أنه قد يشكل عاملا إيجابيا يزيد من حظوظه في ولاية ثانية.

فماكرون استفاد من النزاع شرقي أوروبا ليقدم نفسه "زعيما في زمن الحرب"، وبدا حاسما في إبداء موقف حازم رافض، فيما وجد منافسوه أنفسهم عالقين في مواقف محرجة، وهم الذين أعربوا سابقا عن إعجابهم بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين على غرار إريك زيمور، أو تعاونوا معه علنا مثل مارين لوبان.

فهؤلاء وجدوا أنفسهم مضطرين للتدافع لإعادة تعديل رسالتهم والنأي بأنفسهم عن الكرملين، لكن قد يبدو الأمر متأخرا أو عاجزا عن مسح جزئيات مماثلة من الذاكرة الجماعية للفرنسية، على الأقل ليس في حيز زمني وجيز.

وعلاوة على ذلك، هيمنت الحرب الأوكرانية على واجهة الأحداث حتى في فرنسا، ما يجعل اهتمام الرأي العام منصب بهذا الاتجاه، ويعقّد بالتالي قدرة منافسي ماكرون على إسماع صوتهم أو البناء على الزخم الذي بدأ البعض يراه في الظهور قبل هذه الأزمة الدولية.

ومع ذلك، قد تصل اليمينية المتطرفة مارين لوبان إلى الجولة الثانية، لكن متابعين يرون أنه من الصعب أن تنجح في عبور بوابة قصر الإليزيه، ما يعني أنه حتى في حال لم يجمع الفرنسيون على إعادة انتخاب ماكرون، إلا أن وجوده بمنافسة ضيقة مع لوبان سيجعله خيارهم، وإن كان ذلك بالعزوف عن التصويت.